وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

عملية نوعية نادرة في القلب بمستشفى غزة الأوروبي

نشر بتاريخ: 07/09/2011 ( آخر تحديث: 07/09/2011 الساعة: 15:16 )
غزة- معا- شهد قسم القسطرة القلبية في مستشفى غزة الأوروبي نقلة نوعية على طريق التطور والارتقاء المتميز في تقديم الخدمة الطبية المقدمة لمرضى القلب في قطاع غزة.

وتأتي هذه النقلة النوعية بالبدء بإجراء عمليات القسطرة القلبية العلاجية وتركيب الدعامات وفق الوصف الطبي حسب تصنيف الجمعية الأمريكية للقلب المعروف بفئة (C) (B).

وتمكن أطباء مركز القسطرة القلبية بمستشفى غزة الأوروبي بقيادة د.محمد حبيب استشاري ورئيس مركز القسطرة القلبية وبمشاركة كل من د.حسن الزمار استشاري رئيس قسم القلب وأخصائي القلب د.منتصر إسماعيل ود.اياد السعافين ود.وائل حجازى وطاقم التمريض في مركز القسطرة من إجراء قسطرة قلبية بنجاح لمريض عمره 63 عاما يعاني من ضعف في عضلة القلب واحتقان الرئتين بالسوائل وضيق بالتنفس عند بذل أي مجهود وتسارع في ضربات البطين.

وقال الدكتور محمد حبيب أن أثناء إجراء القسطرة القلبية للمريض تبين وجود ناسور بين الشريان التاجي الأيسر المحوري وشرايين القفص الصدري.الأمر الذي يؤدى إلى انتقال جزء كبير من الدم عبر الشريان التاجي إلى شرايين القفص الصدري مباشرة دون أن تستفيد منه عضلة القلب وبالتالي نقص تروية عضلة القلب وضعف عضلة البطين الأيسر، حيث تم إغلاق فوهة هذا الناسور من خلال زرع شبكات مغلفة من داخل الشريان الأيسر المحوري وتم إغلاق هذا الناسور بالكامل وبالتالي أصبح الدم الذي يضخ إلى عضلة القلب لا ينتقل إلى شرايين القفص الصدري وتستفيد منه عضلة القلب بشكل مناسب.

وأوضح أن ناسور الشريان التاجي هو عبارة عن اتصال غير طبيعي بين أحد الشرايين التاجية المغذية لعضلة القلب و أي جزء من الدورة الدموية الرئوية (الشريان أو الوريد الرئوى) أو غرف القلب (الأذين الأيمن أو الأذين الأيسر) أو الأوردة الكبرى (الوريد الأجوف السفلى أو العلوي) أو شرايين القفص الصدري. وان أغلب نواسير الشريان التاجي تكون عادة بين الشريان التاجي الأيمن والدورة الدموية الرئوية.

واشار الى أن ناسور الشريان التاجي نادر جدا حيث تقدر نسبة وجود نواسير الشريان التاجي بنسبة حالة لكل ألف حالة يتم إجراء قسطرة تشخيصية لها وقد تم تعريف هذه الحالة للمرة الأولى في العالم في عام 1908 م. و أجريت أول عملية جراحية ناجحة لإغلاق ناسور الشريان التاجي في العام 1947 م. وبعد ذلك أصبحت جراحة القلب المفتوح هي العلاج الروتيني لعلاج هذه الحالات.

جدير ذكره أن علاج ناسور الشريان التاجي عن طريق القسطرة يعتبر حديث نسبيا وأن أول حالة على مستوى العالم تم فيها استخدام الشبكات المغلفة لإغلاق الناسور كانت في عام 2002م. كما وتشير الأبحاث العلمية الحديثة بأنه إلى ألان لم يتم سوى علاج عدد بسيط من المرضى الذين يعانون من ناسور الشريان التاجي بهذه الطريقة وان العدد لا يتجاوز عشرات الحالات على مستوى العالم.

مع العلم أن معظم نواسير الشريان التاجي صغيرة ، وهي عادة لا تسبب أي مضاعفات ومع ذلك، ممكن أن تكون النواسير كبيرة وتسبب ضعف في عضلة القلب أو ذبحة صدرية أو جلطة قلبية أو تسارع في ضربات البطينين أو حتى الموت المفاجئ.

وهذه هي الحالة الأولى على مستوى الوطن التي يتم فيها إغلاق ناسور الشريان التاجي عن طريق القسطرة وبدون جراحة القلب المفتوح.

من ناحيته أعرب الدكتور عبد اللطيف الحاج مدير عام مستشفى غزة الاوروبى عن سعادته لنجاح الفريق الطبى بقسم القسطرة القلبية لإجراء مثل هذه العمليات المميزة والنوعية التي تأتي فى ظل الحصار ونقص الأدوية والمستلزمات الطبية، مثمنا جهود الأطباء والممرضين وجميع العاملين بالمستشفى.

واشار الى أن في القريب العاجل سيصبح مستشفى غزة الأوروبي مركزا تحويليا تخصصيا يستقبل الحالات الصعبة والحرجة من كافة مناطق قطاع غزة الى جانب دور المستشفى التعليمي الجامعي والتخصصي، مشيدا بدعم وزارة الصحة المقالة وعلى رأسها الوزير الدكتور باسم نعيم المباشر لمستشفى غزة الأوروبي في تطوير وتأهيل الكادر الطبى والفنى لتقديم الخدمة الأفضل للمواطنين.