وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الصليب الأحمر يطالب بوقف استهداف مرافق الرعاية الصحية خلال الحروب

نشر بتاريخ: 11/08/2011 ( آخر تحديث: 11/08/2011 الساعة: 09:19 )
جنيف- معا- قالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان الاعتداءات التي يتعرّض لها موظفو الرعاية الصحية ومرافقها ومركباتها أثناء النزاعات والتقلبات العنيفة تحرم الملايين من الناس في جميع أرجاء المعمورة من الرعاية الصحية تماماً عندما يكونون في أمسّ الحاجة إليها.

جاء ذلك في تقرير جديد كشفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر النقاب عنه في مؤتمر صحفي امس في جنيف.

وقال المدير العام للّجنة الدولية إيف داكور في هذا الصدد: "لا بدّ من وقف العنف ضد مرافق الرعاية الصحية وموظفيها. إنها مسألة حياة أو موت. فالخسائر البشرية الناجمة عن هذا العنف مذهلة، إذ يموت المدنيون والمقاتلون غالباً متأثرين بجراحهم لمجرد أنهم مُنعوا من تلقي المساعدة الطبية اللازمة في الوقت المناسب".

وأفاد الطبيب "روبين كوبلاند"، الذي أدار البحوث التي أُجريت في 16 بلداً من جميع أرجاء العالم، بأنه كان من الممكن حقن دم الملايين من الناس لو احتُرمت عملية تقديم الرعاية الصحية على نطاق أوسع.

وقال في هذا الصدد: "تتمثل أكثر النتائج فظاعة في موت أعداد كبيرة من الناس ليس بسبب وقوعهم ضحايا مباشرة لقنبلة مزروعة على جانب طريق أو لإطلاق نار عليهم، بل بسبب عدم وصول سيارة الإسعاف إليهم في الوقت المناسب، أو منع موظفي الرعاية الصحية من تأدية عملهم، أو كون المستشفيات ذاتها أهدافاً للهجمات، أو لمجرد كون المنطقة التي يوجدون فيها خطيرة للغاية ممّا يحول دون تقديم الرعاية الصحية الفعالة".

وقد أدّى انفجار قنبلة في مقديشو في عام 2009 إلى قتل ما يزيد على 20 شخصاً كان معظمهم قد تخرّجوا للتوّ من المدرسة الطبية. ولم يفض الاعتداء على هؤلاء الأطباء الشباب إلى إزهاق أرواحهم وهم في ريعان شبابهم فحسب، بل أفضى أيضاً إلى تلاشي جميع احتمالات حصول عشرات الآلاف من الناس على الرعاية الطبية في الشهور والسنوات اللاحقة.

وقال داكور: "لقد غدت أعمال العنف التي تحول دون تقديم الرعاية الصحية إحدى المآسي الإنسانية الأكثر إلحاحاً والمغفلة مع ذلك في الوقت الحاضر. فقد قُصفت المستشفيات في سري لانكا والصومال، وفُتحت النيران على سيارات الإسعاف في ليبيا، وقُتل المساعدون الطبيون في كولومبيا، وأُجبر الجرحى في أفغانستان على الانتظار لساعات طويلة جاثمين في مركبات عالقة في الطوابير الطويلة أمام نقاط التفتيش. إنها قضية واضحة وضوح الشمس في كبد السماء منذ سنوات، ولا بدّ من إيجاد حلّ لها".

ولا تستطيع الأوساط المعنية بالرعاية الصحية التصدي لهذا التحدي بمفردها. ولا بدّ بالتالي للدول وقواتها المسلحة، وكذلك للأطراف الأخرى التي تمارس سلطة معينة في هذا المجال، من الإقرار بأن أعمال العنف التي تحول دون تقديم الرعاية الصحية أحد التحديات الإنسانية الأكثر خطورة وانتشاراً.

واكد "داكور": "سيتطلب التصدي لهذه القضية بطريقة فعالة إقامة حوار إنساني، واحترام القانون، وقيام الدول والقوات المسلحة والأطراف الفاعلة الأخرى غير الدول باعتماد تدابير ملائمة لهذا الغرض. وتلتزم اللجنة الدولية بالعمل جنباً إلى جنب مع كافة الأطراف المعنية من أجل تأمين الرعاية الصحية الفعالة وتقديمها على قدم المساواة".

واكد ان الاعتداءات المتعمَّدة على موظفي الرعاية الصحية ومرافقها ووسائل النقل الخاصة بها، وكذلك على الجرحى والمرضى تنتهك القانون الدولي، إذ تنصّ اتفاقيات جنيف وبروتوكولاها الإضافيان على حقّ الجرحى والمرضى – المقاتلين والمدنيين على حدّ سواء – في الاحترام والحماية أثناء النزاعات المسلحة، وفي تلقي العلاج الطبي اللازم في الوقت المناسب.