وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

النائب البرغوثي: المقاومة الشعبية هي الطريق لانجاز الحرية

نشر بتاريخ: 16/08/2011 ( آخر تحديث: 16/08/2011 الساعة: 12:43 )
رام الله- معا- قال النائب الدكتور مصطفى البرغوثي الامين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية ان المقاومة الشعبية هي الطريق لانجاز الحرية والاستقلال.

واضاف البرغوثي ان اتفاق فتح و?حماس وباقي القوى على برنامج إقامة دولة مستقلة على حدود عام 67 وعاصمتها القدس مع التمسك بحق اللاجئين في العودة والتوافق على اعتماد النضال الشعبي جعل المصالحة ممكنة. وقال البرغوثي الذي لعب دوراً مركزياً في الوساطة بين الحركتين إن التدخلات الخارجية هي العائق الأكبر أمام إتمام المصالحة.

وانتقد البرغوثي بعض القوى السياسية التي قال إنها تنفق أكثر من 90 في المئة من طاقتها على الصراع الداخلي بدلاً من توجيهها نحو الاحتلال مؤكدا انه من المعيب الانشغال في تقاسم المناصب بدلاً من العمل ضد الاحتلالحيث اعتبر ان السلطة يجب ان تكون أداة في خدمة مشروع التحرر الوطني لا بديلا له.

وقال النائب مصطفى البرغوثي ان هناك عوامل عدة لعبت دوراً في اتفاق المصالحة، من أهمها النهوض الشعبي الفلسطيني الذي طالب بإنهاء الانقسام وان الانعكاس الأول للربيع العربي على فلسطين كان الحراك الشعبي الواسع، المطالب بإنهاء الانقسام وهو ما جعل القوى المختلفة تفهم أن علاقتها بالجمهور مرتبطة بمدى إيجابيتها في إنهاء الانقسام، وإتمام الوحدة، وأن استمرار الانقسام يكلفها غالياً.

واضاف البرغوثي ان العامل الثاني كـــان التحول فـــي مصــــر، الذي قــــدم لنا حاضنة عربية متينة لإسنـــاد المصالحة مشيرا الى ان المصريين كانوا صريحــــين معنا عندما قالـوا إنهم تعــرضـــوا لضغوط دولية وإسرائيلية هائلة لعــدم استكمـــال المصالحة الى ان جانب استقلالية الموقف المصري وقــــوته بعد الثــــورة كانت من العوامل التي ساعـــدت علـى حماية اتفاق المصالحة.

واشار البرغوثي ان العامل الثالث هو الإدراك الجمعي باستحالة الوصول إلى أي نتيجة من المفاوضات، وأن هذا الطريق مغلق بالكامل اضافة الى القناعة التي ترسخّت لدى جميع القوى بأننا لسنا في مرحلة حل بل في مرحلة صراع وكفاح، وإذا كنا كذلك، فنحن بأمس الحاجة إلى وحدة الصف.

واوضح النائب مصطفى البرغوثي انه على رغم التردد في تطبيق الاتفاق، لن يستقيم حالنا، ولن نستطيع أن نجعل نضالنا كافياً، إلا إذا تبلور نتيجة الاتفاق قيام قيادة موحدة للشعب الفلسطيني، وقد وفر الاتفاق القاعدة لذلك من خلال منظمة التحرير، وثانياً عبر إجراء انتخابات للمجلس الوطني.

واشار البرغوثي الى ان الشعب مستاء من الانقسام، والآن مستاء من عدم تطبيق الاتفاق. ما دمنا لسنا في مرحلة حل، لن يتم إنهاء للاحتلال إلا بتغيير ميزان القوى، وهذا لن يتغير إلا بأربعة عوامل: المقاومة الشعبية والوحدة الوطنية وسياسة اقتصادية جديدة تركز على دعم الصمود واستنهاض حملة دولية لفرض العقوبات على اسرائيل.

واضاف البرغوثي ان الذهاب الى الامم المتحدة يجب ان يكون بداية لتغيير استراتيجي يستند الى الادراك ان الوضع الفلسطيني لن يتغير وان انهاء الاحتلال لن يتحقق الا بتغيير ميزان القوى عبر مقاومة الاجراءات الاسرائيلية سياسيا،ودبلوماسيا،وشعبيا باسلوب المقاومة الشعبية الجماهيرية ذات الطابع السلمي .

وقال النائب مصطفى البرغوثي ان المقاومة الشعبية يجب ان تتسع وتتحول من مواقع وازقة محددة الى نهج شعبي متواصل بمشاركة كل مكونات الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج.

