وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

لماذا هاجم وزير الدفاع الامريكي نتنياهو ووصفه بناكر الجميل؟

نشر بتاريخ: 07/09/2011 ( آخر تحديث: 07/09/2011 الساعة: 20:13 )
بيت لحم- معا- ما هي خلفيات الازمة التي شهدتها العلاقات الامنية الامريكية الاسرائيلية على مدى الاشهر الماضية ؟ ولماذا وصف ويزير الدفاع الامريكي السابق روبرت غيتس رئيس الوزراء الاسرائيلي بناكر الجميل والخطر على اسرائيل؟ اسئلة حاولت جميع الصحف الاسرائيلية الصادرة اليوم " الاربعاء" الاجابة عليها بعد هجوم الوزير الامريكي غير المسبوق .

ونقلت الصحف عن ما وصفته بالموظف الاسرائيلي الكبير قوله بان الازمة تفجرت خلال اجتماع ضم غيتس ونتنياهو في حزيران 2010 في العاصمة الامريكية واشنطن حيث شن نتنياهو هجوما قويا على الوزير الامريكي بحجة ان البنتاغون قرر تزويد السعودية ولبنان بالاسلحة متناسيا ان الادارة الامريكية قررت مقابل هذه الخطوة تعويض اسرائيل من خلال تزويدها بأسلحة اكثر تطورا من تلك المقرر تسليمها للمملكة السعودية ولبنان .

واتهم نتنياهو خلال الاجتماع المذكور وزارة الدفاع الامريكية بخرق الاتفاقيات الموقعه بين الدولتين والمتعلقة بقضية تزويد السعودية ولبنان بالاسلحة الامر الذي اشعر الوزير الامريكي بالاهانة الشديدة خاصة حين اتهمه نتنياهو بعدم الالتزام باتفاقية الحفاظ على التفوق النوعي الاسرائيلي من خلال قراره تزويد السعودية بطائرات اف 15 .

واضاف الموظف الكبير الذي كان على علاقة وثيقة في تلك الفترة بتنسيق العلاقات الامنية والعسكرية بين اسرائيل وامريكا بان وزير الدفاع الامريكي غيتس الذي صدم من حدة الهجوم رد على نتنياهو بغضب شديد خاصة وانه لم يفهم سبب الهجوم بعد ان اتفق مع نظيره الاسرائيلي باراك الذي التقاه قبل الاجتماع المتفجر بأسبوعيين واجمل معه كافة المواضيع المطروحة .

ووصف الموظف الكبير اجواء الاجتماع المذكور بالمتوترة جدا مؤكدا ان الوزير الامريكي خرج منها بشعور عميق بالاهانة لدرجة ان مستشاره الخاص ووزارة الخارجية الامريكية والبيت الابيض اتصلوا بالسفير الاسرائيلي في واشنطن وكذلك بوزارة الجيش الاسرائيلية ليعربوا عن استهجانهم وغضبهم من هجوم نتنياهو والاسئلة التي وجهها والادعاءات التي تلفظ بها سائليين نظرائهم الاسرائيليين " هل نتنياهو لا يعلم شيئا عن الاتفاقيات التي توصلنا اليها بهذا الشان؟!" .

واضافت الصحيفة ان مسؤول كبير في المؤسسة الامنية الاسرائيلية وموظفين كبار في الادارة الامريكية اكدوا صحة ما تناقلته وسائل الاعلام عن فحوى الاجتماع الذي فجر الازمة وقال موظفون كانوا على علاقة بالامر في حينه بان نتنياهو لم يكن مطلعا كما يجب على جزءا من الاتفاقيات المبرمة مع الادارة الامريكية .

وقال مصدر اسرائيلي رفيع ان السكرتير العسكري لنتنياهو في تلك الفترة الجنرال يوحنان لوكر لم يسلم نتنياهو ورقة المواقف الخاصة بالموضوع و التي وضعتها وزارة الجيش والجيش ذاته بل زودته بمعلومات خاطئة فيما قال مصدر اخر ":ان نتنياهو لم يتفق حينها مع موقف وزير الجيش باراك الذي اتخذ مواقفا اكثر مرونه فيما يتعلق بمبيعات الاسلحة الامريكية للسعودية ولبنان .

وعلى كل حال ومهما اختلفت التفاصيل القت الازمة التي تفجرت خلال اللقاء المذكور بظلالها القاتمة على منظومة العلاقات التي تربط وزارة الدفاع الامريكية " البنتاغون" ووزارة الجيش الاسرائيلية والجيش الاسرائيلي تلك العلاقات التي كانت حتى الاجتماع توصف بالوثيقة جدا وربما الاكثر قربا وحميمية في تاريخ العلاقات بين الطرفين حيث اعتقد غيتس ومسؤولي البنتاغون ان نتنياهو تعمد افتعال مواجهة معهم وذلك لتبرير انسحابه من التفاهمات الامنية التي تحققت بين اسرائيل الولايات المتحدة .

ووفقا للصحيفة امتدت الازمة لشهريين كاملين الى ان وصل باراك واشنطن في زيارة رسمية في ايلول 2010 حيث التقى بوزير الدفاع الامريكي واوضح له بان الحديث يدور عن سوء فهم فقط وان اسرائيل معنية بالعودة الى منظومة العلاقات السليمة مع البنتاغون .