وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

كرة قدم تصنع دولة...

نشر بتاريخ: 07/09/2011 ( آخر تحديث: 07/09/2011 الساعة: 13:26 )
بقلم: أحرار جبريني

عندما يزحف عشرون الف مشجع في الاسبوع الاول لدوري المحترفين الفلسطيني من كل فج عميق على ارضنا الفلسطينية ليؤازروا مئة واثنين وثلاثين جنديا كرويا اصطفوا في كرنفال الملاعب الفلسطينية الخمس، كأنهم اركان دولة ايلول المرتقبة بمقدرات الشعب الذي يستحق الفرح على ارضه ليسجل دولة رقمها 194 بين الامم ، عندما يلتقي الشمال بالجنوب في عرس كروي يجمع 8000 مشجع لوحده في لقاء شباب الظاهرية ومركز طولكرم خلف كرتنا الفلسطينية متحدين كل الحواجز الاسرائيلية التي تحاول تقطيع اوصال الضفة ، عندما يراهن البعض ان دوري المحترفين هو "موديل " عام واحد فقط وتجربة لتسجل في التاريخ ولا تستمر ، ونفتتح الدوري الثاني بخمسة مباريات حصدت اربعة عشر هدفا في ظل تنافس شريف وحس كروي راق، عند كل هذا وذاك لنا اليوم الحق ان ننحني اجلالا لشعبنا الذي حاصر المستحيل وأصر على ان يكون الشعب الذي قدم الشهداء والاسرى والجرحى ليس بأقل من شعوب المعمورة ، له وطن وله قيادة وله شعب وله انجازات رياضية وثقافية واجتماعية وانسانية نزاحم بها الامم.

حينما رفع الاتحاد الفلسطيني لواء كرتنا عاليا، تسائل بعض المشككين والرجعيين ، ما هو الداعي لكرة القدم لشعب تحت الاحتلال، ولم نرد يومها الكلام بالكلام، بل تركنا عجلة مسيرتنا تسير بسرعة البرق وهمم الرجال، فتقاطر العالم ومسؤوليه الى وطننا ليلعبوا على الارض الفلسطينية وتحت رعاية وتنظيم فلسطيني بامتياز ، والاهم بحماية الامن الفلسطيني وعلى وقع السلام الوطني والعلم الفلسطيني الخفاق في وجه الريح ، فكانت مبارياتنا الدولية من القدس تنطلق وبإسم القدس نسافر فدائيين نحمل راية المنتخب، فعرف العالم ان لشعبنا منظومة متكاملة الابعاد فكل حدث رياضي اضاف للدول التي اعترفت بدولتنا الى حد الان محفزا اضافيا يعزز الفكرة لديهم ان لشعبنا حقا بالحرية والاستقلال ، فكان الامن والامان وحفاوة الاستقبال واللعب النظيف المعطاء والمنافسة الشريفة بين الاقدام ، نعم هكذا هي الشعوب تقاس بحضارتها وانجازاتها ، نعم كنا خير سفير لشعبنا نحمل القضية على اكتاف لاعبينا ونسافر بالكوفية ، نحن اليوم على اعتاب اعتراف الامم بدولتنا ، نفخر باننا كنا حجرا في صرح الدولة العالي، فلم نبالي بالصراخ خلفنا في المكاتب المغلقة ، وانما زرعنا بعرق ابنائنا وحكمة قيادتنا الرياضية بذور الانجاز، فعلى اعتاب دولتنا ومع افتتاح دورينا الثاني، نشكر بالحب كل اللاعبين والفنيين والاداريين، ونثمن اهتمام اعلاميي الوطن الرياضيين الذين واكبونا انجازا بإنجاز ونشكر بالفخر قيادة الاتحاد وطواقمه العاملة ليل نهار وعلى رأسها راعي الرياضة الفلسطينية اللواء جبريل الرجوب ، ونشكر بالامل قيادتنا السياسية والدعم غير المحدود من فخامة الرئيس محمود عباس ودولة رئيس وزرائه سلام فياض، ونشكر بكل الانحناء شعبنا وجماهيرنا حضن كرتنا الدافئ والمعطاء، اذا معا وسويا لأولى الانجازات الرياضية في ظل دولتنا الفلسطينية المعترف فيها دوليا ، لنصفق لمنتخب دولة فلسطين الذي حمل اسم الوطن ليصبح دولة .