|
مخيم عين الحلوة في الشتاء... أوحال وأنهار من المياه الآسنة
نشر بتاريخ: 15/10/2006 ( آخر تحديث: 15/10/2006 الساعة: 22:05 )
عين الحلوة - معا- عصام الحلبي- بعد مغادرة وسط مدينة صيدا باقل من ثلاثة كيلو مترات يستوقفك حاجز للجيش اللبناني وما ان تغادر الحاجز حتى تتبدل كل معالم الحياة بين ما قبل الحاجز وما بعده , لست بحاجة الى كثير عناء من التدقيق والتمحيص حتى تعرف انك في منطقة منكوبة صحيا وبيئيا وتفتقر الى ابسط مقومات الحياة وتكاد تنعدم فيها شتى أنواع الخدمات, انك في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين,
هذا المخيم الذي يعود إنشاؤه الى بدايات النكبة في العام 1948 , بعد ان هجر وطرد أبناء الشعب الفلسطيني من أرضهم وبيوتهم من قبل عصابات الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني,بمساهمة من الصليب الأحمر قبل ان تنشأ وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين" الأنروا" في العام 1950 والتي تولت إغاثة وإعانة وتشغيل اللاجئين الفلسطيين , وبدأت رحلة اللاجئ الفلسطيني مع " الأنروا" والتي وفرت له معونات غذائية وكسائية وتعليمية وصحية. لكن مايثبر الريبة والشك لدى اللاجئين الفلسطينيين تزايد تقليصات الأنروا الكبيرة لخدماتها تجاههم , حيث توقف عن تزويدهم بالمعونات الغذائية , واستعاضت عنها بإعطاء اقلية منهم لهذه المعونة تحت اسم " حالات العسر الشديد" الشؤون". وفي الصحة مراكزها الصحية لا تتناسب مع إعداد اللاجئين في المخيمات وفي بعضها لا تفتح هذه المراكز الصحية أبوابها امام المرضى الا ثلاثة ايام في الاسبوع كما في مخيم المية ومية القريب ايضا من مدينة صيدا , والاهمال في تامين ظروفا تعليمية افضل للطلاب لا من حيث عدد المدارس ولا من حيث نظام التعليم" نظام الدوامين" الشفتين" ولا من حيث عدد الطلاب في الصف الدراسي الواحد والذي يتراوح بين 50 - 55 طالبا. البنى التحتية والطرقات: تعاني شبكة البنى التحتية لمخيم عين الحلوة من صدأ وتلف واهتراء مما فسح المجال امام ظهور مخاطر صحية وبيئية خطيرة تهدد سكان المخيم , فقد ظهرت عدة حالات تسمم نتيجة تسرب مياه المجار ير " الأسنة" الى شبكة مياه الشرب , والتي هي بالأصل غير مكتملة لشروط الاستعمال البشري الصحي, حيث يتم تزويد بيوتات المخيم بالمياه وبشكل مباشر وبواسطة المضخات دون معالجتها وفلترتها , اما طرقات المخيم بالكاد تتعرف على الاسفلت فيها لكثرة الحفر ,نتيجة عدم صيانة وتزفيت هذه الطرقات منذ مدة طويلة فصل الشتاء : للاجئي مخيم عين الحلوة حكايات وحكايات مع فصل الشتاء , فصل الشتاء فصل الخير والبركة , اما في عين الحلوة هو فصل المخاطر والمعاناة , ما ان يبدا الشتاء بأمطاره حتى تبدا المعاناة , شوارع يتخلط فيها التراب بمياه الأمطار ليتحول الى طين ووحل , يتناغم مع المياه الأسنة التي تخرج من شبكة المجارير نتيجة عدم استيعابها لمياه الامطار , وسرعان ما تتحول شوارع المخيم وأزقته الى برك مياه اسنة وأوحال, وازقته الى انهار تتلون بالوحول ومياه اسنة تتطفل بيوتا بالدخول دونما اذن الى بيوت المخيم, متلفة اثاث المنازل المتواضع أصلا ومجازا يطلق عليه مصطلح اثاث . احمد خليل ابن العشرين ربيعا يقف حائرا يحاول تدبر امره للوصول الى بيته لكن محاولته لم تفلح , وتساءل خليل عن سبب إهمال الأنروا لواجباتها تجاه المخيم وإدارة ظهرها لأبنائه . اما محمود صالح فقد طالب" الانروا" بالتحرك الفوري من اجل ترميم البنى التحتية والطرقات في المخيم وقال :منذ اكثر من سنة ونحن نسمع انه خلال شهر او شهرين سوف يتم البدء بمشروع البنى التحتية في مخيم عين الحلوة وان الاموال مرصودة لذلك , اذا كان الامر كذلك لماذا لم ينفذ لحد الان" وطالب صالح اللجان الشعبية الفلسطينية والفصائل والقوى من وطنية واسلامية وفصائل منظمة التحرير الفلسطينة بالضغط على " الانروا " من اجل القيام بواجباتها تجاه اللاجئين الفلسطين وفي كافة المجالات . وتساءلت أمنة المحمد بالقول "طيب رئاسة الانروا والموظفين الكبار فيها بيرضيهم انه مخيمنا يكون هيك شوف احنا بأول الشتاء وفاضت المياه على البيوت وهاي مش بس مياه امطار كمان معها مياه المجاري. اللاجئون في مخيم عين الحلوة صورة عن باقي المخميات الفلسطينية المهملة والتي تعاني من الحرمان وادارة الظهر من قبل " الانروا" لاحتياجاتها الإنسانية والصحية والتعليمية والخدماتية , اذا كانت المؤسسة الدولية والتي اقيمت من اجل اللاجئين الفلسطينيين هذا موقفها وتصرفها تجاه اللاجئين اذا لم يتوجهون من اجل تامين خدماتهم |