وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

في واشنطن البيت الابيض وفي كوريا البيت الازرق !!

نشر بتاريخ: 31/08/2011 ( آخر تحديث: 31/08/2011 الساعة: 23:12 )
سيئول- وفد "معا" الى كوريا- على ضفة نهر هان وعلى سفح جبل توغا الساحر يتربع قصر كوري عتيق من الخشب المعتّق قد يكون عمره الف عام وحوله عدة قصور وكأنها جواري تخدم القصر الكبير.

وجرى طلاء القصور بلون ازرق داكن لنعرف بعدها من خلال الحراسة حوله انه البيت الازرق او بيت القيادة الكورية، وهو ليس البرلمان الشهير الذي عرفناه من خلال التلفاز بينما ذاع صيت النواب الكوريين وهم يضبون بعضهم باللكمات في وجوههم، فالبرلمان بناء جديد يشبه نوعا ما بناء الكنيست من ناحية الهندسة ويقع على ضفة نهر هان القريبة من الشارع الخارج من سيئول باتجاه الشمال.

الرئيس لي ميونغ باك يعمل في هذا القصر، وفي سياستهم نحو بلداننا يبدو ان الكوريين متحفظين ولا يريدون التدخل، وقد فسّر لنا اصدقاؤنا الكوريين هنا ان حكومتهم تعمل جاهدة ان لا تتدخل في الصراع بين اسرائيل والعرب لانهم يعرفون بالضبط نفوذ وتأثير اللوبي اليهودي في العالم ولذلك يحاولون اقتصار الامر على العلاقات الاقتصادية ومن جديد هناك ميل نحو العلاقات الثقافية والاعلامية.

كوريا الجنوبية نحو 50 مليون نسمة وكوريا الشمالية نحو 30 مليون نسمة لكن مساحة الشمالية اكبر بقليل، والاخيرة متحالفة مع الصين وروسيا وتملك اسلحة نووية فيما الجنوبية تربطها علاقات اقوى بامريكا والغرب ما خلق صراعا داميا وقاسيا بين الاخوة منذ الخمسينيات، ورغم انهيار الاتحاد السوفييتي وسقوط جدار برلين لا يزال جدار يفصل بين الكوريتين في وضع محزن يفصل الاخوة عن بعضهم البعض.

اعلاميا وثقافيا رحّب الكوريين هنا بوفد "معا"، بل انهم خصّصوا لنا مكانة في القلب وقدّموا ما يمكن ان تقدمه دولة لوفد ضيف، ووضعوا تحت تصرفنا السيارات والمطارات والفنادق لننجز الزيارة، وعمل وفد "معا" على الالتقاء باكبر عدد من المسؤولين، حيث سيجري تبادل الزيارات وتوثيق العلاقات ما امكن وفي اقرب فرصة لان الكوريين هنا لا يعرفون شيئا عن الثقافة العربية سوى لماما ومن وسائل الاعلام، والغريب انهم كانوا يعرفون القذافي وقالوا لنا: الى الامام الى الامام ثورة ثورة !!!!!!!

مسؤول كبير في كوريا قال انه متشوق لمعرفة العالم العربي لكن اي دولة عربية لم توجه له دعوه، وقال انا اعرف العرب وذات مرة زرت مركاش بل حتى انني ركبت جمل، هذه العبارات دفعتنا لنسأل الكوريين (لماذا تحبّون ان تزوروا العرب؟) قال معظمهم: نعم نعم نحب ان نزور العرب لنركب على الجمل!!! ولكن الغريب هنا ان معظم الشعب الفلسطيني لم يركب الجمل.