وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

"هولي لاند ترست" ترمم منزل اخر ضمن مشاريعها لاعادة البيوت المهدمة

نشر بتاريخ: 10/08/2011 ( آخر تحديث: 10/08/2011 الساعة: 16:46 )
بيت لحم- معا- في خربة ثبرة جنوب شرق بيت لحم في مكان بعيد عن كل شيء، يقبع بيت أبو عمر (سالم حجازي)، بغرفة نومه الصغيرة وجلسته المتواضعة ومطبخه العتيق وسقفه نصف المهدم ورائحة الرطوبة التي تفوح من كل زاوية فيه، بينما يجلس أفراد الأسرة المكونة من إحدى عشر نفراً، متراصين على جزء من مجلس قديم متهالك لا وجود لغيره في البيت، فرحين بقرار اختيار بيتهم من ضمن مشروع مؤسسة هولي لاند ترست لبناء البيوت المهدمة في منطقة بيت لحم.

تتحدث "إم عمر" وتتلألأ عيناها فرحاً وسروراً، غير مصدقة ما يحدث؛ فأخيراً بعد طول انتظار ستبدأ معاناة الأسرة بالتلاشي، وسوف لن ينام أطفالها بمحاذاة خطر انهدام سقف غرفتهم بعد الآن، لأن بيتاً جديداً بجانب بيتهم القديم سوف يبنى وسيكون قابلاً للعيش فيه بسلام بعكس القديم المتهالك.

110 أمتار مربعة هي أكثر مما كنا نحلم، وهي فوق سقف توقعاتنا -يقول "أبو عمر" بفرح- فهو وأفراد أسرته تعودوا أن يحلموا بالقليل؛ لأن غرفة واحدة جيدة، كافية بالنسبة لهم ليعيشوا بسعادة وهدوء، في ذاك المكان النائي البعيد عن مركز المدينة والحياة الصاخبة والمساحات الكبيرة والمطابخ الضخمة والغرف الفاخرة.

يقفز أبو عمر قفزة صغيرة فيتحرك البيت بنا غير مصدقين مدى الخراب الذي حل بهذا البناء الصغير الآيل للسقوط، بينما يعجل المتطوعون من طرف مؤسسة هولي لاند ترست في التحضير والتجهيز وبناء الأساسات؛ إذ يقول مراوان فرارجة منسق مشروع بناء البيوت: "أحضرنا 12 متطوعاً من الولايات المتحدة وبريطانيا، وهم يعملون بجهد من دون توقف من أجل المساعدة في إنهاء مأساة عائلة حجازي؛ فبعد أن رأوا الحالة التي عليها البيت دأبوا بالعمل من الصباح حتى المساء لينهوا عملهم بأسرع وقت ممكن".

ويؤكد مروان أن التمويل الذي استطاعت مؤسسة هولي لاند ترست تحصيله لبناء البيت لا يكفي لإنهائه بشكل كامل: "سوف نبني ونبني إلا حين انتهاء ما لدينا من تمويل خاص بالبيت، وسوف نعمل على إكمال العمل في أقرب فرصة ممكنة حتى ننهي هذه المأساة للأبد وحتى تعيش عائلة حجازي من دون مخاطر تهددها".

يقول مروان هذا بكل سعادة وبفرحة تبدو واضحة على معالم وجهه كأنها المرة الأولى التي تساهم فيها المؤسسة في بناء البيوت، لكن الاختلاف هنا -وبعكس كل مرة- أن خطر الموت يتهدد الأطفال جراء احتمالية انهدام السقف في أي وقت ممكن وبالتالي فإن حالة عاجلة تحيط بواقع بيت حجازي يجعل من تعميره موضوعاً بالغ الأهمية يتسبب في إنقاذ حياة 11 فرداً.

يعمل المتطوعون دون أي توقف وبتركيز عال حتى كاميرات الصحفيين لم تلههم عن عملهم لأن هدفهم الأساسي هو الانتهاء من العمل في أسرع وقت ممكن مهما كلف ذلك من جهد؛
فها هي كرستينا من سويسرا تقول: "أنا سعيدة جداً لأني أساهم في إنهاء تعاسة أناس طيبين لا ذنب لهم سوى أنهم فقراء" بينما يقول ماريانو أوفيلا من الولايات المتحدة: "جميل أنا نساعد هذه العائلة حتى ولو بجزء بسيط، فهذا أقل ما يمكن عمله".

وبالرغم من حالة عدم التصديق التي تعيشها العائلة حالياً إلا أنه خلال 10 أيام سوف تكون هناك أساسات وبدايات لبيت جديد سيسكنونه قريباً وسينسون معاناة عاشوها لفترة طويلة، بينما يستمر مشروع بناء البيوت المهدمة الذي تنفذه مؤسسة هولي لاند ترست قائماً ويستهدف بيتاً جديداً كل مرة ويُفرح عائلة من عائلات بيت لحم وينقذها من ماساتها .