وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

خبراء وفنانون وإعلاميون يوصون بتأسيس معهد للفنون لتأهيل كوادر إماراتية

نشر بتاريخ: 17/08/2011 ( آخر تحديث: 17/08/2011 الساعة: 11:24 )
دبي-معا- شهد مجلس نادي دبي للصحافة الرمضاني المنعقد في مركز دبي الدولي للمعارض والمؤتمرات حواراً شاملاً حول قضايا الإنتاج التلفزيوني والدراما المحلية وآخر مستجدات الدراما المحلية والعربية.

وشارك في الحلقة النقاشية التي أدارها الإعلامي إبراهيم استادي من مؤسسة دبي للإعلام نخبة من الفنانين والمنتجين والمسؤولين وممثلي وسائل الإعلام والنقاد، حيث تحدث فيها كل من عبدالله العجلة مدير الإنتاج الدرامي في مؤسسة دبي للإعلام والكاتب والمؤلف الإماراتي جمال سالم، والفنان والمنتج الإماراتي سلطان النيادي، والفنان الإماراتي الدكتور حبيب الغلوم، والمخرج والفنان السوري عارف الطويل والفنان الإماراتي منصور الفيلي.

وتطرق الحضور إلى عدد من القضايا الحيوية على ساحة الدراما التلفزيونية المحلية التي تشهد تدفقاً واسعاً في الإنتاج خلال شهر رمضان، وتداولوا جملة من التحديات والقضايا التي تواجه الفنان والمنتج والنص من جهة؛ ومتطلبات الجمهور من جهة أخرى.

وفي هذا الإطار قارن عبدالله العجلة بين إنتاج الدراما العربية لهذا العام مع العام الماضي، وقال أن العام الماضي شهد أنتاج 68 مسلسلاً تلفزيونياً بين نشاهد اليوم من 26 إلى 30 مسلسلاً، مشيرا ًإلى أن التقلبات السياسية والاقتصادية في المنطقة العربية قد أثرت على كمية الإنتاج إلى لم تأثر على المحتوى الذي تقدمه الشاشات العربية.

وحول آلية اختيار المسلسلات التي تعرضها الشاشات المحلية، قال العجلة أن الآليات تكاد تكون هلامية ترتبط بالعديد من العوامل الخارجية والداخلية ويصعب القول أن هناك محددات ثابتة نظراً لسرعة التطورات المحيطة، بالإضافة إلى أن تاريخ كلاتب النص ونجاحات أعماله السابقة تعد محددا رئيسياً في اختيار الأعمال، بينما تختلف المعايير من وقت لآخر تتمازج فيها عدة آراء قبل الوصول إلى قرار نهائي إلا أنه أكد أن تلفزيون دبي يعد سباقاً في اختيار المنتج الإعلامي.

أما بالنسبة لاختيار الممثلين قال عبدالله العجلة أن الترشيح يبدأ مع رؤية الكاتب، ويتدخل المخرج والمنتج ويتشاروون حول الفنان الأنسب للدور والحالة التي يرشح لها مع تفادي تكرار الممثلين خلال على عرض أكثر من مسلسل على نفس الشاشة.

من ناحيته نفى سلطان النيادي أن يكون هناك تصادماً بين الممثلين والمنتجين مشيراً إلى أجواء التوافق في التعامل فيما بينهم. وحول واقع الإنتاج المحلي الإماراتي قال منصور الفيلي أن هناك انعداماً للثقة بالفنان الإماراتي مع ندرة الكتاب وقلة النصوص المحلية، وأنه لا يوجد لدينا مخرج دراما إماراتي معروف، وتأمل أن تزيد المؤسسات المحلية من إسهمامتها في تدريب وإيجاد مخرجين جدد في هذا المجال.

وأثنى الدكتور حبيب الغلوم على اقتراح الفيلي بضرورة تكاتف المؤسسات المحلية للعب دور أكبر في دعم الثقافة والدراما المحلية، وبدوره أشاد عارف الطويل بمستويات الإنتاج التي وصل إليها تلفزيون دبي، ولفت إلى أن هذه الشاشة كانت ومازالت مصدر استقطاب للعديد من الفنانين العرب على مستوى الدراما والثقافة. وتساءل الطويل عن اسباب عدم وجود معهد للتمثيل أو مسرح إماراتي لتأهيل الكوادر على الرغم من توافر الطاقات والموارد البشرية المميزة.

