وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

كتب المحرر السياسي: قراءة في "فنجان" ايلول...؟!

نشر بتاريخ: 11/09/2011 ( آخر تحديث: 11/09/2011 الساعة: 23:21 )
بيت لحم- معا- كتب ابراهيم ملحم- محمولين على كل ذرة تراب، وكل قطرة دم، على آلام الجرحى، وعذابات الاسرى على الاشعار والاناشيد، والاغنيات والذكريات والاحلام الجميلة لاطفالنا واطفال العالم اجمع على الامال العريضة والتطلعات الواسعة، نذهب الى المكان الذي ملأ الدنيا وشغل الناس محراب المعذبين في الارض وقبلة الساعين الى الحرية والانعتاق من الظلم والقهر والاستبداد.

نذهب الى ايلول ونحن اكثر ما نكون عزما ويقينا وتصميما بتحقيق ما ضحت من اجله الاجيال نتنكب درب الجلجلة غير عابئين ببريق السيوف ولا بلمعان الذهب، لاتخدعنا وعود ولا يرهبنا وعيد.

هو شهر ليس كغيره من الشهور، مضرجة ايامه بالدماء والدموع، مكتظة بمشاعر التطير من احداث ومنعرجات وذكريات، لم تسقط بعد من ذاكرة احد.

هي ايام معدودات، فيعلن عن النبا العاجل العظيم فلسطين "194" ... ايام تتزايد فيها الضغوطات، وتزدحم الطرقات بالمسيرات، وتتعالى الصرخات، وتلهج فيه الالسن وتضرع الاكف بالدعوات.

تقول قارئة الفنجان: امامنا طريق طويل طويل فيه عقبات ومنعرجات، فيه تهديدات، ومغريات .. فيه من المؤيدين والداعمين مثلما فيه من المثبطين والمتولين يوم الزحف والظانين ظن السوء ..سندخل بناية من زجاج تحفها اعلام ونهر ...إذا الـنـجومُ تراءت في جوانبها لـيـلاً حـسـبـتَ سماءً رُكّبتْ فيها".

|144909|


هنا يلوح امامنا دربان طويلان يقودنا الاول الى بهو ينتصب فيه طائر يبدو كما لو انه نهض للتو من تحت الرماد، تنتظم امامه بخشوع مقاعد خشبية مغطاة بجلد داكن طاعن في القدم كأنها بقية من ذي يزن تحكي تاريخ الامم، جلس عليها قادة وعقدت قمم، وشرعت فيها حقوق واقيمت دول.


|144906|

هنا في هذه القاعة ينهض شبح تهابه الامم، يغلق الابواب، يصادر الحقوق،ويثبط العزائم والهمم، فندلف الى بهو فسيح تنهض بين يديه جداريتان كبيرتان جميلتان، تتدثران بعباءة من نور، تحت اعطافها تلتئم شعوب،وتسن شرائع،وقوانين،وتصاغ قيم...هنا نعتلي منبرا نلقي خطابا، ويرتفع علم، وتصفق لنا من بعد الامم.

|144907|