واوضح البرغوثي ان الطابع الشعبي السلمي لهذا النضال يمكن ان نجعله متاحا للجميع من رجال ونساء ومن الطفل الى الشيخ.

واكد البرغوثي ان هذا الشكل من النضال الذي حقق انجازات ضخمة في بلدان المنطقة خاصة في مصر وتونس وسبق ان جربه الشعب الفلسطيني في انتفاضته الاولى هو الاكثر فعالية لانه ياخذ في الاعتبار عناصر القوة والضعف لدى الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني ،غير ان نجاحه يتطلب تعبئة جماهيرية واسعة وتخطيطا علميا محكما ومشاركة حقيقية من كافة القوى السياسية واستعادة روح وفكر المقاومة والتحدي في مواجهة محاولات التدجين واشاعة الفكر المستسلم للواقع او روح التاقلم مع الواقع اللئيم الذي تفرضه اجراءات الاحتلال الاستيطانية التوسعية وسياساته العنصرية.

واضاف النائب مصطفى البرغوثي ان عماد المقاومة يتكون من ثلاثة عناصر اولا:تنظيم النفس اي تنظيم المجتمع الفلسطيني وطاقاته ،وثانيا:الاعتماد على النفس،وثالثا:تحدي اجراءات الاحتلال ومواجهة الامر الواقع الاسرائيلي بالامر الواقع الفلسطيني.

ودعا البرغوثي الى توسيع المقاومة الشعبية بالتوازي مع حركة التضامن الدولي وفرض العقوبات على إسرائيل وتغيير السياسة الاقتصادية بحيث نركز على صمود الناس وثباتهم بخاصة في المناطق المهددة مثل القدس والخليل ومناطق الجدار مشيرا الى ان فتح وحماس، اقتربتا نحو قاسم وطني مشترك.

واشار النائب مصطفى البرغوثي الى ان اتفاق المصالحة كان له مغزى كبير لأنه لم يكن مجرد توقيع اتفاق، مؤكدا ان ما أعلن في القاهرة مثل مجموعة تطورات مهمة منها: تبني برنامج سياسي موحد، وهو إقامة دولة مستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 67 وعاصمتها القدس وكذلك التوافق الفلسطيني على شكل نضالي مشترك، وهذه سابقة لم تحدث منذ عقود، بالاتفاق على المقاومة الشعبية، والالتزام بهذا الشكل في هذه المرحلة، والالتزام بأن أي عمل كفاحي أو سياسي يجب أن يخضع لقرارات القيادة المشتركة في المرحلة المقبلة. وهنا، وحّدنا البرنامج السياسي والعمل الكفاحي.

واضاف البرغوثي ان الأمر الثالث نوع من التفويض، بحيث يعرف العالم أن هناك من يتحدث باسم الشعب الفلسطيني في المحافل الدولية كافة، وبالتالي سحبت من يد نتنياهو كل حججه القائلة: لا يوجد من يمثل الفلسطينيين.

وقال النائب مصطفى البرغوثي ان هذا الاتفاق، إن جرى تطبيقه، سيوفر الأجواء لإزالة عناصر التوتر الداخلي، وإنهاء الحالة التي كانت قائمة والتي بموجبها تنفق بعض القوى أكثر من 90 في المئة من طاقتها على الصراع الداخلي بدل توجيهها نحو الاحتلال.

واكد البرغوثي انه توجد عقبات كثيرة، لكن أهم عقبة هي الرفض الإسرائيلي والأميركي للاتفاق، والضغط الذي يمارس من أطراف خارجية ضده مشيرا الى اننا نواجه الآن معركة كسر عظم مع إسرائيل التي تعتبر نفسها في مرحلة من مراحل تطبيق المشروع الصهيوني، مرحلة تلي تهويد أراضي عام 48، وجزء مهم من أراضي 67، وترى أنها الآن في مرحلة تصفية القضية الفلسطينية، بمعنى تصفية عناصرها الأساسية، وتحديداً القدس واللاجئين وحق العودة، وتحويل فكرة الدولة الى غيتوات ومعازل على أقل من 40 في المئة من مساحة الضفة، وجعلنا عبيداً في سجون ضمن نظام تمييز عنصري.

