وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

بعد الإفطار ....

نشر بتاريخ: 21/08/2011 ( آخر تحديث: 21/08/2011 الساعة: 23:37 )
بعد الإفطار ....
يكتبها : عمر الجعفري

الطريق من بيت لحم الى رام الله تمر عبر حاجز "معالية ادوميم " ، ومعالية ادوميم لمن لا يعرفها هي مستوطنة إسرائيلية أقيمت على أراضي الضفة الغربية و تقع الى الشرق من القدس ، وتوسعت هذه المستوطنة حتى استطيع ان أقول عنها أنها أصبحت مدينة .

في أيام الانتفاضة كانت قوات الجيش الاسرائيلي تنصب حاجزا طيارا أمام المستوطنة ، وبشكل يومي ، فكنا نرى ألاف العمال ألغلابى الباحثين عن لقمة العيش يحاولون تجاوز الحاجز والوصول الى أمكان عملهم دون إعاقة ، كما كنا نشاهد مئات الموظفين المتجهين الى رام الله يحاولون الوصل الى المدينة الفلسطينية عن طرق الترجل من السيارات التي يركبونها لتجاوز الحاجز ومن ثم الركوب في سيارة أخرى خلف الحاجز .

هكذا علمتنا الانتفاضة ، ايجاد البديل المناسب للتحايل على إجراءات الاحتلال ومنغصاته .

اليوم خرجت مع مجموعة من الرياضيين من بيت لحم في مهمة خاصة الى رام الله عند الساعة السادسة والنصف صباحا وعند وصلنا منطقة " قبر حلوة " قرب ملعب بلدية بيت ساحور وإذ بحركة غير عادية لجنود الاحتلال وفورا قاموا بنصب حاجز هناك للسيارات الداخلة الى الشارع الالتفافي والتي ستتجه الى الخليل.

واصلنا السير حتى وصلنا الى حاجز الكونتينر ، هذا الحاجز البغيض الذي يفصل شمال الضفة عن جنوبها وهو كعنق الزجاجة يتحكم في حركة السير وبعد فترة من الوقت جمع " الخواجا " هوياتنا الشخصية وقارنها بقائمة موجود عنده ، بعدها قال لنا باللغة العبرية " صاع " وتعنى غادر. .

حمدنا الله على أن الأمور وقفت عند هذا الحد ولم نكن نعرف ماذا تخبأ لنا الطريق، وما أن وصلنا إلى دوار العيزرية وإذ بمئات السيارات تقف على الجانبين بانتظار ان يأذن لها جندي احتلالي حاقد لا يحب الحياة بالمرور ،وبعد انتظار دام ساعتين ونصف وبعد ان أخذنا طريقا جانبيا وصلنا الى الجندي الذي يعمل لوحده ويتلذذ على الأزمة الخانقة التي خلقها حاجزه حتى لا ابلغ إذا قلت ان رتل السيارات وصل الى مسافة لا تقل عن كيلومتر ، فنظر الجندي الى داخل السيارة وقال ايضا كما قال زميلة على الحاجز السابق " صاع " .

ونحن جالسين في السيارة سبينا على الاحتلال مرة وسبينا على انفسنا عشرات المرات .

وقال احد الزملاء:
" لا تنسوا يا جماعة الخير ان الاحتلال لا زال موجود وهو يتحكم في كل شيء في حياتنا مهما حاولنا وحاول الواهنون المتوهمون تجميل الصورة "