وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

فلسطين تشارك بورشة عمل حول قدرة المجتمعات لمواجهة الكوارث في إسبانبا

نشر بتاريخ: 08/09/2011 ( آخر تحديث: 08/09/2011 الساعة: 12:29 )
رام الله -معا- يشارك وفد منظمة الحماية المدينة الدفاع المدني الفلسطيني بورشة عمل في إسبانيا لمدة خمسة أيام حول الوقاية من الكوارث الطبيعية والناتجة عن النشاط البشري والإستعداد والإستجابة لها من خلال قدرة المجتمعات على المواجهة أثناء وبعد وقوعها .

وذكر تقرير لإدارة العلاقات العامة والإنسانية في الدفاع المدني أن وفداً من المديرية يضم العقيد محمد البيروتي مساعد مدير عام الدفاع المدني والملازم اول مهندس جمانة جاغوب يشاركان في ورشة العمل في مدينة مدريد إلى جانب 40 خبيرًا من العاملين في هيئات الحماية المدنية الوطنية، والمنظمات الدولية، والمؤسسات الأهلية في 13 دولة من الدول الأعضاء في البرنامج في منطقة البحر المتوسط والبلقان.

وتقوم السيدة ماريا فيكتوريا يجونيا سانشيز، مديرة هيئة الحماية المدنية الإسبانية بافتتاح ورشة العمل في حضور السيد فرانسيسكو فونسيكا موريو، رئيس بعثة المفوضية الأوروبية في أسبانيا وتركّز على ما يمكن للمجتمعات القيام به من أجل حماية أنفسها من مخاطر الكوارث، وكيف يمكنها الحفاظ على الوظائف والترتيبات الأساسية أثناء وقوع كارثة، ثم التعافي منها.

وأضاف التقرير أن ورشة العمل التدريبية تهدف إلى تقديم ومناقشة وسيلة جديدة للتعامل مع مخاطر الكوارث وفقًا لمفهوم المواجهة المجتمعية للكوارث. وبشكل عام، يُقصد بمواجهة الكوارث: القدرة على امتصاص الخطورة أو القوى المدمرة عبر مقاومة الكوارث أو التأقلم معها. ويأخذ على سبيل المثال، الوصف الذي أطلقته قناة الجزيرة الفضائية على التي المتظاهرين المصريين المؤيدين للديمقراطية، الذين واصلوا مؤخرًا تحدي حظر التجوُّل، وتجمعوا في ميدان التحرير، وساعدوا بعضهم البعض فيما يتعلق بالطعام والأمن والمساعدة الطبية "استدامة القدرة على المواجهة".

وتتناول الورشة ما يتعلق بالكوارث، فإن المواجهة المجتمعية هي قدرة مجموعة من الناس يعيشون في نفس المنطقة ويواجهون نفس المخاطر، ويعملون على مقاومتها وامتصاصها، والتعافي من التأثيرات الناجمة عنها بطريقة فعَّالة وفي الوقت المناسب. ولنضرب مثالاً ثانيًا: تُعتبر المدن اليابانية، ومدن ولاية كاليفورنيا أكثر مقاومة للزلازل عن مدن هاييتي والمدن الإيطالية، حيث لم يتم تسجيل سوى بعض الأضرار البسيطة والضحايا القليلة بعد حدوث أنواعًا قوية من الزلازل، ويرجع السبب، من بين أسباب أخرى، في ذلك إلى قوانين البناء الفعَّالة المتوافقة مع المخاطر، وإلى خطط إدارة الطوارئ الفعَّالة، وإلى البنية التحتية المقاومة للمخاطر.

ومن جهتهم يستعرض المشاركون على مدار الأيام الخمسة لورشة العمل التدريبية التي ينظمها برنامج الأورومتوسطي PPRD South الجوانب المختلفة لمواجهة الكوارث، التي تعزز وتدعم قدرة المجتمع على الاستجابة للكوارث والتعافي منها عبر استخدام مواردها الخاصة في الغالب. ولكن، كيف يمكن بناء القدرة المجتمعية على مواجهة الكوارث؟ يكمن الدرس الذي يجب تعلمّه في وضع آليات لمشاركة المجتمع في صنع القرار؛ في إجراء تقييم للمخاطر على المستوى المجتمعي بهدف تكوين صورة شاملة لكافة أنواع الأخطار والمخاطر التي تواجه المجتمع؛ إعداد خططًا مجتمعية مناسبة لمواجه الكوارث؛ مساعدة السكان في فهم المخاطر بشكل أفضل من خلال الوسائل التعليمية، والتوعية العامة، ومشاركة المعلومات؛ إنشاء إدارة مناسبة للمخاطر، وإعداد سياسات للحد من التعرض لمخاطر الكوارث بحيث تغطي، على سبيل المثال، إدارة البيئة واستخدام الأراضي، وإدارة الصحة، والحماية الاجتماعية، وتوفير سبل عيش مستدامة؛ إنشاء شبكات من المتطوعين في مجال الحماية المدنية بحيث يمكن أن تساعد في إعداد خطط الطوارئ وتنفيذها.

وذكر تقرير لمنظمة الحماية المدنية تُقدر خسائر الاقتصاد العالمي، وفقًا لدراسة أعدتها الشركة السويسرية لإعادة التأمين Swiss Re، بسبب الكوارث الطبيعية والناتجة عن النشاط البشري خلال عام 2010 بمبلغ 170 مليار يورو، أكثر من ثلاثة أضعاف مبلغ 50 مليار يورو خسارة في عام 2009. وقد لقي نحو 304.000 شخص حتفهم جرَّاء هذه الكوارث في عام 2010، الأمر الذي جعل عام 2010 الأسوأ من حيث عدد الوفيات منذ عام 1976. وقد حدثت بعض الكوارث التي تعتبر من أسوأ الكوارث في الدول النامية، مثل زلزال يناير 2010 في هاييتي الذي خلَّف وراءه عددًا من الوفيات يُقدر بنحو 222.570 شخص. حيث لم تكن هاييتي تأخذ قضايا مواجهة الكوارث والتنمية المستدامة في عين الاعتبار.