|
النائبان اغبارية وبركة يطلعان على وضعية عيادات الأم والطفل في النقب
نشر بتاريخ: 27/08/2011 ( آخر تحديث: 27/08/2011 الساعة: 17:53 )
القدس- معا- قام النائبان الجبهويان د. عفو اغبارية عضو لجنة العمل والرفاه والصحة البرلمانية ومحمد بركة عضو لجنة المعارف البرلمانية يوم الخميس الماضي بجولة ميدانية للإطلاع على أوضاع عيادات الأم والطفل النقب، برفقة وفد من المسؤولين في وزارة الصحة، بناء على مبادرة النائب إغبارية، وهذا على ضوء المعطيات المقلقة بين الأهالي العرب في منطقة النقب، في ما يتعلق بنسبة وفيات الاطفال، وارتفاع نسبة الأمراض وفقر الدم وغيرها.
معطيات مقلقة وجرى استقبال النائبان بركة واغبارية في مكاتب لواء الجنوب لوزارة الصحة، واستمعا إلى شرح عام، ومن بين المعطيات التي طرحت، أنه في العام 2010 قد ولد في منطقة الجنوب 7810 طفلاً يهوديا و7725 طفلاً عربيا، توفيّ من بينهم 32 طفلاً يهوديًا (0.41%)، و105 أطفال عرب (1.34%). أما بالنسبة للوفيّات بين الأطفال الرضّع حتى جيل عام واحد لكل 1000 ولادة، فقد توفّي 32 طفلاً من اليهود وغير اليهود (4.1%)، بينما توفيّ عند العرب البدو في كافة التجمّعات البدوية بما في ذلك القرى غير المعترف بها 137 طفلاً أي بنسبة 9.1% لكل ألف طفل. ويشير التقرير إن نسبة الوفيات للأطفال الرضّع لكل 1000 ولادة جديدة في النقب عام 2008 وصلت إلى 4.7% عند اليهود و8.5% عند البدو، ثم ارتفعت النسبة عام 2009 عند اليهود إلى 5.6% وعند البدو إلى 12.2%، وفي عام 2010 انخفضت النسبة عند اليهود إلى 4.1% وارتفعت عند العرب البدو إلى 13.4%. ويتبيّن من تقرير وزارة الصحة إن نسبة النساء الحوامل العربيات في النقب اللواتي لا يخضعن للفحوصات والمراجعات الطبية الإلزامية في عيادات الأم والطفل هي أعلى بكثير من النسبة عند النساء الحوامل اليهوديات، ففي عام 2010 وصلت النسبة عند النساء البدويات إلى 17% وعند النساء اليهوديات إلى 4.4% فقط. كما ويشير التقرير إن نسبة وفيّات الأطفال البدو الرضّع بسبب الأمراض الوراثية تصل إلى 43%، أمّا عند الأطفال اليهود فلا تزيد عن 15%. نقص حاد في عدد الممرضات هذا وكانت الزيارة الأولى للنائبين بركة واغبارية بمرافقة وفد وزارة الصحة والرفيق خالد العبرة من منطقة النقب، إلى عيادة الأم والطفل في قرية العزازمة في النقب، واستمعا من الممرضات العاملات في العيادتين عن ظروف العمل القاسية التي يواجهونها وخاصة بسبب النقص الحاد في عدد الممرضات والكوادر الطبية المهنية، حيث يتواجد الأطباء الاختصاصيين في العيادة بفترات متباعدة قد تصل إلى الشهر تقريبا، وحتى ترتيب زيارة المرضى والحوامل للأطباء الاختصاصيين في المدن المجاورة قد يطول لعدّة أشهر، مما يؤدّي إلى عدم التزامهم بالمواعيد بسبب المسافات البعيدة وسوء الأوضاع الاقتصادية وبالتالي يعود بالمخاطر الجسيمة على صحتهم.|142353|وطلب المسؤولون في وزارة الصحة، وايضا في لواء منطقة الجنوب مساعدة النائبان اغبارية وبركة في اقناع الممرضات العرب للعمل في منطقة الجنوب، خاصة وأن الوزارة أقرت محفزات مالية لمن ينتقل للعمل في هذه المنطقة، وجرى البحث خلال الزيارة في وسائل أخرى لضمان وجود ممرضات عربيات من المنطقة، وبشكل خاص فتح مدرسة للممرضات، بمنهاج دراسي مهني وليس أكاديمي، كي يسهّل عملية القبول للمدرسة وضمان تخريج افواج أكبر من الممرضات. وقال المسؤولون المرافقون من وزارة الصحة للنائبين بركة واغبارية، أن الوزارة تحاول جاهدة رفع مستوى تقديم الخدمات الطبية في منطقة النقب، من خلال تخصيص منح مالية تقدّر بـ37500 شاقلاً للممرضات اللواتي على استعداد أن يعملن بوظائف كاملة في عيادات الأم والطفل في النقب لمدّة ثلاث سنوات، إضافة إلى مساعدتهن بـ 1200 شيكل لتسديد أجرة البيت، كما تخصص الوزارة منحة مالية تقدّر بـ 37500 شيكل للممرضات والممرضين الذين هم على استعداد للعمل لمدّة ستّ سنوات بوظيفة كاملة في عيادات الأم والطفل في التجمعات البدوية في النقب مع إمكانية تلقّي المنحة مرّة أخرى بعد انقضاء فترة العمل المحدّدة. هذا بالإضافة إلى مضاعفة أجر ساعات العمل الإضافية واعتبار