وقال النائب مصطفى البرغوثي ان هذا هو المشروع الصهيوني اليوم، ووجود حكومة مثل حكومة نتانياهو، حكومة مستوطنين وتطرف، ووقاحة نتانياهو في التعبير عن هذه الأهداف تعني أنهم دخلوا في معركة كسر عظم معنا حيث وصلت وقاحتهم حد تجنيد حكومات في الخارج للقيام بالعمل في المهمات القذرة نيابة عن إسرائيل، والوقاحة في تصدير الاحتلال والحصار والتمييز العنصري في أوروبا.

واضاف ان أبناء أوروبا يتعرضون اليوم للتمييز العنصري، ويمنعون من ركوب الطائرات إذا قالوا إنهم يأتون إلى فلسطين.

وأعتبر البرغوثي أن إسرائيل دخلت في معركة كسر عظم، ولا مجال للمساومة: إما أن ينجح المشروع الوطني الفلسطيني في كسر الاحتلال أو لا. وأنا واثق بأنه سينجح. لم يعد هناك أي أفق لإطلاق المفاوضات، وعملياً فشل مشروع أوسلو بالكامل، وهذا يستدعي منا استراتيجية موحدة.

وقال مصطفى البرغوثي انه من المعيب أن يكون الخلاف الآن على مناصب وعلى مراكز ونحن اليوم بحاجة أن نشكل جبهة وطنية موحدة، أن نوحد كل قوانا كي نستطيع أن نكسر المشروع الإسرائيلي في هذه المرحلة. والمسألة أصبحت: نكون أو لا نكون، مثلاً بعضنا ظن أنه يستطيع أن يتراخي في موضوع اللاجئين، وهذا خطأ كبير، إذ سرعان ما تبين بأن من يتراخى في موضوع اللاجئين عليه أن يتراخى في القدس وفي سيادة الدولة وانه ليس لدى إسرائيل ما تقدمه، ولا يمكن تغيير الوضع إلا عبر تغيير موازين القوى، والتي أهم أسسها الوحدة. ونحن بحاجة إلى ضغط شعبي جديد يدفع لتطبيق اتفاق المصالحة.

واضاف النائب مصطفى البرغوثي ان كل هذا يبدو معقداً جداً إذا نظرنا إلى الأمر على أنه توحيد سلطات. لكن إذا أدركنا الواقع الحقيقي، وهو أن كل السلطات تحت الاحتلال، وأن ما يجب أن ننشغل فيه ليس تقاسم السلطات إنما كيف ننشغل في مهمة حركة التحرر الوطني،وان الأهم من السلطة هي حركة التحرر الوطني والنضال الوطني الفلسطيني.

واوضح النائب مصطفى البرغوثي ان بعض من ظنوا أن علينا أن نصفي دور المنظمة لمصلحة السلطة، اعتقاداً منهم بقرب الحصول على دولة، اتضح لهم أن هذا وهم. حيث ان لسلطة تخضع للاحتلال، وغزة أيضاً تخضع للاحتلال من خلال الحصار الجوي والبري والبحري والتوغلات اليومية في القطاع،داعيا الى النظر إلى السلطة باعتبارها أداة تقنية لخدمة حركة التحرر، لا أن تكون حركة التحرر الوطني في خدمة السلطة. إذا جرى تبني هذا المفهوم فلن يكون هناك صعوبة في حل مختلف الملفات.

وقال البرغوثي ان ما سيساعد على ذلك هو قبول مبدا حق الشعب الفلسطيني في انتخاب كافة هيئاته القيادية ،واستعداد جميع القوى لقبول الخيارات الديمقراطية ايا كانت دون حرمان احد من حقه في خوض الانتخابات التي يجب ان تصبح دورية ومنتظمة.

واشار البرغوثي الى ان الجميع يتحدث عن الربيع العربي، وهــــو وصل إلى فلسطين، اليوم هناك ربيــــع فلسطيني اسمه مقاومة شعبية تتحول تدريجاً إلى انتفاضة شعبية جماهيرية سلمية ضد الاحتلال. هي في مرحـــــــة التشكل، بدأت قبل ثماني سنوات، حينما بدأنا حركة المقاومة الشعبية ضد جدار الفصل العنصري، وأنا أذكر أن البعـــــــض كان يستخــــف في تلك الفترة بهذا الشكـــــــل من النضال، ويعتبر أنه أضعف من أن يؤثر. اليوم الكل يشيد به، ونأمل في أن يشارك الكل به، ليس فقط يشيد به، وأن يشكـــــل النضال الرئيس للشعب الفلسطيني مشددا على ان من حقنا أن نناضل ضد الاحتلال بمختلف الأشكــــــال، لكن في هذه المرحلة هذا الشكل هو الأكثر فاعلية في النضال ضد الاحتلال.