وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

نخبة من كتّاب الأعمدة في الصحف الفلسطينية يطالبون بتجريم التهديدات والتخوين بحق حرية الرأي والتعبير

نشر بتاريخ: 19/10/2006 ( آخر تحديث: 19/10/2006 الساعة: 00:04 )
رام الله- معا- طالب كتّاب الرأي في الصحف الفلسطينية بتجريم ما اعتبروه تخوينا وتجريحا يتعرضون له في الآونة الأخيرة، مؤكدين وحدة موقفهم وتضامنهم المهني بما يكفل حرية الرأي والتعبير في الإعلام الفلسطيني.

جاء ذلك خلال لقاء ضمّ مجموعة من أبرز كتّاب المقالات في الصحافة الفلسطينية نظمه مركز تطوير الإعلام في جامعة بيرزيت في كل من رام الله وغزة يوم أمس، بالاستعانة بتقنية الفيديو كونفرنس، وبرعاية وتمويل مؤسسة هنريش بول الألمانية.

ودعا المشاركون إلى تعزيز المستوى الاحترافي لكتابة المقال، ومراعاة الدقة والحيادية والتوازن في نقل المعلومة، وأوصوا بمتابعة الصحافة الحزبية، مؤكدين ضرورة التزامها بالأخلاقيات والمعايير المهنية.

يشار إلى أن اللقاء جاء بعد تصريحات لرئيس الوزراء اسماعيل هنية وصف فيها بعض كتاب الرأي بالاقلام الصفراء .

وافتتح الحوار مدير مركز تطوير الإعلام عبدالناصر النجار، والذي دعا مسؤولي الإعلام الفلسطيني والكتّاب والصحفيين إلى عقد لقاءات دورية، لمتابعة هموم الجسم الإعلامي وقضاياه والعمل على معالجتها، مؤكداً ترحيب مركز تطوير الإعلام بالاضطلاع بهذه المسؤولية.

من جانبه، أشاد نبيل عمرو المستشار الاعلامي للرئيس محمود عباس بمستوى الصحف الفلسطينية، مشددا على انها تعمل لابراز الحقيقة وليس اسقاط الحكومة، متهما في الوقت ذاته حكومة حماس بالتحريض واحداث حالة من الفوضى في الشارع الفلسطيني.

ووصف عمرو صحيفة الرسالة التابعة لحماس بالصحيفة التعبوية القائمة على اساس التحريض خصوصا في استخدامها لمصطلحات الخونة والانقلابين.

الناطق باسم الحكومة الدكتور غازي حمد شدد بدوره على خطورة ما أسماه بتسمم الجو الإعلامي، مشيراً إلى اعتقاد حمساوي بأن أغلب الكتاب ينتمون إلى حركة فتح، فيما يندر ذوو التوجه الإسلامي بين صفوفهم، ولكنه استدرك مؤكدا رفض حماس ورئيس الوزراء اسماعيل هنية القاطع للغة التخوين.

وطالب حمد الكتاب بالتركيز على قضايا تجمع ولا تفرق والمساعدة في ايجاد لغة توافقية تساعد في الخروج من المأزق.

وفي مداخلته، حذر رئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة حافظ البرغوثي من خطورة الاعلام الفصائلي، مؤكدا على ضرورة ضمان حرية الرأي والتعبير في الصحافة الفلسطينية.

واضاف "ان صحيفة الحياة الجديدة مفتوحة لكل الاقلام بما فيها المؤيدة والمعارضة" محذرا من قضايا التكفير والتخوين للصحفيين وكتاب الرأي.

ودعا الحكومة وحماس لمعاملة الصحافة بطريقة لائقة، قد تضطر الصحافة في غيابها إلى المعاملة بالمثل، مستذكراً التغطية المتوازنة التي كانت تحظى بها حركة حماس وهي في المعارضة.

وطالب الكتاب والصحفيين من ذوي التوجه الحمساوي بوحدة الموقف والتضامن المهني مع زملائهم الصحفيين "لأن الحاكم اليوم معارض في الغد، ووحدة المهنة باقية" حسب تعبيره.

واعتبر أمين سر لجنة اعداد الدستور الفلسطيني والكاتب الدكتور علي خشان ان التكفير والتخوين ليس بالثقافة انما جريمة لا يمكن التغافل عنها. مشيرا ان وظيفة الاعلام هي كشف الحقائق ونشرها للجمهور مهما كانت، مطالبا السياسين بتقبل النقد الموجه اليهم .

وأكد الدكتور سميح شبيب على أهمية مقالات الرأي في الصحافة الفلسطينية خاصة وانمعظم كتاب الرأي ليسوا بالحزبين، وان كتاب الاعمدة يحكمون ضميرهم المهني بما يخدم المصلحة الوطنية لا ضميرهم الحزبي، مستذكرا تاريخ الصحافة الفلسطينية التي صانت حق الاختلاف دون الانجرار إلى لغة التخوين والتهديد.

