وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

محطات من دورينا

نشر بتاريخ: 04/09/2011 ( آخر تحديث: 05/09/2011 الساعة: 10:14 )
بقلم : صادق الخضور

على بركة الله ابتدأ دوري المحترفين في نسخته الثانية وسط انتقالات سببت خلافات ما يجدر لها أن تتواصل في ظل الطابع الأخوي المفترض أن يحكم العلاقة بين الفرق، ورغم أن بعض الصفقات أشعلت الأزمات إلا أن اللاعبين المتلاعبين ظلوا بمنأى عن كل العقوبات.

غياب يتواصل
حكام الخليل باستثناء حكام يطا غابوا عن الجولة الاستهلالية للدوري بعد أن غابوا عن مباريات كأس المحترفين لتثار تساؤلات حول سبب الغياب، ولعل المانع خيرا .
غياب حكام الخليل يدفعنا للتساؤل: هل غابوا أم غيبّوا ؟ ولماذا؟
مروان وزوز، ورافع ، ونادي، وعثمان، وهاني والقائمة تطول، نتساءل: أين أنتم ؟
نقول هذا ونحن ندرك تماما أن عمل الحكام جميعهم كفيل بتوفير خيارات للمباريات، واعتماد تقييم أداء الحكام معيارا لتواصل حضورهم في المباريات، فحين يقل الحكام تقل فرص المساءلة والتقييم.
بانتظار أن يفصح الحكام عن سبب غيابهم أو أن يفصح القائمون على التحكيم عن سبب تغييبهم!!!!

مصادفة غريبة
تزامن افتتاح دورينا مع انطلاق تصفيات كأس العالم لقارة آسيا التي كنا قاب قوسين أو أدنى من بلوغها، وبالتالي فإن موعد افتتاح الدوري كان يجدر أن يكون فرصة للمراجعة والتقييم الشمولي، وللأسف طغت أخبار انطلاق الدوري على ما عداها، وكأننا في كوكب ثان.
مع انطلاق تصفيات كأس العالم كان يجب التذكير بأننا أضعنا فرصة سانحة لولوج مرحلة المجموعات، وكنا ننتظر أن تكون هناك خطوات عملية لتفعيل واقع المنتخبات الوطنية التي –وحسب علمنا- صدر قرار سابق بإعادة تشكيل أجهزتها الفنية.
في يوم افتتاح الدوري لعبت تايلاند مع استراليا، وكنّا نمنّي النفس بأن نكون نحن الطرف المواجه لأستراليا، لكن الأخطاء الفنية ولعنة النتائج الهزيلة على أرضنا جردتنا من كل طموح.
وصفنا يوم انطلاقة الدوري ب" العيد" مع أنه كان يجب أن يكون بمثابة" تذكير"، واللاعبون الذي أعطوا كل ما لديهم لفرقهم كانوا مطالبين بإبداء القدر ذاته بل وأكثر من التفاني مع المنتخب.
على أية حال، حدث ما حدث، وكان ما كان، والمطلوب أن تكون هناك خطة للاهتمام بالمنتخب حتى لو تكن هناك مناسبات رسمية أو استحقاقات قارية.
نتطلع لأن تكون هناك بطولة لأربعة منتخبات عريقة على أرضنا، والاتحاد بما راكمه من خبرات وعلاقات قادر على جعل الفكرة موضع تنفيذ، وبانتظار أن يتم ضم نجوم جدد للمنتخب، وبانتظار وبانتظار ......

العنف المبالغ فيه ..ليه؟
تساؤل عن سبب العنف والخشونة الزائدة من اللاعبين في أول أسبوع من دورينا، وتساؤلات عن سبب الخشونة المبالغ فيها من لاعبي المنتخب على زملائهم من المنتخب، فهل تعني حدّة التنافس المبالغة في الفعل ورد الفعل؟
لاعبو المنتخب خاصة واللاعبون عموما بحاجة إلى حماية، والحكام مطالبون بالتعامل الحازم مع كل الحالات التي تفوح منها رائحة الإيذاء المتعمد، ولا يوجد مبرر لتواصل هذه الحالة من الشحن الزائد .
أحد المدربين تحدث بجرأة عن وجود انفعال مبالغ فيه لدى لاعبيه معتبرا إياه يندرج في إطار نقص اللياقة الذهنية مؤكدا أنه سيعالج هذه النقطة في قادم الأيام.
أن تشهد مباراة أكثر من عشرين خطأ للاحتكاك والعنف فهذا مؤشر، وأن يخرج لاعبون من لاعبي المنتخب للعلاج وهم يعرجون فهذا دليل، وأن يقتصر رد الحكام على التنبيه الشفهي فهذا قليل.
لا يتعلق الأمر بمواقف إدارات ولا بخطط مدربين، لكنه يتعلق بثقافة لاعبين، وعليهم تقع مسئولية تقديم صورة مشرّفة عن لاعبينا الذي لطالما وحدتهم النوائب والظروف.
للاعبينا نقول: الاحتراف ليس مجرد عقود وآلاف، بل هو كامن في ثقافة الاحتراف، وثقافة الاحتراف تتطلب الالتزام والانضباط والاحترام المتبادل.
الأسبوع الأول حفل ب5 حالات طرد، وهذه نقطة يجدر ألا تمر مرور الكرام.

