وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الدعوة الى حماية المعلومات في ظل التطور التكنولوجي في فلسطين

نشر بتاريخ: 07/09/2011 ( آخر تحديث: 07/09/2011 الساعة: 15:41 )
رام الله – معا - أكد خبراء في مجال تكنولوجيا المعلومات، اليوم الأربعاء، أهمية حماية المعلومات في ظل التطور التكنولوجي الذي تشهده فلسطين والعالم، خصوصا المؤسسات المالية والأمنية والمؤسسات العامة العاملة في الوطن.

جاء ذلك في ختام يوم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الخامس، بعنوان "أمن المعلومات.. التحديات والحلول"، الذي أقامته جمعة القدس المفتوحة، في فندق موفنبيك رام الله.

وأوصى المشاركون بضرورة حماية المعلومات من السرقة والاستخدام غير القانوني، وهو ما التفتت إليه جامعة القدس المفتوحة بالاهتمام بهذا الموضوع من اجل توفير أمن للمعلومات التي تفتقر إليه المؤسسات الفلسطينية.

وأكد المشاركون في المؤتمر على أهمية افتتاح تخصص جامعي في مجال "أمن المعلومات"، وهو ما شرعت به بالفعل جامعة القدس المفتوحة من خلال توقيعها اتفاقية على هامش المؤتمر مع شركة عالمية رائدة في هذا المجال.

وفي افتتاح أعمال المؤتمر، أكد د. يونس عمرو رئيس الجامعة أن تكنولوجيا المعلومات أصبحت تشكل العصب الأساسي في شتى المواضيع، إلى حد استطاعت فيه أن تلعب دوراً أساسياً في مقدرات العديد من الدول، لأنها أصبحت مصدراً غنياً وغزيراً للمعلومات في كافة مناحي الحياة، ونظراً لأن المعلومات التي تنشر عبر الإنترنت وكافة الشبكات المُحَوْسبة الأخرى الأصغر حجماً وامتداداً، تتباين في أهميتها، لذلك أصبح لزاماً علينا أن نضمن توفير هذه المعلومات عبر هذه الوسائل التكنولوجية.

وأضاف: في فلسطين ومن خلال رؤيتنا المتواضعة المكتسبة من واقعنا التكنولوجي في الجامعة، وكثرة الأنظمة التكنولوجية التي نعمل عليها، أصبح لدينا حِسَّاً عملياً وإدراكاً عميقاً لأهمية تأهيل الكادر الذي يعمل لدينا في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تجاه الأمن المعلوماتي.

وأشار د. عمرو إلى ان الجامعة بادرت إلى تخصيص يوم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لهذا العام ليكون مقتصراً على الحديث عن أمن المعلومات، ومحاولةً لتجنيد أكبر عدد من المختصين للالتقاء وتبادل الآراء، للخروج برزمة من التوصيات التي يروْن أنها الأمثل والأكثر خدمةً لقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

وفي خطوة هي الأولى من نوعها على صعيد الوطن، أعلن د. عمرو عن عزم الجامعة افتتاح تخصص في مجال أمن المعلومات يلبي احتياجات مجتمعنا ومؤسساتنا لهذا الموضوع.

بدوره، أكد مستشار الرئيس لشؤون الاتصالات وتكنولوجيات المعلومات د. صبري صيدم، أن الانترنت ومحيط المعلومات التي نعيش فيها عبارة عن فضيحة كبيرة، لأن العالم مفتوح بكامل تفاصيله، والآن الجميع يتحدث عن مشاعره وعواطفه ويشاركون الناس في كثير من التفاصيل.

وأشار إلى أن المعلومات التي باتت موجودة ومتاحة تؤكد أهمية ضبط هذه المعلومات والسيطرة عليها وإحكام تبادلها عبر ضوابط آلية وفنية وتقنية وأخلاقية لهذه العملية، وأكد أنه لا يوجد في علم الانترنت أمنا مطلقا لأن كل شيء له نقيضه، منوها إلى أن كثير من الشركات تقوم باستهداف البرامج لإنتاج مضادات لها وتسير العجلة، ولكن بعيدا عن هذا العالم أقول هنيئا لجامعة القدس التي اختارت هذا الموضوع لأن العالم يدور في فلك التكنولوجيا دون ان يقتحم تفاصيلها، والمستقبل اليوم هو لتخصص أمن المعلومات، وهذه المؤتمرات تسهم في تطوير الكفاءات الفلسطينية لتكون فائدة كبيرة وعظيم تعود على أبنائنا في مختلف أماكن تواجدهم.

وأكد وكيل وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فلوريد زوربا أن الوزارة دأبت على التواصل مع القطاع الاكاديمي وأن هذا اللقاء هو دليل واضح على المشاركة والتعاون بين القطاعين الأكاديمي والخاص والعام.

وأشار إلى أن الوزارة تعمل على تطوير قطاع تكنولوجيا المعلومات في هذا الإطار قامت بتطوير الشبكة الالكترونية الحكومية، وتعمل على تنظيم قطاع الاتصالات الوزارة عبر إقرار قانون خاص بذلك.

