وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

واعد: الأسرى المرضى فقدوا صوت الإنسانية أمام سياسة السجان

نشر بتاريخ: 14/08/2011 ( آخر تحديث: 15/08/2011 الساعة: 09:51 )
غزة- معا- ذابت أجسامهم، وتضيق أنفاسهم، وتعلو صرخات آلامهم فلا دواء، ولا عمليات جراحية، ولا أجهزة مساعدة، ولا مستشفى لائق، لا نوم مريح، حياتهم وجع وألم، ولم تعد المسكنات لها أي مفعول في أجسادهم، بعضهم أطرافه مقطوعة، ومنهم من فقد البصر وغيره فقد القدرة على الكلام والأخر ينزف دما وهو ينتظر الموت، وهناك العديد منهم استشهد نتيجة الإهمال الطبي المتعمد، أو توفي بعد تحرر بفترة زمنية قصيرة.

أهابوا بالأمم المتحدة ووجهوا صرخات ونداءات عاجلة لكل المؤسسات الإنسانية ومنظمات أطباء بلا حدود وأطباء العالم واللجنة الدولية للصليب الأحمر بلا مجيب حتى فقدوا صوت الإنسانية أمام سياسة همجية احتلالية تمارس القتل البطيء بحقهم.

يموت بطريقة ممنهجة
إنهم الأسرى المرضى الذين يعيشون أوضاعا اعتقالية تدمي القلوب في ما يسمى مستشفى الرملة أو مسلخ الرملة كما يحلو للأسرى تسميته، فهاهو الأسير وليد عقل عزلته إدارة السجون مؤخرا على الرغم من وضعه الصحي السيئ جدا، فهو يعاني من أمراض عده منها الضغط والسكري ويشكو من تأخر الإدارة في إعطائه إبرة الأنسولين ساعة أو أكثر عن موعدها المحدد مما أثر ذلك على وضعه الصحي ومطالبته أكثر من مرة بإعطائه جهاز لفحص السكري وتوفير الطعام الخاص به إلا أن الإرادة رفضت ذلك.

الأسير وليد زكريا عبد الهادي عقل من سكان قطاع غزة بمحافظة الوسطى "النصيرات"، وهو من مواليد 01/01/1963 متزوج وأب لثلاثة أبناء، وكان قد أعتقل بتاريخ 19/01/1992 م، ومحكوم عليه بالسجن المؤبد 21 مرة وعشرين عاما.

أم خالد زوجة الأسير وليد عقل تقول "لقد أصيب زوجي في السجن بمرضين مزمنين "السكر والضغط" والمريض بهذه الحالة يجب أن يقدم له الدواء اللازم بانتظام وإلا سوف يؤثر سلبا على حالته الصحية ،كما تعتبر أن ابنها يعاني موتا بطيئا وبطريقة ممنهجه ومقصودة مع العلم انه يغيب عن الوعي، وان العلاجات التي يتناولها قد تضاعف له المرض وتزيد من فرص استفحاله.

المقعد على كرسي بلا فرشة
الأسير المقعد أشرف سليمان محمد أبو دريع 24 عاما، من سكان بيت عوا قضاء الخليل، والمحكوم ست سنوات ونصف، يعاني ضموراً في عضلات الرجلين، وقد فقد القدرة على الحركة، ويحتاج إلى علاج طبيعي, يمضى أيامه بين جدران مشفى "مسلخ" الرمله الاسرائيلي، لم تشفع له حالته من التعذيب والتحقيق واستخدام كل الأساليب غير المشروعة،حيث تعرض أشرف أبو دريع لإهمال صحي، فهو منذ اعتقاله يقبع مع 25 مريضا في مستشفى الرملة، ومن المفترض أن يقدم له العلاج الطبيعي كل يوم، ولكن إدارة السجن لا تقوم بذلك، متحملا مماطلة إدارة السجن في إحضار فرشة طبية للكرسي المتحرك الذي يجلس عليه مما سبب له التهابات نتيجة عدم وجود هذه الفرشة،"أبو دريع" مثله كباقي الأسرى المرضى يشتكي دائماً من المماطلات الطويلة في إجراء العلاج،وتناول الأدوية والاستحمام , حتى أن الحمام يوجد خارج الغرفة التي يقبع فيها ولا يستطيع قضاء حاجته إلا بعد معاناة .