من الأسبوع الأول لدورينا
- حكم يتعرض للإصابة والسبب هو الجمهور الذي يلقي باللوم دائما على الحكام، فكل تمنيات السلامة للحكم أمين الحلبي الذي لا نشك لحظة في حياديته ومهنيته، وبدلا من التهجم على الحكام كان يجدر القيام بتقييم ذاتي موضوعي للخسارة في حال حدوثها.
- حارسا المنتخب الأول الحالي شبير والسابق الصيداوي حافظا على شباكهما نظيفة، ومن أمامهما خطا دفاع متمرسان شكلا الفارق في مباريات الافتتاح.
- مدرب الثقافي عاقب بعض اللاعبين لتأخرهم عن الالتحاق بالحافلة وهذه هي ثقافة الاحتراف، وفي الوقت الذي نناصر فيه أخذ اللاعبين حقوقهم ننتظر منهم أداء ما عليهم من واجبات. وإدارة واد النيص تعد بمحاسبة لاعبها المطرود نتيجة مبالغته في التعدي على لاعب من الفريق الخصم، موقفان جريئان يستحقان الاحترام.
- ضحايا الأسبوع هم مدربا البيرة والمكبر، واللاعبون المطرودون.
نجم الأسبوع: الجمهور الخليلي الذي أمّ ملعبي دورا والحسين وهو جمهور يبشر برقم قياسي محلي غير مسبوق في الأسبوع الثالث من الدوري إذا ما ظلت المباراة على ملعب دورا، فالجماهير لم تخف مخاوفها من نقل الديربي إلى ملعب غير ذي جمهور كما حدث في الموسمين السابقين.
ملاحظة الأسبوع: إجراء المباريات في التوقيت ذاته يحرم المتابعين من الإطلالة على أكثر من مباراة، ولذا وجب التنبه لهذه النقطة في الأسابيع المقبلة.

كي لا ننسى
** ثمة لاعبون كان بالإمكان ضمهم لمنتخب الناشئين، ويتناقل المتابعون اسم لاعب من أهلي الخليل وآخرين من ثقافي البيرة ورابع من إسلامي قلقيلية كانوا يستحقون الضم لا الظلم، شخصيا تابعت ثقافي البيرة وفي اعتقادي هناك على الأقل لاعبان من هذا الفريق كانا يستحقان الإنصاف.
** دوري المحترفين ب أو الممتازة أ، أو مهما كان اسمه: متى؟ نتساءل عن ذلك، ومجرد الإعلان عن توقيت البدء لن يتسبب إلا في مزيد من الاستعداد الموجّه والمدروس.
** لا زلل الجميع بانتظار الإعلان عن فرق الدرجتين الممتازة والأولى لتعرّف الوضع النهائي للفرق.
** أي إشكال يظهر سواء أتعلق بالجماهير أو الحكام يجدر أن يتم البت فيه بسرعة، وتجربة العام الماضي على هذا الصعيد كانت ناجحة.
** القائمون على الملاعب يستحقون التحية والتقدير، فقد ظلوا في حالة دائبة من العمل المتواصل ولم يحظوا بفترات استراحة نظرا لتواصل المباريات الرسمية والودية.

لمسة وفاء
دائما متيقظ، حنجرته تصدح، لم يتلفظ يوما بإساءة، لم تغيّر السنوات طابعه العاشق لفريقه، ظل وفيّا متابعا مثابرا، ملتزما مناصرا، صبورا بشوشا.
إنه كبير مشجعي العميد أبو أيوب الذي يرمز للوفاء والعطاء، شيخ مشجعّي الفرق، ودرّة الآلاف التي تحتشد على جنبات الملاعب التي لطالما ترنمت على وقع صدى صوته الذي ظل مدويا رغم تتابع السنون .
العميدي أبو أيوب، ومن الأمعري دبدوب، ومن الترجي صاحب الشبابّة والناي، ومن الهلال ثلّة من الأوفياء، وجميل العميد وبهاؤه، وعاشقو الغزلان ممن يؤصلون للوفاء عنوان، والمتيمون ببلاطة، والمغرمون بالثقافيمن أبناء الطبال، والمولعون بالبيرة شيبا وشبانا، وسدنة المكبر من نسور العطاء الساحورية، والقائمة تطول ....كلهم يستحقون التكريم .
تكريم أبو أيوب تكريم لكل هؤلاء، لكل القابضين على جمر الوفاء، لكل الرافضين أن تغدو وجهتتهم مجرد بنود في عقود، كيف لا وهم من أفنوا في حبّ أنديتهم السنوات والعقود.
مبارك التكريم الذي بادرت إليه إدارة العميد، وننتظر أن تحذو بقية الأندية حذو العميد في الوفاء لأبنائها الذين ورثوا الانتماء كابرا عن كابر، فتابعوا وواظبوا، فعبروا عن حبهم بدوام التشجيع وصوت الحناجر.