|
مسلسل رمضان الغزي.. تسوق وحياة وموت وأطفال يلهون!
نشر بتاريخ: 19/10/2006 ( آخر تحديث: 19/10/2006 الساعة: 09:57 )
غزة- معا- في شارع عمر المختار الرئيس بمدينة غزة تزدحم الطريق بالسيارات التي تمكث في هذا الشارع قرابة الساعة للخروج منه, والرصيف يمتليء بالمشاة من اطفال ونساء وشبان وكهول لشراء ملابس العيد, ومحلات الذهب تعج بالنساء القادمات مع بعض حليهن ليشترين بثمنه بعضا من ملابس العيد لاولادهن.
فمنذ ساعات الظهر تدب الحياة في هذا الشارع وتبقى النساء خارج منازلهن يمارسن هوايتهن المفضلة بالتسوق من محل لاخر حتى يقترب اذان المغرب. ورغم الانقطاع شبه المؤقت للبترول الا ان الجميع يتحرك وتكاد لا تجد سيارة واحدة في مبيتها, فالكل في حالة يقظة رغم انقطاع الرواتب والكهرباء والقليل من المحروقات. بعد الافطار تدب الحياة في عروق غزة من جديد هناك اكثر من حياة في هذه المدينة الحزينة التي لم تستسلم للالم فيما يبدو الاطفال يلهون في كل مكان في الالعاب التقليدية لليالي رمضان وفي ما تم الحديث عن منعه مثل الالعاب النارية فالنار والمفرقعات هي اداة الاستمتاع للفتية. كل شئ كما يرام ولكن في مدينة غزة ورغم ايام العيد والعشرة الاواخر من رمضان هناك من يحيك مخططاته الليلة رغم امتلاء الشوارع والازقة بالنساء والفتية وامتلاء المساجد بمقيمي الصلوات والعبادات في هذه الايام المباركة. يبدأ اطلاق النار وتبدأ عمليات الخطف والقتل بدء الليل في غزة, لا تعرف من سيكون الضحية ولا تعرف من الجاني فالكل يده على الزناد والكل مشحون بالغضب وتبدأ الاخبار تتوالى والحوادث تتصاعد في هذا الليل, فهناك مجهولون قد خطفوا فلان وما يسمى بمجهولين اخرين سارعوا الى الانتقام وعائلة هنا اشتبكت مع عائلة اخرى والناس تسأل عن رواتبها والسياسيون يتحدثون عن شكل الحكومة. وعلى كل صعيد تجد جيش الاحتلال يواصل عملياته فيقصف هذا الهدف او هذا المبنى ويدور بالقرب من اسلاك القطاع اشتباك قصير يستشهد فيه مقاوم ويجرح اخر. ويبزغ على غزة نهار جديد تشيع فيه جنازات الشهداء والقتلى وحناجر المتظاهرين تطالب بالانتقام والنساء والاطفال يبحثون عن ملابس العيد. ومازالت الحياة تتدفق في عمر المختار رغم صوت المروحيات واطلاق النار وصفارات الاسعاف. |