ترك لمدة عامين دون علاج
الأسير علاء الدين حسونة 35 سنة، من مواليد مدينة خليل كان له موعد مع الاعتقال بتاريخ 17/10/2004 وحكم عليه بالسجن لمدة 8 سنوات
عان في بداية الأمر من أوجاع في القلب نقل على إثرها إلى مستشفى خاص "سوروكا" بغرض إجراء فحوصات طبية لازمة وهناك في المستشفى شخص الأطباء حالته بأنه مصاب بمرض السرطان وأنه لا فائدة ترجى من علاجه، فترك الأسير علاء لمدة سنتين دون أية رعاية طبية ودون أن يقدم له أي نوع من العلاج ليكتشف الأطباء بعد ذلك أن علاء يعاني من مشكلة في عضلة القلب وليس كما قيل سابقا أنه مصاب بمرض السرطان. وعند اكتشاف المرض كان العلاج متأخرا وتفاقم وضعه الصحي سوءا.

درابيه كل ثانية رحلة عذاب
الأسير رائد محمد جمال رزق درابية من غزة ، يدفع الثمن غاليا من صحته وحياته التي تحولت كل ثانية فيها لرحلة عذاب فقد فيها القدرة على النوم أو الاستراحة على مرأى ومسمع من إدارة السجون الإسرائيلية التي ترفض تنفيذ حتى توصيات أطبائها بضرورة علاجه.

فبعد معركة الإضراب عن الطعام عام 2004 بعدة أشهر ، بدأت الأوجاع ومغص كلوي رافقه ارتفاع حرارته التي كانت تصل إلى 40-41 درجة، لم يتمكن الطبيب من معرفة السبب بينما كان وضعي يزداد سوءا واكتفى الطبيب بتشخيص حالته بأنها "زكام وبعد أن زعم الطبيب عجزه عن تشخيص الحالة، تم نقله لمستشفى سيروكا وحقنوه بإبرة غريبة ،ولم يعلم نوعية الدواء الذي بداخلها لعلاج المغص"، بعدها أصبح يعاني من أورام أو فقاعات ظهرت في أسفل ظهره ، حيث كان عظم العمود الفقري بارزة ترى بالعين ، أجريت له.

يذكر أن الأسير درابية، من سكان مواليد غزة في 31-8-1973.
فمنذ حضور المدير الجديد للمستشفى وهو يتفنن في فرض العقوبات وسحب الإنجازات. فقد طالب الأسرى هناك بسحب أكبر بلاطتين من أصل أربع التي يستخدمها الأسرى لطهي الطعام وأعطى قرارا بإغلاق الغرف على الأسرى وقت العدد فأصبحت تغلق لفترات طويلة تمتد إلى ساعتين أو أكثر وفي الفترة الأخيرة كثرت اقتحامات شرطة المستشفى لغرف الأسرى المرضى والقيام بعمليات تفتيش مذل لهم خاصة أنهم مرضى وسبعة منهم على كراسي متحركة.

الأمراض التي يعاني منها الأسرى
أما الأمراض المنتشرة تتنوع بين القرحة والظهر والعظام، والأسنان، والجلد والقلب والرئة، والمفاصل، ضعف النظر، الضغط، السكري، فقد الدم، الشلل الجلطات.....الخ, وهناك أسرى مصابون بأمراض فيروسية، ومرض السرطان متعدد الأشكال وهناك من هم مصابون بأمراض نفسية وعقلية بسبب التعذيب
وعدد الأسرى المرضى الآن ما يقارب (1600)أسير مريض منهم (15أسير) مرضى بالسرطان و( 41 أسيرا )يقيمون بشكل دائم في مستشفى سجن الرملة و(160)أسير يعانون من أمراض خطيرة و(550أسير)بحاجة إلى عمليات جراحية ( 80) يعانون من مرض السكري (40أسير)مصابون بالشظايا ومنهم من لا يستطيع التنقل والحركة إلا باستخدام العكازات أو الكراسي المتحركة ويلغ عددهم (18) وهناك 85أسير معاق .