ساعات السفر مدفوعة الأجر، وتلقّي دورات إرشاد مجانية واعتبار ساعات التعليم أيضًا كساعات عمل مدفوعة الأجر. أوضاع اجتماعية وأكدت الممرضات في عيادة العزازمة أن هناك أسبابا أخرى لارتفاع نسبة الوفيات بين الأطفال في البلدات العربية، تعود إلى نمط الحياة لدى جمهور واسع بين العرب في النقب، الأمر الذي يتطلّب بذل جهود مضاعفة للإرشاد والتوعية الصحية، إذ هناك نسبة الزواج المبكِّر العالية وتعدّد الزوجات والعائلات كثيرة الأولاد، حيث تصل معدل الولادات للزوجة الواحدة من 7 إلى 12 مولودا. ثم انتقل المشاركون إلى عيادة الأم والطفل في قرية اللقية وكان في استقبالهم طاقم العيادة من ممرضات ومرشدات اللواتي تطرّقن إلى نفس القضايا تقريبًا وحاجة العيادة إلى ممرّضة إضافية على الأقل. اغبارية: لتفتح العيادات التي اغلقت وأكد النائب عفو اغبارية خلال الجولة لمسؤولي وزارة الصحة أن أسبابًا كثيرة تتعلّق بالتدهور الصحي لمواطني النقب البدو وارتفاع نسبة الوفيات بين الأطفال، أهمّها، أن أكثر من 80 ألفا منهم يعيشون في قرى غير معترف بها تفتقر لأبسط الظروف المعيشية والأوضاع الاقتصادية الصعبة وانعدام المراكز والمؤسسات الصحية والطبية، وأن 61% من المواطنين العرب البدو تتراوح أعمارهم بين جيل صفر و17 عامًا. ثم تساءل د. عفو عن سبب إغلاق وزارة الصحة لعدد من عيادات الأم والطفل في النقب، بينما الوضع يتطلّب فتح عيادات إضافية وليس إغلاق عيادات تخدم مئات العائلات، هذا بالإضافة إلى النقص الكبير بالممرضات والأطباء الاختصاصيين واضطرار المواطنين العرب البدو السفر لمسافات طويلة إلى المدن المجاورة لتلقّي العلاج والخدمات الصحية، الأمر الذي يعرِّض صحتهم وحياتهم للخطر. وطالب اغبارية بإيجاد حلّ سريع لإعادة فتح كافّة العيادات التي أغلقتها وزارة الصحة بذرائع مختلفة. وناشد د. اغبارية الممرضات من وسط وشمال البلاد تقديم طلبات للعمل في العيادات والمراكز الطبية في القرى العربية في منطقة النقب لدافعين اثنين، الأول، اعتبار المهنة كرسالة إنسانية لخدمة البشر، والاعتبار الثاني هو استغلال التسهيلات المادية التي تمنحها وزارة الصحة في استيعاب الكوادر الطبية في تلك المنطقة. ودعا د. اغبارية وزارة الصحة أن تعمِّم إعلان في الوسط العربي لتشجيع الممرضات واستيعابهن إلى أن يتمّ فتح فروع تعليمية لتدريس مهنة التمريض للفتيات العربيات البدويات المحلِّيات. بركة: انعكاس لمجمل ظروف الحياة وأطلع النائب محمد بركة مسؤولي وزارة الصحة على أهمية إيجاد عنوان لها في منطقة النقب لتنفيذ مشاريعها لتطوير وتحسين مستوى تقديم الخدمات الطبية والصحية في المجتمع العربي البدوي في النقب، وقال إن ما يساهم في خلق هذه الأوضاع هو مجمل ظروف الحياة التي يعيشها المواطنون العرب في النقب، فبطبيعة الحال نحن لا ننقص من أهمية العامل الذاتي، ولكن وجود أكثر من 80 الف مواطن في قرى غير معترف بها، أو معترف بها مع وقف التنفيذ، وحرمان هذه القرى من البنى التحتية من مواصلات وشبكات ري وكهرباء ومؤسسات صحية وتعليمية، وفقدان مناطق وأماكن عمل، هي ظروف تنعكس بشكل مباشر على الأوضاع الاقتصادية الاجتماعية ومنها في المستويين الصحي والتعليمي، واشار إلى ضرورة التوظيف بشكل خاص في الجانب التعليمي والتثقيفي. وتطرّق بركة إلى الانطباع الذي استقاه خلال الجولة من ممثلي وزارة الصحة الذين كرّروا مرارًا صورة الأوضاع في النقب وكأنها تعجيزية ومن المستحيل الخروج منها وإصلاحها، وسأل إذا كانت الوزارة قد وضعت في أجندتها خطوات علمية مدروسة للخروج من هذه الأوضاع المعيبة التي تتحمّل هي مسؤوليتها دون غيرها. وطالب بركة بدراسة الموضوع على جدول أعمال الوزارة وإيجاد حلّ لمشكلة النقص بالممرضات والكوادر الطبية في عيادات الأم والطفل في التجمعات البدوية في النقب، وعدم إنتظار الفرج البعيد بتأهيل ممرضات عربيات محلّيات، ألأمر الذي يستهلك وقتًا طويلاً، وأن لا يغيب عن المؤسسة التنفيذية الحاكمة بأن الفوارق شاسعة بين ما يقدّم من خدمات طبية لليهود في النقب وبين شحّ الخدمات لأهلنا العرب الذين نحبهم ونريد لهم أن يكونوا مواطنين متساوي الحقوق. |