وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

محمود عابده ...والرحيل

نشر بتاريخ: 23/08/2011 ( آخر تحديث: 23/08/2011 الساعة: 13:36 )
بقلم: عصري فياض

في العشرة الأواخر يصمت المخيم، وتهدأ الكرات في الأزقة،فما عاد الأطفال يقلدون ، وما عادت الجماهير على المدرجات تهتف، فقد أطفأت الطفولة ، وخبى الصوت صمتا، وتدحرجت من الاماقي الدمعات، وخجلت من الموت الوجنات، فراحت الأنامل تمسح حبها الساخن لوعة ومرارة الموت، هذا القدر الذي يقصف أعمار الريحاين،ويقلع من سؤدد القلوب غراسا ما زالت تتفتح وتعطي حبا وانتماء
محمود عابده اللاجئ ... ستبقى صورته البهية في مخيم عسكر، لكن جذوره الممتد إلى اللد لا زال ينبض بالحياة، فهي ملفوفة " بالكوشان والمفتاح".........

محمود عابدة اللاعب .... صنع من أزقة المخيم ملعبا يقاتل فيه القهر والحرمان، وصب جام إدارته من اجل تكوين الذات،فبرع شبلا، وتميز يافعا ، ولمع نجما بين زملائه في الفريق العريق المظلوم ، شارك في البطولات الرسمية، وقفز إلى المنتخب الاولمبي، وشارك الشهداء في بطولتهم بطولة معركة مخيم جنين ونال الإعجاب قبل أن يقلد بالألقاب........

محمد عابدة الطالب ....كانت قدمه الطرية من بين ألاف الأقدام التي ترحل كل يوم إلى مدرسة الوكالة ، ينتصب شامخا تحت راية العلم تلتقط حبات الحروف من صدور المشاعل، كان يجمعها لينشد لفلسطين ، ويعود ظهرا إلى أمه ليستكمل السمنفونية ....... حتى بلغ الجامعة وحط في سنتها الرابعة والأمل يناديه إلى الحياة، ليقاتل وحش الحرمان بسلاح العلم والوفاء....

رحل المقاتل لكن الزقاق باق حتى تعود أحلامه التي بقيت إلى اللد ،ورحل اللاعب، لكن العساكر المكلومون سيجعلون من لوعة خسرانه والوفاء لروحه الطاهرة قوة للعودة إلى المجد، رحل الطالب، لكن معقده في جامعة النجاح الوطنية تحول إلى شمعة لا تنظفا جذوتها ما مدام هناك من يترحم عليه.......
فسلام لروحك......