المنتخب الوطني.. وحرق المراحل

بقلم: بدر مكي

كان احد الزملاء الاعلاميين الاعزاء قد رفض سياسة حرق المراحل التي مارسها اتحاد اللعبة على ارض الواقع من خلال تقليص عدد الاندية بالطريقة التي اتبعها، الى ان وصلنا الى العدد عشرة من اندية المحترفين.. وعدد آخر من التصنيفات الاخرى.. ولا ادري لماذا هذا الرأي لزميلي الاعلامي.. رغم احترامي لهذا الرأي والاجتهاد.. ولكني اقول.. ان حرق المراحل في المسابقات التي جرت.. قد أتت أكلها.. واصبح للدوري طعم.. بهذا العدد.. وادى الى زحف الجماهير خلف فرقها وانتظار مبارياتها بشغف.. كما ساهم في تطور نسبي في كرتنا المحلية.. وان كان لذلك بعض المحاذير.. ولكن هذه المحاذير لن تقاس ابدا بفكرة تقليص عدد الاندية.. التي اصبحت حقيقة واقعة تحسب للاتحاد.. ناهيك عن تثبيت الملعب البيتي لمنتخبنا الوطني.. وما دام الحديث يجرنا جرا للمنتخب الوطني.. فاجتهادي ينصب على ضرورة الاهتمام به بطريقة تساهم في تحليق هذا المنتخب في المحافل العربية والاقليمية.. وهذا الاهتمام الذي اتحدث عنه.. ويعزز فكرة حرق المراحل بخصوص الوطني.. وذلك بضرورة الاستعانة باللاعبين الفلسطينيين في مختلف مواقع الشتات وخاصة الاوروبي والعربي واللاتيني.. وحيث ان امتداد شعبنا في مختلف القارات نتيجة النكبة والنكسة والهجرة.. فإنني اعتقد بأن استدعاء اكبر عدد ممكن من لاعبينا المهاجرين والزج بهم لتمثيل بلدهم في المحافل المذكورة.. سيساهم في تطوير مستوى منتخبنا الوطني.. والذي يعزز هذه الفكرة ان عديد الدول تسعى للاستفادة من لاعبيها المحترفين في الخارج.. بل وان البعض الآخر يحاول استقطاب لاعبين للمنتخبات عبر ما يعرف بالتجنيس.. وحيث ان لدينا عشرات اللاعبين الذين يشاركون في البطولات العالمية وعلى اختلاف درجاتها.. فإنه من الضروري ان يكونوا جاهزين لتلبية نداء الوطن.. وهؤلاء اللاعبون.. مع اقرانهم من لاعبي دوري المحترفين في بلادنا.. يكونون نواة لمنتخب وطني قادر على مجاراة منتخبات الاشقاء والاصدقاء.

وانا على يقين بأن الاتحاد يعي تماما ان منتخب قوي قادر على تحقيق الانتصارات هو في سلم اولوياته.. لاننا على الصعيد المحلي.. فقد نجح الاتحاد في مسابقاته وبطولاته.. ويبقى ان يكون امتدادنا نحو الخارج.. واحسب ان هذا المنتخب سيكون مطلوبا لاجراء مقابلات معه في كل زمان ومكان.. وان فكرة استقدام منتخب عالمي كما اعلن عنها الاخ جبريل الرجوب.. تحتاج الى منتخب قادر على الصمود والمواجهة بندية امام المنتخبات الاخرى.

ولذا.. فمنتخب فلسطيني من ابناء جلدتنا في الشتات والداخل سيؤدي بالضرورة الى حرق عديد المراحل.. نحو الوصول الى المحافل الاقليمية والقارية.. وهذا ما نتمناه.. لاننا سندخل تصفيات كأس العالم.. ولندخلها بقوة.. كما يفعل محيطنا العربي القريب.. الذي استدعى محترفيه لدى العرب.. وها هو يحقق الانتصارات.. التي نأمل ان نكون جزءا منها.. وليس شاهدا عليها فقط.