وانتقد عبدالله العجلة بعض الأعمال الدرامية الرديئة والتي يظهر فيها نوع من"السلق" السريع والتي لا تعطي الوقت الكافي لإنتاج ولا توفر الموارد المالية الكافية، وقال أن المشكلة أيضا تكمن في الرقابة التي درج أن تراقب النص وتغفل عن مراقبة مستوى الإنتاج الفني وقوته.

وقال أنه يجب أن نفكر حقاً بإنتاج إماراتي خالص، بحيث يكون فيه المنتج والمصور والمخرج والممثل وكاتب النص إماراتياً مع أهمية الاستفادة من التجارب العربية في هذا المجال. ولفت إلى ضرورة دراسة مشروع التفرغ الفني أسوة بالتفرغ الرياضي، حيث أن معظم الفنانين الإماراتيين لديهم التزامات ووظائف تصعب عليهم التفرغ لتنمية أعمالهم ومواهبهم.

وتحدث المشاركون عن قضية اللهجة الإماراتية في الأعمال المحلية، والتي استخدمت في غير سياقها السليم في بعض الأعمال ورغبة بعض الأفراد تسويق لهجة على حساب الأخرى دون الاكتراث بارتكاب أخطاء قد تسيء للعمل نفسه، واعتبروا أنها هناك قلة وعي من الشباب مع ضعف في عمل الرقابة في هذاالمجال، خصوصا في الأعمال التي تتطلب مراقبة دقيقة خصوصاً تلك التي تناقش حقبة تاريخية معينة.

وفي الإطار نفسه قال الدكتور حبيب الغلوم إن الرقابة تدخلنا في موضوع البيروقراطية، وما نتطلع إليه هو إنتاج محلي يتناسب مع احتياجات الأسرة الإماراتية ويخدم المجتمع. وتوجه إلى بدعوة إلى المؤسسات الإعلامية المحلية بأن تقف إلى جانب الفنانين والإسهام في زيادة الأعمال دون الانتظار بشكل موسمي للعمل خلال شهر رمضان فقط، وقال أن تطور الفنان مرهون باستمرارية وتعدد تجاربه.

من ناحيته أشار الكاتب جمال سالم إلى أهمية أن تكون هناك مسؤولية محلية لدعم الدراما المحلية، وأشاد بدور تلفزيون دبي لما بذله من جهد في الآونة الأخيرة لدعم الإنتاج المحلي، وتمنى أن تكون عناك خطة لدعم الإنتاج المحلي وأن لا تبقى الأعمال رهينة للعرض في شهر رمضان فقط. وبحث الحضور أيضاً واقع الفنان الإماراتي، حيث اعتبره البعض منصفاً بالمقارنة مع نظراءه الخليجيين؛ رأى آخرون أنه يتقاضى أجراً أقل في ظل قلة الخيارات المتاحة أمامه، مع أخذ الكفاءة والموهبة في عين الاعتبار.

واتفق المشاركون إلى أنه لايوجد نقص في المواهب الإماراتية ولا في شركات الإنتاج وإنما المطلوب هو صقل تلك الطاقات، وارتأوا الخروج بمقترح بالتعاون مع نادي دبي للصحافة لتأسيس معهد إماراتي للفن والتمثيل والدراما والمسرح يسهم في تطوير الكفاءات الشابة ويسعى إلى استكشاف النجوم، بحيث يرفع هذا المقترح لدراسة وزراة الثقافة، وطالبوا بأن يتم ترجمة نقاشات هذه الندوة إلى خطوات عملية يتم اتخاذها في سبيل تطبيق هذا الرؤية بما فيه مصلحة للفن الإماراتي.

وتجدر الإشارة إلى نادي دبي للصحافة ينظم سلسلة من المجالس واللقاءات الرمضانية لمناقشة مجموعة من القضايات المحلية والعربية في مختلف المجالات، وتستضيف نخبة من ممثلي وسائل الإعلام وكبار المسؤولين والخبراء والمختصين، ولطرح الأفكار وتبادل المقترحات من خلال قوالب حوارية ضمن طابع ودي اجتماعي ينسجم مع أجواء الشهر الفضيل.