|
الرئيس عباس: ما دمت رئيساً للسلطة لن أقبل إطلاقاً اندلاع انتفاضة مسلحة
نشر بتاريخ: 28/08/2011 ( آخر تحديث: 29/08/2011 الساعة: 07:01 )
عمان -معا- اكد الرئيس محمود عباس في حوار اجرته صحيفة الدستور الاردنية "انه لن يقبل إطلاقا اندلاع انتفاضة مسلحة، بمعنى انني ما دمت رئيسا للسلطة الفلسطينية لن اقبل بانتفاضة مسلحة، واعتقد ان هناك شبه إجماع فلسطيني على ضرورة التهدئة. ولا شك أنك رأيت كيف سارعت الفصائل جميعها إلى طلب التهدئة في الايام الماضية عندما وقع اعتداء على غزة وسيناء. اذا من حيث المبدأ تعرف جميع التنظيمات ما معنى العمل المسلح وما هي نتائجه وتوابعه لذلك انا اقول انني سأرفض الانتفاضة المسلحة ولكنني مع المظاهرات السلمية والفعاليات الشعبية السلمية في كل مكان في فلسطين.
وفيما يلي الحوار المطول والكامل: من زخم الثورات الشعبية التي تجتاح عالمنا العربي، وعلى وقع إيقاعها الصاخب ولد هذا الحوار! .. وأستطيع القول إنه حوار ثائر مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس حول الجدل الدائر في الساحة الفلسطينية على جميع المسارات والمحاور. في هذا الإطار، يمكن اعتبار ان هذا الحوار يشكل ثورة في أسئلته الصريحة، كما يمثل فورة في إجاباته الواضحة.. وبين تلك الثورة الصحفية في الأسئلة، والفورة الرئاسية في الأجوبة، لم يكن الرئيس الفلسطيني محمود عباس عابساً، عندما قابلته بمقر إقامته بفندق شيراتون، خلال زيارته إلى الدوحة، لحضور اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية، لكنه كان منغمساً في وضع اللمسات الأخيرة على ترتيبات طلب العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة. ورغم برنامجه المضغوط، فقد أعطاني (أبو مازن) دون أية شروط، أكثر من ساعة ونصف الساعة من وقته الثمين، لإنجاز هذا الحوار، الذي دار معه على أكثر من مسار، في أمسية رمضانية امتدت حتى ساعات السحور، ناقشنا خلالها الكثير من القضايا، والعديد من الأمور. ويمكن القول إنه حوار الساعة مع الرئيس محمود عباس، لأنه يتناول أهم القضايا المطروحة على الساحة، وفي مقدمتها استحقاق أيلول الذي سيشهد إعلان الدولة المستقلة المأمولة، حيث يستعد الفلسطينيون، ومعهم كل العرب، لمواجهة دبلوماسية وشيكة مع إسرائيل في الأمم المتحدة خلال الشهر المقبل، عندما تتقدم السلطة الوطنية بطلب الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة ضمن حدود الرابع من حزيران عام 1967. ولأنها خطوة حرجة وحساسة في تاريخ الصراع مع الكيان الإسرائيلي، فقد أعدت إسرائيل نفسها جيدا لمواجهة الموقف من خلال إدارتها حملة دبلوماسية محمومة، لمقاومة الخطة الفلسطينية المحسومة، بدعم لا يمكن تجاهله من الولايات المتحدة، التي تملك أكثر الأوراق حسما، وفي مقدمتها التلويح باستخدام قرار حق النقض (الفيتو)، لإجهاض الحلم الفلسطيني، رغم أنه يأتي وفق المعايير التي رسمها الرئيس الأميركي باراك أوباما، في خطابه الشهير في ايار الماضي. ورغم ثورة الأسئلة كان الرئيس واثقاً ومتماسكاً، فلم يغضب من أسئلتي الاستفزازية، ولم يتحسس من مداخلاتي، بل أجاب عنها بكل هدوء، حتى عندما سألته عن الاتهامات التي يوجهها محمد دحلان، ومن بينها أن الرئيس يتلاعب بمقدرات صندوق الاستثمار الفلسطيني، الذي يحتوي على استثمارات داخلية، وخارجية، وممتلكات نقدية، تقدر بنحو مليار و362 مليون دولار، وهي مبالغ رصدها الرئيس الراحل ياسر عرفات، لتأمين مستقبل السلطة في حال الطوارئ، وكان هذا الصندوق مسجلاً باسم منظمة التحرير والسلطة الوطنية، وفي عهد أبومازن لم يعد للجنة التنفيذية أو المركزية أو الحكومية أية علاقة به. * نبدأ بالحدث المرتقب وهو استحقاق عضوية الدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة الذي يتأرجح بين تمريره عبر مجلس الأمن، وبالتالي الاصطدام بالفيتو الأميركي، أو إقراره عبر التصويت في الجمعية العامة.. من وجهة نظركم ما هو الخيار الأنسب وما هي احتمالات الفشل أو النجاح؟ - الخيار الانسب هو ما ذكرته لجنة المتابعة العربية في اجتماعها الأخير في الدوحة والتي قالت إنه لا بد من الذهاب إلى الأمم المتحدة من أجل الحصول على دولة كاملة العضوية في المنظمة الدولية وعاصمتها القدس الشريف على اساس حدود 1967، هذا هو الحل الأفضل. * ولكن الحصول على العضوية الكاملة لا بد أن يمر عبر مجلس الأمن؟ - الآن هناك إجراءات في مجلس الأمن، ولكن هذا كله سيتوضح اكثر وأكثر في الايام القادمة، بمعنى اننا نريد الذهاب إلى مجلس الأمن والى الجمعية العامة لان المفاوضات أغلقت أبوابها، وإذا فتحت أبواب المفاوضات بشروط نحن نقبلها فالمفاوضات اولى، اما الآن فالخيار هو مجلس الأمن بعد ان أغلقت أبواب التفاوض. * وكيف تتوقعون ان تتم الامور في الأمم المتحدة من خلال اتصالاتكم التي اجريتموها في الفترة الماضية، وهل ستكون في صالحكم؟ - كما تعلمون بلغ عدد الدول المعترفة بنا حتى الآن 122 دولة وربما تصبح قريبا 128 دولة من اصل 193 دولة، وعندها سيكون لدينا إن شاء الله اعتراف بحدود الثلثين. والمسألة واضحة ومحسومة بهذا الشكل.. هناك طبعا دول ليست معترفة بنا ولكن تمثيلنا لديها عال جدا مثل دول أوروبا الغربية كإسبانيا وإيرلندا والدنمارك وهولندا.. كل هذه الدول رفعت تمثيلنا لديها إلى مستوى بعثة ولكن لم تعترف بنا كدولة مستقلة إلى الآن. * ولكن ترى الولايات المتحدة ان المفاوضات هي وحدها التي ستؤدي إلى قيام الدولة الفلسطينية وان أي خروج عن المسار التفاوضي سيزيد من تعقيد القضية الفلسطينية ولا يوفر أي حل لها.. كيف تردون على ذلك؟ - نحن معهم لان طريق المفاوضات هو الصحيح.. ولكن السؤال المطروح: أين هي المفاوضات؟ لقد حاولنا منذ أيلول الماضي عندما دعينا إلى واشنطن وشرم الشيخ والقدس من اجل استئناف المفاوضات وامضينا ساعات طويلة مع نتنياهو من اجل التفاوض الا اننا نحن والأميركيون، إضافة إلى مصر والاردن فشلنا في إقناع نتنياهو بالعودة إلى طاولة التفاوض.. ومنذ ذلك الوقت حتى الآن بذلت الرباعية جهودها لإحياء المفاوضات في 3 مرات مختلفة. في المرتين الاولى والثانية لم تجتمع اللجنة وفي المرة الثالثة اجتمعت وقدم لها مشروع من قبل أميركا الا انه رفض من قبل روسيا والاتحاد الاوروبي والأمم المتحدة لانه وضع شروطا لم يقبلوها هم فكيف بنا نحن اصحاب الشأن؟! لذلك فشلت هذه الجهود.. والآن يقال ان توني بلير يريد العودة إلى اللجنة الرباعية ولكننا لم نسمع أي شيء.. فالأميركيون لم يقدموا لنا أي شيء ولذلك فإن طريقنا إلى الأمم المتحدة لا يوجد غيره حتى هذه اللحظة. * السيد الرئيس هل تعرضتم إلى أية ضغوط أميركية لإجباركم على التراجع عن موقفكم المتمسك بالحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.. ما هو شكل هذه الضغوط وهل تقوم على مبدأ العصا والجزرة؟! - يجيب الرئيس عباس ضاحكا.. نعم هناك عصا ولكن دون جزرة، بالفعل هناك ضغوط تمارس علينا كي لا نذهب وهذه الضغوط لا تمارس علينا فقط بل على دول اخرى، ولكن في نهاية المطاف ثمة مصلحة فلسطينية عليا نريد اتباعها. صحيح اننا لا نريد أن نصطدم بأميركا أو نحاربها لأننا لسنا مؤهلين لمثل هذه المواجهة ولا نريدها كما قلت سابقا، ولكننا نبحث عن مصلحة في نهاية المطاف. * ولكن ألا تخشون ان تؤدي خطوتكم إلى انعكاسات سلبية على القضية الفلسطينية من بينها مثلا قيام الكونغرس بقطع المعونات السنوية عن السلطة الوطنية؟ - بالفعل قيل لنا إن الكونغرس سيقطع عنا المعونات سواء ذهبنا إلى مجلس الأمن أو إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة. * معنى ذلك أن تحدي الولايات المتحدة يمكن أن يؤدي إلى أزمة اقتصادية لكم، لأن مساعداتها تصل إلى أكثر من 500 مليون دولار سنويًا؟ - (يجيب وقد طغت على صوته نبرة حزن) نحن نعيش في ازمة حقيقة ليس فقط بسبب التهديد بقطع المساعدات الأميركية وإنما بسبب غياب العديد من المساعدات العربية. * لمسنا بعض العتب في صوتك عندما تحدثت عن عدم التزام بعض الدول العربية بدعمكم ماليا.. ترى ما هي اسباب هذا التقصير؟ - لماذا لا يدفعون؟.. لا أدري، بينما تدفع لي أميركا اكثر من 570 مليون دولار سنويا.. وعندما تدفع اوروبا أو اليابان أو الصين وتتخلف بعض الدول العربية اقول ذلك بحسرة.. لماذا؟! * السيد الرئيس بعيدًا عن غياب الدعم المالي العربي.. هناك من يرى ان وحدة الصف الفلسطيني المنقسم حاليا لا بد ان تسبق اعلان الدولة، كون الموقف الفلسطيني لا زال منقسما بين سلطتين احداهما في الضفة الغربية والاخرى في غزة، هل ستكون الدولة المرتقبة برأسين؟ وهل سيترك القطاع المحاصر تحت سلطة حماس بعد حصولكم على عضوية الأمم المتحدة؟ - أولا نحن حاربنا ولا نزال نحارب الحصار على غزة، ثانيا لا يوجد لدينا سوى سلطة واحدة لان سلطة حماس ليست شرعية، ومع ذلك هناك مصالحة فلسطينية.. هذه المصالحة بدأت.. تعرقلت قليلا لكنها ستسير حتى النهاية إن شاء الله، وأرجو ان يتم ذلك في القريب العاجل. هناك ملفات تُبحث الآن بيننا وبين وحماس وهناك ملفات أُجلت قليلا، إلا أن المصالحة قليلا.. وأود ان اقول ايضا انه لا توجد اعتراضات لدى حماس بشأن الذهاب إلى الأمم المتحدة. * تقول حركة حماس ان احد اسباب عدم إنجاز المصالحة هو وجود تدخلات وضغوط من قبل اطراف داخلية وخارجية.. فهل تعرضتم حقيقة لضغوط خارجية لعدم إتمام المصالحة مع حماس؟ - أنا شخصيا لا توجد عليّ أية ضغوط وإذا وجدت فإنني لن أقبلها.. لربما تكون في مكان آخر أما انا فلا توجد عليَّ اية ضغوط ولو وجدت هذه الضغوط فسأرفضها رفضا قاطعا.. وبالفعل حصلت بعض الضغوط من قبل إسرائيل وأميركا وهذا معروف ومعلن الا اننا قلنا لهم ان حماس جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني ولذلك عندما نتصالح فإننا نتصالح مع انفسنا ولا احد من حقه ان يتدخل. وهذا قيل لنا عندما وقعنا للمرة الاولى على الوثيقة المصرية في 15 تشرين أول 2009 أما بالنسبة للطرف الآخر فإنني لا اعرف اذا ما كانت توجد عليه ضغوط وعليكم ان تتوجهوا بهذا السؤال إليه. * يرى كثيرون ان اعتراف العالم بالدولة المأمولة لن يغير من الواقع الفلسطيني على الارض شيئا، فستكون دولة ناقصة وغير مكتملة أو قادرة على ممارسة الصلاحيات السيادية للدولة المستقلة.. فما هي الجدوى منها؟ - أولا ستكون هناك دولة تحت الاحتلال.. فالإسرائيليون يتعاملون معنا الآن على اننا لسنا دولة وان الارض الفلسطينية ارض مختلف عليها ولكن عندما يأتي اعتراف دولي بدولتنا على حدود عام 1967 فإننا نصبح دولة تحت الاحتلال وبالتالي ستكون مرجعيتنا الأمم المتحدة وسنناقش قضايانا هناك حسب المادة الرابعة من ميثاق جنيف. إذن نحن سنبقى تحت الاحتلال ولكن الصيغة القانونية لوضعنا ستتغير وبالطبع ستبقى إسرائيل تمارس كل ضغوطها من اجل ان توقف نمونا كما تفعل الآن. * في حال الحصول على عضوية الأمم المتحدة ماذا سيكون وضع المنظمة وما هو مستقبلها كحركة تحرر.. وهل سيتغير شكلها وهيكلها؟ - منظمة التحرير الفلسطينية تمثل كل الشعب الفلسطيني.. ليس فقط الذين في الارض الفلسطينية وهم يقدرون بـ 4 ملايين ولكن كل الفلسطينيين الموجودين في العالم والذين يصل عددهم إلى 8 ملايين، وستبقى هذه المنظمة تعمل إلى ان تنهي القضية ككل وتحل من جميع جوانبها بما في ذلك قضية اللاجئين وغيرها، المنظمة قائمة اذن ولكن ثمة ضرورة لعمل إضافات وإصلاحات في منظمة التحرير، ونحن نعالج الآن قضية من يريد الانضمام إلى المنظمة وفي إطار المصالحة هناك بند اسمه منظمة التحرير الفلسطينية. وما أود قوله ان العمل الفلسطيني من اتفاقيات وغيرها هو باسم منظمة التحرير الفلسطينية حتى يومنا هذا، وان السلطة الفلسطينية جزء من منظمة التحرير ومنبثقة عنها وليست جسما منفصلا بحد ذاتها. * وهل ستكون حركة حماس جزءا من المنظمة في المستقبل؟ - اهلا وسهلا بهم.. حركة حماس والجهاد وغيرهما تنظيمات لها قيمتها في الارض الفلسطينية وهم مرحب بهم ليكونوا اعضاء في منظمة التحرير اذا التزموا بميثاق المنظمة وهذا الميثاق لا يستطيع احد، بمن فيهم انا، تعديله. وكما جرى في الماضي انضمت العديد من التنظيمات إلى المنظمة مثل الحزب الشيوعي وغيره وأعلنت ولاءها والتزامها بميثاق منظمة التحرير. * لكن عفوا.. ما علاقة الدولة المنتظرة بالشتات الفلسطيني؟ هل سيكون مسموحا لهم العيش بحرية داخل الدولة؟ - نحن نريد طبعا حل مشكلة الشتات، فلدينا الآن نحو 5 ملايين فلسطيني لاجئون، ونحن نطالب دائما بوضع هذا الملف على الطاولة خاصة وانه احد القضايا الاساسية التي ثبتت في اوسلو اضافة إلى القدس والمستوطنات واللاجئين والأمن والمياه وغيرها.هذا الملف يجب ان يوضع على الطاولة والخلاف بيننا وبين الإسرائيليين انهم لا يريدون ان يبحثوا هذا الملف ونحن نقول لهم انه يجب بحث هذا الملف على اساس الشرعية الدولية. * ولكن بصراحة السيد الرئيس... يرى البعض ان إصراركم على الحصول على عضوية الدولة في الأمم المتحدة رغم التحديات الصعبة التي تواجهها يرتكز على تحقيق هدف سياسي شخصي يرتبط بشخصكم حتى تقولوا لشعبكم لقد جئت لكم بالدولة وعليكم قبول كل الحلول المطروحة؟ - يعتدل ابو مازن في جلسته ويقول متسائلا: ما هي هذه الحلول المطروحة؟ نحن لن نقبل أي حل لا ينسجم مع الشرعية الدولية ولا نقبل أي حل لا يقول ان حدود الدولة الفلسطينية هي حدود عام 1967 ولن نقبل أي حل لمشكلة اللاجئين ما لم يوضع على الطاولة وهذا ينطبق على الملفات الاخرى كالأمن والمياه وغيرهما. * عفوًا.. مع وضع هذا التحرك الدولي الذي تنوون القيام في عين الاعتبار هل ترى ان ثمة حلا عمليا مرضيا للقضية الفلسطينية في المدى المنظور؟ - لا شك ان القضية معقدة وليست سهلة والذي يقف أمامنا ليس سهلا، واذا اردنا ان نتكلم ببساطة فإنه بوسعنا ان نقول ان هناك من يرفض رفضا قاطعا وجود الشعب الفلسطيني وبالتالي يرفض رفضا قاطعا وجود دولة للفلسطينيين هناك من يتحدث عن وجود أقلية في فلسطين التاريخية أو دولة ذات حدود مؤقتة، بمعنى ان نأخذ 50% أو 60% من الضفة الغربية ثم نناقش المساحة المتبقية فيما بعد. ولا شك انكم سمعتم هذا الاقتراح وعلمتم ان هناك من قبل به ولكننا صارعنا كل من يقبل به وقلنا ان هذا حل لن نقبل به اطلاقا مهما كان الثمن. أعود لأقول ان القضية ليست سهلة بل هي صعبة، ولكن هل يعني ذلك ان نستسلم ونتوقف عن البحث عن حلول؟ اذا فعلنا ذلك نكون تخاذلنا عن خدمة شعبنا. القضية صعبة نعم.. ولكن علينا ان نعمل بجدية من اجل الوصول إلى حل سياسي يعطينا على الاقل جزءا من حقوقنا التاريخية وأنا أعني هنا حدود عام 1967. * هل خيار إشعال الانتفاضة الثالثة يأتي ضمن أدواتكم للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة؟ - نحن لن نقبل إطلاقا اندلاع انتفاضة مسلحة، بمعنى انني ما دمت رئيسا للسلطة الفلسطينية لن اقبل بانتفاضة مسلحة واعتقد ان هناك شبه إجماع فلسطيني على ضرورة التهدئة. ولا شك أنك رأيت كيف سارعت الفصائل جميعها إلى طلب التهدئة في الايام الماضية عندما وقع اعتداء على غزة وسيناء. اذا من حيث المبدأ تعرف جميع التنظيمات ما معنى العمل المسلح وما هي نتائجه وتوابعه لذلك انا اقول انني سأرفض الانتفاضة المسلحة ولكنني مع المظاهرات السلمية والفعاليات الشعبية السلمية في كل مكان في فلسطين. * فخامة الرئيس طالما اننا وصلنا إلى التصعيد الذي حصل في غزة وسيناء دعنا نتوقف عند عملية ايلات التي تحمل الكثير من المؤشرات والدلالات المتزامنة مع مساعيكم للحصول على العضوية في الأمم المتحدة.. ابرز هذه الدلالات ان المقاومة لا تزال قادرة على الضرب داخل إسرائيل..كيف تنظرون إلى هذه العملية وانعكاساتها على القضية الفلسطينية وهل ما زلتم تؤمنون بشعار الثورة حتى النصر.. ام انكم نسيتموه كما يقول خصومكم؟ - الثورة حتى النصر هي ثورة بكل الأساليب، والكفاح المسلح هو احد مظاهر الثورة، فهناك الكفاح السلمي والمظاهرات والاعتصامات وغيرها من المظاهر التي يمكن ان تمارس من اجل الوصول إلى حقوقنا. انما هذا الذي حصل في سيناء اعتقد ان الذي استفاد منه بالكامل هو نتانياهو.. لماذا؟ لأن نتنياهو كان عرضة لما يسمونه "الربيع اليهودي" فقد خرجت مظاهرات في كل المدن الإسرائيلية تطالب بمظاهر محددة لا ادري ما هي نهايتها وكان متوقعا ان تخرج السبت قبل الماضي مظاهرة مليونية كما تسمى ولكن بعد هذه الاحداث توحد المجتمع الإسرائيلي وقال لا لهذه المظاهرات لاننا نتعرض للخطر. اذن المستفيد هو إسرائيل. طبعا قد يسأل سائل هل كان الهدف من هذه العمليات هو هذه النتيجة؟ الجواب هو لا ولكن في المحصلة هذا العمل ادى إلى هذه النتيجة. * هل أفهم من كلامكم ان العملية انعكست بشكل سلبي على القضية الفلسطينية؟ - تنعكس بشكل سلبي لأن النتيجة كانت سلبية.. ففي اليوم الاول قتل 6 من قيادات ألوية صلاح الدين، ثم قتل عدد من المصريين، ثم قامت القيامة في مصر، وبطبيعة الحال من حق المصريين اتخاذ الاجراء الذي يريدونه ضد إسرائيل. * فخامة الرئيس.. في سياق ما حصل في سيناء أثار الإسرائيليون الكثير من الشكوك والشبهات بشأنكم واتهموكم بأنكم لستم شريكا حقيقيا في عملية السلام وانكم لستم شريكا في الحملة ضد ما يسمونه الإرهاب؟ - هم عندما يتحدثون عني يقولون ان هذا الرجل يجب التخلص منه، وإسرائيل دائما تقول هذا الكلام وليس جديدا عليها ان تتهمني بمثل هذه الاتهامات وغيرها. ولكن انا سياستي معروفة وقد شرحتها لوزراء الخارجية العرب وقلت لهم نحن نطالب بالسلام والوصول بطريق السلام إلى السلام.. وايا كانت تعليقات الإسرائيليين فانها لا تهمني كثيرا لانهم مستعدون لاتهامي بأي شيء. * في اطار نفس العملية كيف تنظرون إلى تأزم العلاقات الإسرائيلية - المصرية في اعقاب عملية ايلات، هل توتر العلاقة بين القاهرة وتل ابيب يصب في مصلحة القضية الفلسطينية؟ - أولا ما قام به المصريون هو شأن مصري، ومن حق المصريين ان يطالبوا بما يريدون، وانا عندما اسأل عن ما يجري في أي دولة عربية اقول ان من حق الشعوب والدول ان تفعل ما تريد، ولكنني لا استطيع ان احكم على ما يجري الآن، فالحكم يحتاج إلى وقت. * بصراحة.. هل اثر سقوط نظام مبارك على مواقفكم اقليميا ودوليا وهل تعتبرون غيابه خسارة لكم في ظل اختلال خريطة التحالفات في المنطقة؟ - بقاء الرئيس مبارك أو ذهابه شأن مصري، ولكن تاريخيا كان النظام المصري معنا يؤيدنا ويدعمنا وليس صحيحا انه كان عقبة في أي طريق وبالذات في طريق المصالحة حيث يقول البعض ان نظام مبارك هو الذي كان يعطل المصالحة وهذا كلام عار عن الصحة، وماعدا ذلك فما ذهب اليه الشعب المصري هو شأن للشعب المصري. * وهل تعتقدون ان الثورة الشعبية التي اطاحت بنظام مبارك ستطرح تحولا في علاقة عمرها اكثر من 3 عقود بين مصر وإسرائيل؟ - لا أعرف إلى أي مدى يمكن ان يذهب الشعب المصري.. لا اعرف. * ولكن هل انتم متفائلون بهذه التغييرات؟ - نحن متفائلون بان أي ديمقرطية واي حرية مفيدة لكل الناس بمن فيهم نحن، ولكن نحن لا نتدخل ولا نقول رأيا محددا فيما يجري الآن في بعض الدول العربية. * هل هذا سبب تأخر الاعتراف الفلسطيني بالمجلس الانتقالي الليبي، وهل كنتم تنتظرون معرفة من سيحسم الصراع لصالحه حتى تقفوا معه؟! -لا لم يتأخر فهناك دول عربية سبقتنا ودول اخرى لحقتنا، اما نحن فقد قلنا في الوقت المناسب اننا نعترف بالمجلس الانتقالي الليبي ليكون ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الليبي.. فنحن لسنا لاعبين في هذه الساحات وليس بامكاننا ان نكون بخلاف ما نحن عليه ومن يطلب منا اكثر من هذا الموقف سواء ايجابا أو سلبا لا يريد مصلحتنا. * فخامة الرئيس اسمح لنا ان ننتقل إلى اللاذقية وبالتحديد مخيم الرمل للاجئين الفلسطينيين، كيف تابعتم هجوم القوات السورية على هذا المخيم في اطار قمع الاحتجاجات الشعبية؟ - ما حصل في اللاذقية ان المخيم في الطريق إلى المدينة ذهابا وايابا وحصلت اصطدامات لا ادري كيف حصلت بين الأمن السوري والمواطنين وحصلت هذه المواجهات في المخيم وذهب ضحية ذلك 5 أشخاص فلسطينيين ونحن حاولنا ان نتعامل مع هذا الامر بكثير من العقلانية دون ان نخوض معركة لماذا؟ لاننا لدينا في سوريا اكثر من 600 الف فلسطيني ونريد ان ننأى بهم عن أي وضع داخلي كما نفعل في أي بلد. وحتى في لبنان فإننا ننأى بالفلسطينيين عن أي مشكلة داخلية ولذلك عندما تحدثوا عن السلاح الفلسطيني قلت اسحبوا السلاح الفلسطيني من المخيمات وخارج المخيمات. * سؤالنا الاخير عن سوريا.. كيف تنظرون إلى الثورة الشعبية التي تشهدها هل أنتم مع خيار الشعب المطالب بالحرية؟ - نحن مع خيار الشعوب في كل مكان، ونحن كفلسطينيين لا نريد لأحد ان يتدخل في شؤوننا الداخلية، ومنذ ان انطلقنا عام 1965 كان شعارنا عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية. *(مقاطعا) ولكن عفوا قضيتكم هي قضية العرب المركزية كيف تطالبون العرب بعدم التدخل في شؤونكم؟ - لا شك ان هذه قضية العرب جميعهم ولكن اذا حدث أي مشكل داخلي في بلد عربي نراقبه ونقول نتمنى للشعب ان يحقق اهدافه لا اكثر ولا اقل. * اسمح لنا ان ننتقل إلى رام الله ونفتح ملف قضية دحلان التي شغلت الرأي العام الفلسطيني، يرى كثيرون ان هذه القضية تدخل في اطار تصفية الحسابات الشخصية بينكم وبين دحلان ما هو تعليقكم؟ - هناك اتهامات وجهت إلى السيد محمد دحلان وهي اتهامات مختلفة، وقد شكلت لجنة من 8 أشخاص وناقشت كل المخالفات التي اتهم بها السيد دحلان وخرجت بمحصلة بان هذا الرجل لم يعد صالحا ليكون عضوا في حركة فتح، اما باقي القضايا فستقدم إلى القضاء. لا توجد اذا حسابات أو مواقف شخصية أو أي شيء من هذا القبيل ونحن لا يمكن ان ندخل الشخصي بالعام. * ما دام دحلان مذنبا لماذا سمحتم له اذا بمغادرة رام الله؟ - لأنه خرج ولم يعد عضوا في حركة فتح، ولكن عندما يطلب منه الحضور لمواجهة باقي القضايا فعندها هناك اجراءات ستتخذ حتى يأتي ويواجه الحقيقة. * ولكنكم قمتم بتطويق منزله في رام الله واعتقال بعض من حراسه ومع ذلك لم تتعرضوا له من قريب أو بعيد، هل كانت هذه رسالة تريدون توجيهها له؟ - نحن كما تعرفون لا نسمح بازدواجية السلاح، بمعنى ان السلاح غير موجود عند أي شخص بما فيهم انا، وانا لا اسمح لنفسي ان يكون في بيتي مسدس، لأن هناك حراسة رسمية تحرسني وهذا ينطبق على كل انسان كبيرا كان ام صغيرا، ونحن قيل لنا انه كان عنده سلاح في البيت فأرسلنا قوة اخرجت السلاح الذي كان بحوزته وهو موجود. كذلك قمنا بسحب بعض السيارات الحكومية منه، وما عدا ذلك سمحنا له بالسفر دون أي نقاش. * وما حقيقة تجميد أرصدة مالية لدحلان في الإمارات بناء على طلب منكم؟ - لم نطلب هذا اطلاقا، واذا وجد ما يدعو إلى الشبهة بالنسبة له في اية دولة فإن هذا كله يعود إلى لجنة التحقيق الحكومية. وأرجو ان تلاحظ هنا ان لجنة التحقيق الاولى كانت فتحاوية ولذلك تعاملت معه كمسؤول في فتح واصدرت عليه الحكم بناء على هذا الاساس اما الآن فهناك لجنة حكومية من مكتب النائب العام هي التي تبحث ماذا لديه وماذا ارتكب من اخطاء، وبالتالي هي التي تحكم وتقرر اذا كان هذا الرجل متهما أو بريئا. * ولكن فخامة الرئيس بصراحة.. هناك اتهامات يطلقها دحلان باتجاهكم بالتلاعب بمقدرات صندوق الاستثمار الذي يحتوي على ممتلكات نقدية تقدر بنحو مليار و300 مليون دولار رصدها الرئيس الراحل ابو عمار لتأمين السلطة في حال الطوارئ.. ما هو ردكم؟ - أيضا موضوع صندوق الاستثمار خاضع للقضاء واذا ثبت أي شيء ضدي فإنني لست فوق القانون، وعندما شكلنا لجنة الكسب غير المشروع عقدنا مؤتمرا صحفيا انا ورئيسها وقلت له يجب ان تحاسب أي انسان جمع اموالا بطريقة غير مشروعة ابتداء بي وانتهاء بأصغر مسؤول. والدليل على ذلك ان هناك اشخاصا يخضعون للتحقيق ولا يوجد لدينا احد على رأسه ريشة. * (مقاطعا) ولكن من سيحقق مع فخامة الرئيس؟ - يحقق معي القضاء الفلسطيني وسأعطيك مثالا.. في يوم من الايام حكمنا على بعض اعضاء حركة فتح بالفصل من الحركة لانهم دخلوا الانتخابات عام 2006 وحدهم، وقد استدعيت مرتين للجنة لأدلي بكلامي ورأيي باعتباري صاحب القرار وقد اخذت اللجنة قرارات معاكسة لقراري واعادت اكثر من 70 شخصا إلى الحركة. * طالما ان القضاء هو الذي يحقق.. لماذا لم يتم التحقيق في الاتهامات التي وجهها فاروق قدومي قبل سنوات بخصوص الاطراف المتورطة باغتيال عرفات؟ - الاتهامات التي اطلقها القدومي تراجع عنها لاحقا. * تعني ان شخصا بقيمة وقامة قدومي يتراجع عن كلامه؟! - (مقاطعا) نعم بقيمة وقامة قدومي قال كلاما ثم تراجع عنه. * أنت تقول فخامة الرئيس ان اتهاماته كانت انفعالية؟ - أنا أظن هكذا، انما لو اثبت وقال ان فلان مسؤول عن امر معين فإنه سيحول إلى القضاء دون جدال، وبالمناسبة لا تزال اللجنة التي شكلناها منذ استشهاد الرئيس عرفات قائمة وموجودة ومخولة في البحث في أي شبهة ضد أي انسان حول ما حصل للرئيس عرفات. * وما حقيقة تورط دحلان في اغتيال الرئيس الراحل من خلال ادخال علب الدواء المسموم؟ - هذا كلام لا استطيع اثباته، ولا يجوز ان نلقي الاتهامات جزافا، وانا لا اعرف وليس لدي معلومات عن هذا الامر، بل انني اشك في هذه الاتهامات. * إذن أنتم تبرئون دحلان من تهمة اغتيال أبو عمار؟! - (مقاطعا ) لا لا لم أقل ذلك.. ثمة فرق بين ان تشك وان تبرئ شخصا من تهمة، هناك اشخاص وجهوا اتهامات معينة يسألون عنها، ولكن لو سألتني عن رأيي الشخصي فإنني اشك ان هذا حصل من قبل دحلان ضد ياسر عرفات في هذا الموضوع بالذات.. وضع تحت كلمة بالذات خطا احمر ! * منذ سنوات وهناك اتهامات تثار ضد دحلان في قضايا تتعلق بالفساد والتجاوزات، والسؤال المطروح الآن هو: هل كنتم تعلمون ما يدور على ألسنة الناس من اتهامات وشكوك؟ ولماذا ترك طوال هذه المدة دون محاسبة؟ - طبعا كنا نعلم.. ولكن هذا يعود إلى الظروف التي مرت بها السلطة الفلسطينية، فالسلطة مرت بظروف صعبة للغاية وكانت في ذلك الوقت عاجزة عن فعل أي شيء ولكن عندما اصبح لدينا الامكانية وباتت لدينا سلطة واحدة استدعي دحلان وغيره. وبالمناسبة جميع من اخضعوا للتحقيق مؤخرا تم استدعاؤهم عن تجاوزات ارتكبوها قبل اكثر من خمس سنوات.. القاعدة القانونية تقول ان الحق لا يسقط بالتقادم وطالما توافر الوقت المناسب فإن القانون يجب ان يأخذ مجراه. * بعيدًا عن ملف دحلان مازلنا في قضايا الداخل الفلسطيني.. فخامة الرئيس ما هي اسباب عدم التوافق حتى الآن مع حركة حماس على تشكيل حكومة الوحدة الوطنية؟ ولماذا لم يتم حتى الآن ترجمة المصالحة على ارض الواقع ومتى سيتم تحريك الملفات التي تم الاتفاق على حلها في القاهرة؟ - اولا ليست حكومة وحدة وطنية وانما اتفقنا واعلنت ذلك في القاهرة اننا نريد ان نشكل حكومة انتقالية من شخصيات مستقلة تكنوقراط، وتقتصر مهمة هذه الحكومة على اعادة اعمار غزة والاشراف على الانتخابات، اذا هي ليست حكومة وحدة وطنية وبمعنى اوضح هي ليست من حماس وفتح واي تنظيم آخر، بل هي مستقلة وتتبع لسياسة منظمة التحرير. * (مقاطعا) وعلى هذا الاساس تصرون على تكليف فياض برئاستها؟ - باعتباري مسؤولا عن الحكومة فانني اصر على ان اختار من يكون رئيسا لها اضافة إلى اختيار وزرائها لانني اتحمل مسؤولية عمل أي وزير في هذه الحكومة حتى تأتي الانتخابات وعندما تأتي الانتخابات ولا اكون موجودا فانني غير مسؤول اما بالنسبة للملفات فانها جميعها تناقش الآن. * أبرز عنوان في هذا الملفات هو المعتقلون؟ - المعتقلون وجوازات السفر والمصالحة الداخلية - الفلسطينية - الفلسطينية خاصة بعد ان قتل أناس من هنا وهناك. * هل يمكن ان يتم الافراج عن المعتقلين قبل العيد؟ - أولا لا يوجد لدينا معتقلون سياسيون واتحدى.. ودعني اوضح ما اعنيه بالمعتقلين السياسيين، فأنت عندما تقول رأيا أو موقفا مهما كان لا يستطيع أي كان ان يتعرض لك دون اسفاف أو سب أو قدح. وإذا كنت تابعت التليفزيون الفلسطيني ستجد ان كثيرين يخرجون على شاشته لانتقاد السلطة ولا يتدخل احد فيهم.. انما نحن نعتقل لـ 3 أسباب هي تهريب السلاح وتهريب المتفجرات وتبييض الاموال. * أي أنكم لا تعتقلون أحدا لمجرد انتمائه لحماس؟ - اطلاقا والدليل على ذلك ان هناك المئات من حماس موجودون في الضفة الغربية ابتداء برئيس المجلس التشريعي ومرورا بأعضاء المجلس ووزراء واشخاص.. وبالمناسبة أنا التقي معهم واستقبلهم ونتناقش حول جميع القضايا ولكن لا يمكن أنا نعتقل احدا بسبب آرائه. * ولكن حركة حماس قد تقول نفس الشيء على معتقلي فتح في سجونها وعندها تدخلون الشارع الفلسطيني في حلقة مفرغة؟ - ولهذا نناقش هذه القضية، والدليل على ذلك اننا نقوم من فترة إلى اخرى بالافراج عن عدد من المسجونين اذا بقوا في السجن لفترة دون ان يعرضوا على المحكمة لانه لا يجوز ان تبقى مسجونا دون ان تعرض على القضاء.. والسؤال المطروح الآن هل يحدث هذا في غزة؟ * تحدثتم عن حرية الرأي وتشجيعكم لها، فلماذا قمتم اذن بايقاف برنامج وطن على وتر الذي كان يبث على التليفزيون الفلسطيني؟ - هذا البرنامج يذاع منذ 3 اعوام واول حلقة من اول برنامج انتقدتني انا وقد سعدت وقتها لان ذلك كان انعكاسا لاجواء الحرية ولم يلبث البرنامج ان تعرض لكل القيادات، ولكن القائمين على البرنامج تعوزهم الخبرة وليس لديهم من يكتب لهم، ولان البرنامج كوميدي فانه يحتاج إلى كاتب محترف ليكتب كلاما ينتقد دون ان يجرح. وقد نبهت ياسر عبد ربه المسؤول عن التليفزيون الفلسطيني أكثر من مرة إلى ان البرنامج يقع في الاسفاف في بعض الاحيان وانه حبذا لو تم الابتعاد عن هذا الاسفاف. ففي احدى الحلقات تم التعرض لرفيق النتشة رئيس هيئة الكسب غير المشروع وقيل في البرنامج انه عين اقاربه في عدد من الوظائف هنا وهناك وهذا كله كلام غير صحيح، يستخدم في سياق النكتة لكنه يبقى غير مقبول. * إذن أنت مع ايقاف البرنامج؟ - منذ بداية رمضان نبهت الاخوان بضرورة مساعدتهم في الكتابة لتخرج الحلقات بشكل مغاير.. عندنا مثلا برنامج اسمه اسكت شات وهو جميل للغاية، يعرض يوميا لـ 5 أو 6 لقطات من اجمل ما يكون.. وهي تنتقد وتصل إلى الوجع دون تجريح أو تشويه. اما برنامج وطن على وتر فلأنه اتجه نحو الاسفاف كثيرا قام النائب العام بايقافه واقسم بالله انني لم يكن لدي ادنى فكرة عن الموضوع بل كنت وقتها في سراييفو. في العادة يبلغني النائب العام بما يريد الاقدام عليه من خطوات ولكن هذه المرة اخذ اجراءه دون ان يخبرني وقد قبلت الاجراء كما حدده النائب العام. * فخامة الرئيس اشارتكم إلى عدم وجود كاتب فلسطيني ساخر فيها انتقاص من كفاءة الانسان الفلسطيني الاكثر ثقافة على مستوى الوطن العربي؟ - في كل الوطن العربي هناك نقص في كتاب الكوميديا.. واذا نظرت إلى الدول العربية بشكل عام ستجد ان مستوى الكوميديا هبط كثيرا وتحول إلى نوع من التهريج والحركات القرعة.. حتى مصر ام الدنيا لن تجد سوى شخصين أو ثلاثة يكتبون الكوميديا الراقية مثل لينين الرملي أو غيره. ولا تنسى اننا حديثون على هذه الصنعة، فضلا عن ان التليفزيون الفلسطيني لا يتجاوز عمره الحقيقي 3 أو 4 سنوات. * إذن هل تتفقون مع بعض الآراء التي تقول ان ياسر عبدربه كان يستغل برنامج وطن على وتر لمحاربة الشخصيات التي تخالفه؟ - لا لا.. ياسر عبدربه لا يستغل هذا البرنامج ولا يطلع حتى على ما يعرضه، وعندما كنت اسأله عن بعض حلقاته كان يقول لي انه لم يشاهده. * طالما انكم ترحبون بالنقد، لماذا كان موقفكم غاضبا من قناة الجزيرة عندما قامت ببث الوثائق التي تحدثت عن تنازلات الفلسطينيين على طاولة المفاوضات؟ - الجزيرة بكل صراحة تلاعبت بالوثائق.. ودعني أقل لك شيئا.. الوثائق صحيحة ولكنها حاولت لي عنق الحقيقة وقد قلت هذا الكلام من يومها ولذلك فانني احد من هاجموا الجزيرة في ذلك الوقت لان الموضوع تحول وكأنك تقوم بالترصد للاخطاء وتحاول تجييرها بالطريقة التي تريدها وليس بالطريقة الحقيقية. * عندما يكون بيد وسيلة اعلام بحجم الجزيرة كنز من الوثائق والمعلومات التي حصلت عليها، هل تريد منها ألا تبثها؟ - أولا ما كان بيدها ليس كنزا، ثانيا المعلومات التي كانت بيدها صحيحة ونحن لا ننكر ذلك، ولكني دعني اعطيك نموذجا للتلاعب، مثلا قالوا ان ابو مازن يقبل تبادل اراض بنسبة 50 إلى 1 أي انني سأعطي إسرائيل 50 سنتيمترا مقابل كل سنتيمتر احصل عليه وهذا لا اساس له من الصحة، ثم قدموا وثائق اخرى حول اللاجئين والخرائط وهي صحيحة لان الذي قدمها كان اولمرت ولكنهم قالوا انني انا من عرضتها! هنا بدا لي عنق الحقائق، فالخرائط صحيحة والارقام صحيحة ولكن لست انا من وضعتها، ولو قالوا ان هذه الخرائط قدمها اولمرت لما سبب ذلك اية مشكلة نحن لا نخفي شيئا وبالمناسبة منذ بدأنا المفاوضات عام 2007 إلى الآن لم نخف صغيرة أو كبيرة عن لجنة المتابعة العربية وبالوثائق، أي ان كل وزير خارجية عربي في لجنة المتابعة لديه كل هذه الوثائق وكل هذه الارقام. والسؤال هو: هذه الوثائق لم تكن تمثل اية مشكلة فلماذا حولتها الجزيرة إلى المشكلة؟ (هنا يعتدل ابو مازن في جلسته ويقول) شوف.. انا على رأسي الجزيرة.. هذه مؤسسة لا قبل لاحد بالهجوم عليها أو بهجومها عليه لكنها اخطأت ونحن قمنا بالرد عليها. * إذن أنتم تتهمون الجزيرة بلي الحقائق.. لمصلحة من؟! - لا ادري هذا شأنهم.. وبوسعك توجيه هذا السؤال لهم.. هؤلاء لا يعملون لصالح هذه الجهة أو تلك، ولكنهم رأوا ان هذا هو ما يتوجب القيام به وبالفعل استمروا على هذا النهج لمدة 6 اشهر.. ثم لم يلبثوا ان توقفوا.. لماذا؟! (عند هذه النقطة يتدخل صائب عريقات قائلا ): هل تعرف ماذا قال مدير عام برامج الجزيرة عارف الحجاوي عن هذا الموضوع؟ يتابع الرئيس الفلسطيني حديثه بالقول: القضية لم تنته، فقد رفعنا قضية على الجزيرة في اتحاد الصحفيين الدولي ومنظمة الشفافية الدولية. ولم يتوقف الامر هنا فقد استهدفت شخصيا بالهجوم، ولعلكم تتذكرون عندما قالوا ان شركة الوطنية للاتصالات هي لاولاد ابو مازن.. وعلى الاثر قام اولادي برفع قضيتين الاولى على التليفزيون الإسرائيلي الذي سارع إلى الاعتذار ونفي هذه المعلومة والآن على الجزيرة وهذه القضية قائمة، وقد قلت لسمو الامير بالمناسبة انني رفعت قضية على الجزيرة لان اولادي طالهم الكثير من التجريح. فأولادي واحفادي كانوا في رام الله واضطروا للمغادرة بسبب هذه الاخبار الخاطئة. عمومًا ينبغي أن تعرف بأن الشركة الوطنية هي ملك لاشخاص من دولة قطر وهم من دفعوا ثمنها وليس لهم أي شريك فيها، وأولادي ليس لهم حتى سهم واحد في هذه الشركة، فلماذا الزج بأسمائهم؟ إذا هذا يسمى تجريحا شخصيا وليس اعلاما. * دعني اتحول إلى موضوع آخر فخامة الرئيس.. في اطار المصالحة الناقصة يترقب اهالي غزة زيارتكم إلى القطاع المحاصر باعتبارها مؤشرا على لم الشمل الفلسطيني، فمتى ستتم هذه الزيارة ولماذا لم يتحدد موعدها حتى الآن رغم اقرار المصالحة؟ - أنا أعلنت في آذار الماضي استعدادي للذهاب إلى غزة وكانت النتيجة صدودا من قبل حماس التي تذرعت بالخوف عليّ وعلى أمني الشخصي. * (مقاطعا) اذن انت تتهم حماس بعدم الترحيب بهذه الزيارة؟ - بالفعل هي لم ترحب اطلاقا ولو رحبت لكنت ذهبت، والآن لو اعلنت ترحيبها بذهابي إلى غزة سأذهب دون تردد اما ان اذهب وهم رافضون فهذا غير مقبول لان النتيجة قد تكون صداما. أنا لم استعمل السلاح حتى في غمرة الانقسام والاقتتال وبالتالي لن استعمله الآن.. هذا لا يمكن. إما أن أذهب بشكل سلمي لنجلس ونتحدث كاخوان أو لا اذهب من الاساس. * فلننتقل إلى موضوع تأجيل الانتخابات المحلية الذي كان مقررا في تشرين أول المقبل، ما هي أسباب هذا التأجيل ولماذا لم تحددوا موعدا آخر؟ - الأسباب هي المصالحة.. لقد قلنا إنه طالما ان ثمة عملية مصالحة تتم الآن فاننا نريد انتخابات في كافة ارجاء الوطن. أما إذا كانت الانتخابات غير متاحة في بعض أجزاء الوطن فمن الأفضل تأجيلها خاصة، إننا نسير في طريق المصالحة وعندما تتم نمضي في الانتخابات. هذا هو السبب وهذا ما اجمعت عليه التنظيمات وطلبت مني ان اصدر مرسوما بهذا الشأن فأصدرت مرسوما قبل ايام اما الموعد الجديد سيتم على ضوء المصالحة، فالانتخابات ليست هدفا بحد ذاتها وانما وسيلة واذا كانت هذه الانتخابات تتحقق في أفضل الشروط فمن الأفضل ان ننجزها في أفضل الظروف. * بعيدًا عن الانتخابات المؤجلة ماذا عن لقائك مؤخرًا بالرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز؟ - (مقاطعا) لم التق به منذ فترة وجيزة.. وان كنت التقيته اكثر من مرة. * حسنا.. هذه اللقاءات التي تعرضتم بعدها لانتقادات خاصة من حركة حماس، هل عرض خلالها بيريز أي مباردات ايجابية يمكن دراستها؟ - هذا سؤال مهم.. لقد التقيت مع شمعون بيريز 3 مرات وكلها لقاءات سرية بمعنى هو كان يقول لي انه يريد لقائي لان لديه ما يقوله لي، وبالفعل كنا نلتقي ونبحث بعض القضايا ثم لا يحدث شيء، وفي المرة الاخيرة اتصل بي في الـ 25 من حزيران الماضي وقال لي انه ثمة ما يريد قوله لي وانه يملك حلولا جدية.. وعندما اخبرته انني مشغول بعدد من الاجتماعات قال لي ان ما يريد قوله أهم. وقال لي انه التقى لمدة 3 ساعات مع نتنياهو دون ان يصل إلى نتيجة. ثم قال لي بالحرف الواحد أنا لا اريد ان افقد مصداقيتي ولا ان اغشك لذلك اطلب منك الغاء الاجتماع وهذا ما حدث. * فخامة الرئيس.. سؤالي الاخير: في اطار الربيع العربي الا تخشون ان تقوم ثورة فلسطينية ضدكم؟ وكيف ستتعاملون معها؟ - اذا قامت ثورة شعبية ضدي من شخصين فأنا سأكون الثالث. * (مقاطعا) سترفع شعار يسقط ابو مازن؟! - نعم.. اذا خرج شخصان سأكون الثالث الذي يرفع شعار الشعب يريد اسقاط عباس.. بالمناسبة خرجت مظاهرات في آذار في كل مدن الضفة الغربية وغزة ولكنها رفعت شعار انهاء الانقسام وفي اليوم التالي تقدمت بالمبادرة ورحبوا بها. الآن لو خرج احد وقال يسقط ابو مازن.. لا شخص واحد لا ينفع، يجب ان يكونا شخصين على الاقل عندها سأخرج معهما. * - ممازحا، ولكن لو كان هذان الشخصان من حماس فلن تخرج معهما! - لا.. حتى لو خرجت حماس أو غيرها في الضفة وقالت الشعب يريد اسقاط محمود عباس سأكون معها.. دعني أقل لك شيئا.. انا رئيس منذ 5 سنوات ونصف وقبل انتهاء السنة الرابعة طالبت بانتخابات تشريعية ورئاسية مبكرة ورفضت عدة مرات إلى ان ثبتت آخر مرة في 15 أيار القادم وانا انتظر هذه اللحظة. ولكنني لن اكون طرفا في هذه الانتخابات.. ولك علي عندما تحدث هذه الانتخابات انني سأبقى خارجها. * وتتجه إلى أين؟ - إلى بيتي طبعا.. انا اعيش في الضفة الغربية ولدي منزل هناك. * وتعتزل العمل السياسي؟ - اعتزل الرئاسة ولكن الجميع يمارسون العمل السياسي.. والى ان يأتي هذا الوقت انا مضطر إلى البقاء. لقد قلت هذا الكلام عشرات المرات.. انا لن اشترك في اية انتخابات ولو حصلت هذه الانتخابات منذ 3 اعوام لما كنت شاركت فيها.. لن ارشح نفسي. * ألم تكن تخشى من دحلان أن يبعدك عن كرسي الرئاسة بعد أن صعد نجمه كثيرا في الفترة الماضية؟ - عندما اخرج انا فليرشح كل من يريد نفسه.. فهل يعقل ان اخرج واقول ان هذا الشخص أو ذاك سيكون وريثي؟! نحن لا نتعامل بنظام التوريث، انا اولادي ليس لهم علاقة بالسياسة من قريب أو بعيد وليسوا جزءا من السلطة اطلاقا.. وعليه فإن الشعب الفلسطيني هو الذي سيختار رئيسه |