وأشار إلى المؤتمر الحالي هو رافد قوي لتنمية وتوسيع الخبرات الوطنية في مجال أمن المعلومات، والوزارة تتطلع أن يسفر هذا المؤتمر للوصول إلى رؤية أوضح تدعم ما تم إنجازه في هذا المجال.

من جانبه، قال مدير عام شركة حلول حسن مصطفى، إحدى شركات مجموعة الاتصالات إن "موضوع أمن المعلومات التي نوقش في المؤتمر هو من أهم المواضيع في عمل تكنولوجيا المعلومات، لان التكنولوجيا هي أهم ما يحرك حياتنا في مختلف أماكن توجدنا".

وأشار إلى أن مجموعة الاتصالات تعمل على استخدام أحدث المعلومات التكنولوجية لحماية بيانات مستخدميها بتكلفة تتجاوز 3 ملايين دولار، داعيا مختلف الجامعات الفلسطينية لان تقوم بالدور المطلوب منها على اكمل وجه كما تفعل القدس المفتوحة.

من جانبه، أكد حسن قاسم رئيس مجلس اتحاد شركات أنظمة المعلومات "بيتا"، خلال مداخلته في الجلسة الافتتاحية أن المؤسسات المختلفة في الوطن أصبحت بحاجة ماسة في المرحلة الحالية والمرحلة المقبل إلى أمن المعلومات، لان المعلومة لم تعد مقتصر داخل الشرطة بل أًبحت متداولة لدى الجميع.

وقال قاسم: سابقا كانت الفكرة تتحدث عن أمن المعلومات في داخل المؤسسة ومستويات المستخدمين فيها محدودة، حاليا أصبحنا نتحدث عن نظام التشغيل وقواعد البيانات، وبالتالي إمكانية السيطرة على المعلومة كانت سهلة إلى حد ما، الآن هذا أصبح بالاستخدامات الحديثة لم تعد الملومة داخل المؤسسة بل أًبحت متاحة للجميع وأصبح أمن المعلومات جزء من الحل وجزء أساسي في الحفاظ على السرية في المجتمع بدونها لا يمكن العمل.

من جانبه، أكد عماد الهودلي مساعد رئيس جامعة القدس المفتوحة ومدير مركز تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فيها، على اهمية أمن المعلومات في ظل تطور العلم والتكنولوجيا ووسائل تخزين المعلومات وتبادلها، حيث ازدادت الهجمات على بنوك المعلومات الخاصة بمؤسسات القطاع العام وقطاع التعليم العالي والقطاع الخاص والمؤسسات الأمنية، والمصرفية، وتحولت من حالات مزعجة إلى حالات ضارة، لذلك فأمن المعلومات أصبح ضرورة أساسية في هذه الفترة في فلسطين.

وأضاف "مجتمعنا يواجه الآن أكبر التحديات التي تعترض مجال أمن المعلومات في فلسطين ألا وهو الإحتلال الإسرائيلي الذي يفرض علينا القيام بمزيدٍ من الإجراءات الإضافية على ما هو متبع في الدول المستقلة لضمان الحفاظ على المعلومات وأمنها ومستخدميها، ولهذا السبب بادرت جامعة القدس المفتوحة من خلال مركز تكنولوجيا المعلومات والاتصالات إلى تعزيز هذه الثقافة وبناء جسور التعاون المشترك بين مختلف مؤسسات القطاع العام والخاص ومع الشركات الدولية الرائدة في مجال أمن المعلومات، حيث تجسد ذلك من خلال توقيع اتفاقيات تعاون مشترك مع شركات القطاع الخاص كشركة Ultimate التي تمخض عنها مشروع مشترك لحوسبة أعمال وزارة الداخلية وشركة Mile2 العالمية، والتي أصبحت الجامعة بموجبها الوكيل الحصري والوحيد لتقديم خدمات تدريبية في مجال أمن المعلومات، وكذلك اتفاقية جديدة خلال المؤتمر مع شركة محلية رائدة في مجال أمن المعلومات وحمايتها وهي شركة (IT Security C&T)، من أجل تعزيز التعاون المشترك في نشر الوعي بأمن المعلومات وحمايتها، وإعداد خطة لفتح تخصص جديد في أمن المعلومات والذي سيكون الأول من نوعه على مستوى الجامعات الوطنية".

وجرى على هامش اليوم، توقيع اتفاقية تعاون استراتيجي بين الجامعة وشركة IT security C&T. ووقع الاتفاقية عن الجامعة م. عماد الهودلي مساعد رئيس الجامعة لشؤون تكنولوجيا المعلومات والاتصالات –مدير مركز تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التابع للجامعة، وعن IT security c&T أ. منتصر بدير مدير عام الشركة.

وتنص الاتفاقية على تبادل الخبرات بين الطرفية في مجال أمن المعلومات وحمايتها، بالإضافة إلى التعاون لتعزيز ونشر الوعي بأمن المعلومات وحمايتها في المؤسسات الفلسطينية.

وتؤكد الاتفاقية على التعاون لإعداد خطة لفتح تخصص جديد "الأول من نوعه في الجامعات الفلسطينية" في مجال أمن المعلومات وحمايتها في برنامج التكنولوجيا والعلوم التطبيقية.