|
الطفل محمد سفيرا لـ "Google" بغزة!
نشر بتاريخ: 07/09/2011 ( آخر تحديث: 07/09/2011 الساعة: 17:16 )
غزة- معا- "محمد ما تنسى حقيبة المدرسة" هكذا ذكرته شقيقته التي تقول: "عقله دائماً مشغول وينسى الحقيبة" فالطفل الذي يبلغ 14 عاماً لا يكاد يتذوق طعم النوم ساهراً على أحلامه ومحلقاً في خيالات تكنولوجية وتقنية عالمية بعيدة عن شباك غرفته.
غزة تدلل على أنها يومياً تخلق معجزاتها رغم حصارها برا وبحراً وجوا، هذا الحصار لم يمنع عقول أبنائها عن الإبداع والتحليق في سماء المعرفة. وقد سمع العالم كثيرا عن غزة التي استعمل سكانها الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء وغاز الطهي لتشغيل السيارات وحفر الأنفاق للتزود بالطعام الممنوع عن أطفالهم، أما اليوم فإن العالم يجد كبرى شركات التقنية المعرفية وخبراء الانترنت يطرقون أبواب هذه المدينة المحاصرة ليكونوا على تماس مع عقول شابة وبراعم صغيرة تتفتح لتخلق حلولاً لإشكاليات لم تجد حلاً لها إلا من هذه المدينة الساحلية الضيقة. فقد استطاع الطفل محمد نافذ المدهون ابن الـ 14 ربيعاً فقط أن ينضم لفريق جوجل في قطاع غزة وأن يحل مسابقة برمجية معقدة في زمن قياسي وأن يحل مشكلة تواجه موقع يوتيوب العالمي عبر الجوال وأن يفاجئ طبعاً موفدي جوجل لغزة الذين أهدوه جائزة لطالما حلم بها وراودته نفسه عنها. منذ الصف الدراسي الثالث وعمره لم يكد يبلغ الثمانية أعوام بدأت تظهر مع محمد علامات حب التكنولوجيا التقنية الحديثة وكان قد سبقه شقيقه الأكبر منه 10 اعوام، شاهد محمد شقيقه كيف يستعمل الحاسوب ويصمم المواقع، فألحقه والداه بشركة ميديا سوفت بغزة منذ ذاك العمر، وبدأ العلم لديه يترافق مع هذه الهواية التي تأخذ كثيرا من وقته وتشغله وتشكل له تحدياً مع شيء هو فقط من يعلمه. ومؤخراً سمع محمد عن زيارة مرتقبة لمدربي جوجل لغزة، فأخذ بالتفكير المستمر كيف سيحضر اللقاء وهل سيجد دعوة لذلك، شقيقته رنا تقول:" عشنا ذلك اليوم على أعصابنا نفكر كيف نوفر دعوة حصور اللقاء لشقيقي"، متابعة:" لم نستطع الحصول عليها فشجعناه للذهاب وهناك ذهب وفرحنا كثيرا حين سمعنا بدخوله للمكان وبالمساء عاد بالجائزة التي يحلم بها وكانت فرحتنا عظيمة بنجاحه". |144285|فكيف استطاع محمد دخول مكان اللقاء؟ يقول:" قررت أن أذهب وحين وصلت بقيت أنتظر بالخارج إلى أن قدم شخص أعرفه فتوسط لي ودخلت برفقته وحين بدأ المدربون بالحديث كنت أفهم كل شيء يقولونه كان المكان يعج بالمهندسين والخبراء وأنا الطفل الوحيد بينهم" ويشير إلى أن التدريب دار حول أشياء تقنية حديثة وعن لغة HTML 5 الجديدة وحول جوجل اندرويد وآب انجن وفي أثناء التدريب كان هناك مسابقة حول اللغة الجديدة ومدتها أربع دقائق فكان أحد المهندسين متفوقاً عن نظرائه وقدم الحل ولكن محمدا استطاع حل المسابقة تقريباً في نفس الوقت فشجعه المهندسون على تقديمها لمدربي جوجل الذين فوجئوا بمهارة محمد وبسرعة حله وحينها عرض عليهم بعض أعماله ومواقعه التي يصممها وقدم حلاً إشكالية تصفح يوتيوب على جهاز الجوال فاقتنع المدربون بحله وفورها ضموه لفريق جوجل كأصغر شخص بالفريق وقدموا له جهاز Google Nexus الذي كان يحلم به ويتواصلون معه ويطالبونه بالاستمرار في أفكاره البرمجية الهائلة. يقول محمد أنه يشعر بالنعاس لأنه لا يأخذ حقه بالنوم فيقضي ليله ساهراً يتحدث مع شقيقه الذي يدرس بالخارج عن آخر أحدث البرامج على الانترنت وما صمماه من مواقع. ويحلم هذا الطفل بالدخول إلى عالم جوجل الكبير وأن يكون فرداً منهم وأن يعتمد لديهم كأحد العاملين مثمناً ور والديه ومعلمه الأول الذين شجعوه على ولوج هذا العالم التكنولوجي المعلوماتي الواسع. |