الكاتب طلال عوكل شخّص المشكلة بضيق صدر الحكومة بالنقد، وطالبها باحترام حرية الرأي والتعبير.. وأن لا تحاسب المقال بشخصية كاتبه بل بمحتواه.

وحذر الكاتب غازي الخليلي من خطورة وصف رئيس الوزراء للكتاب بـ"الاقلام الصفراء"، معتبراً أن هكذا تصريحات تعطي الضوء الاخضر باستباحة دم هؤلاء الكتاب خاصة في ظل الاجواء المشحونة بالتوتر، مطالبا اصحاب السلطة بالتدقيق في تصريحاتهم .

من جانبه، قال الكاتب عبدالمجيد سويلم ان الكثيرين من كتاب الرأي تلقوا تهديدات وتعرضوا لاتهامات مؤخرا تستوجب المعالجة السريعة لضمان استمرار الرأي الحر في الصحافة الفلسطينية.

وأكد عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الكاتب الدكتور أحمد مجدلاني وجود مايسمى بالصحافة الصفراء، مستغربا من اطلاق وصف الاقلام الصفراء على الكتاب الذين نقدوا منذ مرحلة مبكرة مظاهر الفساد، وكان هاجسهم الوطن لا الحزب.

الكاتب هاني المصري اعتبر ان الاهتمام الشعبي بمقالات الرأي تراجع لصالح الفضائيات، مشيرا في الوقت ذاته إلى أنها ما زالت تملك تأثيرا على صناع القرار.. واضاف بأن الإعلام يرتكز على المعلومة أولاً وهو ما يكاد يغيب عن الإعلام الفلسطيني المكتوب.

من جانب آخر، قال الكاتب ناصر اللحام ان الجمهور الفلسطيني متعطش لمقالات الرأي وهو ما لمسه من خلال الاقبال الكبير على قراءة مقالات أبرز الكتاب في الصحف الفلسطينية، مقدرا العدد بآلاف القراء وخصوصا من خلال شبكة الانترنت.

اللحام قدر لكتاب الرأي دورهم الكبير وخصوصا في نقد الأداء السياسي والاجتماعي ومنذ مراحل مبكرة من عمر الصحافة الفلسطينية، نافيا ان يكون هذا النقد قد بدأ مع حكومة حماس.

وأجاب اللحام عن تساؤل د.غازي حمد بخصوص قلة مقالات الرأي المنشورة والتي تدعم موقف الحكومة، معللاً ذلك بالمستوى المهني المتباين بين الكتاب الذين يدعمون الحكومة والآخرين الذين ينقدونها.

بدوره الكاتب موفق مطر قدم تصورا مهنيا مستفيضا للمقال الصحفي، مطالبا الكتاب بالالتزام بالمعايير المهنية وأصحاب القرار باحترام حقهم في النقد والاختلاف.

من جهته تناول الكاتب محمود الهباش التقاليد الاسلامية التي دأبت على احترام حرية الرأي والتعبير، مدللاً على ذلك بمواقف من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وخلفائه، مطالبا الحكومة بالالتزام بالنهج الاسلامي في هذا المجال.

أما الكاتب ووكيل وزارة الإعلام د.حسن أبوحشيش فقال ان العديد من كتاب المقالات يلتزمون بالإخلاقيات المهنية والوطنية، فيما يجافيها كتاب آخرون، مطالبا بدراسة لتحليل مضمون مقالات الرأي في الصحافة الفلسطينية.

وطالب الكاتب وديع عواودة الصحافة بلعب دورها الطبيعي في وقت الأزمات، حيث ما زال روادها يحظون بثقة الشارع الفلسطيني، وهو ما يؤهلهم للعب دور أكثر فاعلية، حسب تعبيره.

وكان اللقاء حظي بمشاركة مجموعة من أبرز الكتاب في الصحف الفلسطينية، واختار منظموه أن يتبع نهج النقاش المتخصص والمعمق، حيث شارك به أيضا رئيس هيئة الاذاعة والتلفزيون باسم ابو سمية ومدير الاذاعة يوسف القزاز والكتاب والصحفيون وليد البطراوي وهديل قزاز ونائلة خليل وعبدالله عواد وهشام عبدالله وحسن الكاشف وعمر الغول واسعد ابو شرخ واشرف العجرمي وتوفيق وصفي ويحيى رباح ومحسن ابو رمضان ومصطفى الصواف ونبال ثوابتة وجمان قنيص وعبدالرحيم عبدالله وعلي الأغا.

وأدار اللقاء الصحفي والكاتب خليل شاهين.