استشهدوا في السجن وخارجه
حيث استشهد نتيجة الإهمال الطبي المعتمد 52أسير كان آخرهم الشهيد محمد عبد السلام عابدين والذي استشهد جراء إعطائه دواء لا يعلمه،فيما استشهد آخرون بعد التحرر كان آخرهم المحرر وليد شعث من خان يونس بعد الإفراج عنه بسبعة شهور اثر جلطة أصيب بها، بعد أن أمضى في سجون الاحتلال 18 عام متواصل، كما استشهد المحرر العربي السوري سيطان الولي، الذي قضى بمرض السرطان الذي ألم به جراء سنوات الاعتقال الطويلة في سجون الاحتلال (23) وغير ه من الأسرى .

لا يوجد طبيبة للأسيرات
وتعاني الأسيرات من الإهمال الطبي المقصود للحالات المرضية الموجودة بين الأسيرات، ولا توفر إدارة السجن إلا ممرضاً واحداً فقط لكل السجن، ولا يوجد طبيب لعلاج الأسيرات. وترفض الإدارة توفير طبيب أسنان للأسيرات حيث تعاني الكثيرات منهن من مشاكل في الأسنان، وعن الأوضاع الصحية كما أكدت الأسيرة المحررة ماجدة فضه أن هناك العديد من الحالات المرضية الصعبة بين الأسيرات يتم تحويلها إلى المستشفى، وأن هناك حالات مرضيةً منها الأسيرة ريما دراغمة تعاني من خلل في الهرمونات وكل ستةِ شهور يتم إجراء فحص لها، وكذلك الأسيرة عبير عودة والتي تعاني من نقص في فيتامين b12 الذي أدى إلى نقص وزنها بشكل كبير وهي بحاجة إلى وجبات غذائية معينة، وكذلك الأسيرة أحلام التميمي والتي تعاني من الدسك والمرارة وآلام حادة في الظهر.

حالات حرجة جدا
وهنالك العديد من الحالات المرضية الحرجة مثل:
1- أحمد النجار – سلواد- رام الله –عمره 35 سنة ، مريض بالسرطان في الحنجرة و لا يستطيع الكلام مطلقا . وقبل ستة أشهر خضع لعملية جراحية في الحنجرة بعد أن زاد وضعه الصحي صعوبة وذلك لزيادة نشاط الورم السرطاني –فقاموا باستئصال الأحبال الصوتية والحنجرة وعمل فتحة للهواء في الحنجرة لذلك فهو لا يستطيع الكلام مطلقا وهو بحاجة دائمة إلى متابعة طبية .

2 - محمد أبو لبدة / عبد العزيز - غزة- عمره 34 سنة –مقعد منذ يوم اعتقاله. وعلى كرسي متحرك وخضع لعملية جراحية صعبة في النخاع الشوكي قبل حوالي ثلاث سنوات لكن العملية لم تكلل بالنجاح وأصبح عنده نزيف في ماء الرأس سببت له الكثير من المضاعفات على العمود الفقري وعلى المخ وعلى المثانة حتى أنه يسحب ما تبقى من البول عن طريق برابيج -أنابيب.. غير الالتهابات التي تصيبه لقلة الحركة وهو بحاجة إلى عملية جراحية أخرى لوقف النزيف الحاصل في ماء المخ و طالب عدة مرات بنقل ملفه الطبي من مستشفى هساف غلافيه أو إلى مستشفى آخر أكثر تطورا لأنه لا يثق بالأطباء في المستشفى الذين تعاملوا مع وضعه الصحي على أنه تجربة.

3- مريد الأخرس - يعاني من نقص دائم في الوزن وفقر الدم وهو بحاجة دائمة إلى المتابعة الطبية .

4- أكرم الريخاوي- رفح- عمره 37 سنة –يعاني من الربو في الصدر والحساسية وهو يعاني أيضا من السكر والضغط وبحاجة دائمة إلى متابعة طبية.