وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الشيخ إبراهيم صرصور: نستغرب صمتكم إزاء مذابح نظام الأسد في سوريا

نشر بتاريخ: 04/09/2011 ( آخر تحديث: 04/09/2011 الساعة: 22:00 )
القدس -معا- في رسالته إلى الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي ، أبدى الشيخ إبراهيم صرصور رئيس حزب الوحدة العربية/الحركة الإسلامية ، ورئيس القائمة الموحدة والعربية للتغيير ، استغرابه الشديد من صمت الجامعة حيال ما يرتكبه نظام الرئيس السوري الأسد من مذابح وحشية ضد العزل من الشعب السوري في كل أرجاء سوريا ، ودعاه إلى اتخاذ موقف أكثر حزما تجاه نظام البعث القمعي لوقف شلال الدم ، وتحقيق مطالب الشعب السوري العادلة في التغيير الجذري للنظام السياسي ، تمهيدا لإقامة دولة الحريات والعدالة وتداول السلطة السلمي بعيدا عن الاستبداد الذي فرضه ( آل الأسد ) منذ أكثر من أربعة عقود .

وقال" نتابع بقلق شديد ما يرتكبه النظام السوري من مجازر بشعة ضد الشعب السوري ، وصور التعذيب والتنكيل التي يرتكبها الجيش وعصابات ( الشبيحة ) ضد المدنيين الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال ، والتي تزدحم بها وسائل الإعلام والفضائيات على مدار الساعة ، والتي تشكل جزءا بسيطا من الحقيقة التي تعمل أجهزة القمع البعثية على حجبها بكل وسائلها الجهنمية التي فاقت وسائل مثيلاتها في مصر وتونس وليبيا واليمن . لا مبرر مطلقا لهذا الموقف العربي الذي اكتفى حتى الآن ببيانات الشجب والاستنكار ، والمطالبة الخجولة لنظام بشار الأسد بوقف نزيف الدم ، والاستجابة لمطالب الشعب في الإصلاح".

وأضاف " من الواضح لمعاليكم ولكل متابع ومراقب ، أن النظام القمعي في سوريا لن يقبل بأي إصلاح حقيقي يضعه في مرتبة واحدة مع الشعب السوري وفعالياته السياسية ، كما لن يسمح أبدا بتداول للسلطة يمكن أن يؤدي إلى إقصائه عن سدة الحكم في إطار انتخابات حرة وديمقراطية ونزيهة ، خصوصا وانه ما يزال يمسك حتى هذه اللحظة بزمام الأمور ، ويتمتع بدعم الجيش وأجهزة الأمن. نحن على ثقة من خلال متابعاتنا لثورة الشعب السوري من أقصاه إلى أقصاه ، واستعداده غير المسبوق للتضحية بالدم في سبيل اجتثاث نظام الاستبداد ، في أن الشعب ماض في ثورته حتى النصر ، وأنه قد دخل طريق اللاعودة ، وذلك من خلال قناعته الراسخة بأنه على مفترق طريق : أن يكون أو لا يكون ، وقد قرر كما نرى واضحا أن يكون ، مهما كلفه ذلك من ثمن . ".

وأشار إلى أن الأوضاع على ضوء ما ذكرت تعني استمرار شلال الدم ، وسقوط عشرات القتلى يوميا ، وشل الحياة في سوريا ، وتعريض أمنها ووحدتها للخطر إذا ما قرر المجتمع الدولي التدخل عسكريا كما حصل في ليبيا . إن استمرار نظام الأسد في التلويح باللافتات القومية ، والمقاومة والممانعة ، بهدف تبرير جرائمه ضد الشعب السوري ، لم تعد تنطلي على أحد . ففوق ما فيها من زيف بنيوي لا يتفق مع واقع النظام السوري في حمايته للحدود مع إسرائيل والتي عبر عنها الجزار ( ماهر الأسد ) شقيق بشار الأسد مع بداية الثورة ، بشكل لا يقبل تأويلا ، حيث صرح مطمئنا إسرائيل وأمريكا بان استقرار نظامه ، فيه استقرار لإسرائيل ، وهو ذات ( البعبع ) الذي خوفت به أنظمة الاستبداد العربية في مصر وتونس واليمن ولبيبا ، الغرب ، شرعنةً لبقائها في السلطة ،حتى لو كان في بقائها طحنا لكل حقوق الإنسان العربي في الحرية والعدالة والتنمية ،ما دام بقاؤها فيه خدمة للغرب وإسرائيل . " ..

وشدد على أنه : " لم يعد هنالك عربي على وجه الأرض ليقبل بمعادلة أن من لوازم المقاومة والممانعة أن يكون النظام مستبدا دكتاتوريا متسلطا ، لا مكان فيه لغير الحزب الحاكم ، ولا للأحزاب ولا لحرية الصحافة ولا لتداول السلطة ولا للعمل الأهلي ، إلى غير ذلك من لوازم النظام الديمقراطي الحقيقي ، فقد ثبت بان أكثر الأنظمة حماية لأعداء الأمة هي الدكتاتورية ، مهما تشدقت بالشعارات الفارغة ورفعت من اليافطات الزائفة ، وما تجربة نظام البعث في سوريا وفي لبنان والجولان منذ وصوله للسلطة حتى الآن ، إلا نموذجا صارخا لذلك . وعليه فلا خوف على المقاومة ولا على الممانعة إذا سقطت أنظمة الاستبداد ، فالمنطق يقول بأن سلطة انتخبها الشعب ، ونظاما حفظ للشعب حقه في محاسبة قيادته وخلعها حين لضرورة عبر آليات دستورية ومنها الانتخابات الدورية الحرة ، لا بد أن ينحاز دائما إلى خيارات الأمة ، وخياراتها كما هو معروف : استعادة الكرامة الوطنية ، والتحرر من الهيمنة الأجنبية ، والدفاع الشريف عن مقدرات الأمة وأرضها ومقدساتها المغتصبة . "

وأكد الشيخ صرصور في رسالته على أن "بشار الأسد قد اختار الطريق الأمني الوحشي للتعاطي مع مطالب شعبه العادلة ، ولا اعتقد أنه سيعود عن هذا الحل ما لم يجد من يردعه ، وعليه فإن استمرار صمت الجامعة العربية على النحو الذي نرى معناه استمرار شلال الدم ، وفتح الباب أمام التدخلات الأجنبية . من الواضح أن النظام وحده من سيتحمل النتائج الكارثية لاستمرار خياره الأمني ، ولن يتحملها الشعب الذي قرر تغير النظام ، وهذا حقه المشروع بالذات بعد سقوط الآلاف من الشهداء السوريين ، وكذب النظام في كل ما وعد به من إصلاحات زائفة . من أجل ذلك على الجامعة العربية اتخاذ ما يلزم من قرارات بهذا الصدد ، من شأنها أن تجبر النظام السوري على التنحي ، وإلا فالنظام السوري ليس أفضل أبدا من النظام الليبي ، وعلى الباغي تدور الدوائر . "...