وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

وفي الليلة الظلماءُ يفتقد البدرُ ...

نشر بتاريخ: 20/08/2011 ( آخر تحديث: 20/08/2011 الساعة: 01:48 )
بقلم: ناصر العباسي

قال تعالى في محكم التنزيل :- كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فانٍ ، وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَامِ . "صدق الله العظيم" .
أبا مصطفى .. يا فارس ترجل عن جواده .. أيها الصديق الذي أحببت .. القدس وفلسطين .. والهلال وسلوان .. والجزائر والأقصى .. أي وداع يطاق بعد غياب الأحباب والأوفياء ... رحلت عنا وأنت رجل المهمات الصعبه ... أشهد أنك رجلاً عشقت الوطن والمواطنين ... ورجلاً من الرجال المخلصين الأوفياء .. رحلت أيها المناضل ، والجريح ، والأسير ، والرياضي ، والاجتماعي ، والإعلامي ، والسياسي الجريئ .

يا صديقي ... انقطعت عني رسائلك اليومية من خلال بريدك الالكتروني .. وعندما سألت عن السبب ؟ . قالوا انك على سرير الشفاء .. على أمل أن تعود من جديد تلك الرسائل التي كانت ترسل من قلب محافظة القدس حين كنت تعمل هناك ، لكن المرض نال منك ومن جسدك ... وبالأمس أدركت ان رسائلك لن تتكرر أبداً .. وستبقى في ذاكرة خالدة من صديق أحببته وأحبني وأعتز بصداقته .

قبل أيام إتفقت مع شقيقك "أيمن" أن نزورك بالمشفى مع نخبة من الرياضيين في أمسية رمضانية .. عل وعسى ان نخفف عنك الألم .. لكن القدر كان أسرع مني ومنك .. فصعدت روحك الطاهرة الى السموات العلى .. وظلت الزيارة للذاكرة فقط .

رحلت يا صديقي بعد أن عملنا معاً لتأسيس جمعية الصداقة الجزائرية الفلسطينية .. في مثل هذا الشهر ومن باحات المسجد الأقصى انطلقت الفكرة ... وبجهودك الفردية أحيينا المناسبات الوطنية الفلسطينية والجزائرية ، فكنت مثالاً لرد الجميل لشعب يعشق فلسطين حتى النخاع ، وزيارتنا الى هناك أكدت على هذا الواقع الجميل .

كم أنت جميل يا جميل .. ذكراك الطيبة ستبقى مغروسة في الذاكرة التي لن تنسى جميل الهشلمون الذي عرف فيه الخلق الحميد والروح الطيبة .. سنذكرك في كل المناسبات .. وستظل كلماتك وأعمالك وتضحياتك محفورة بالذاكرة .. أي شوق سيقتلني عليك أيها الحبيب ... إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع .. وإننا لا نقول إلا ما يرضي ربنا .. وإننا على فراقك يا جميل لمحزنون .. لكن لا يسعنا إلا أن نقول تغمد الله الفقيد بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته ، وألهمنا وذويك وأهلك الصبر والسلوان ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، وإنا لله وإنا اليه راجعون .