وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

تقرير- سبتمبر استراحة محارب أم استراحة مفاوض ؟

نشر بتاريخ: 10/09/2011 ( آخر تحديث: 11/09/2011 الساعة: 13:21 )
بيت جالا- تقرير معا- نظم النادي الأرثوذكسي العربي في بيت جالا ندوة سياسية شارك فيها عدد من أبرز القادة تحت عنوان "سبتمبر استراحة مفاوض أم استراتيجية جديدة" ؟

وتحدث رئيس النادي خضر أبو عبارة عارضاً امام الحضور جملة من التساؤلات والإستفسارات التي تتعلق بالذهاب إلى الأمم المتحدة وما بعد سبتمبر، وقد جلس على المنصة الدكتور محمد شتية عضو اللجنة المركزية في حركة فتح وعبد الرحيم ملوح الأمين العام المساعد للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وبسام الصالحي امين عام حزب الشعب والدكتور مصطفى البرغوثي امين عام المبادرة الفلسطينية فيما أدار الندوة الإعلامي الدكتور ناصر اللحام.

|144893|وفي استهلاله للندوة تساءل اللحام إذا كانت عملية اقتحام السفارة الإسرائيلية في القاهرة بداية لمرحلة جديدة وإيذاناً بإنتهاء مرحلة اللا سلم واللا حرب التي استفادت منها اسرائيل منذ حرب 1973. قائلاً: إن ذهابنا إلى الأمم المتحدة وحصولنا على دولة أو حصولنا على فيتو سيكون بداية عصر جديد في التعامل مع الإحتلال ومع انفسنا ومع الثورات العربية ومع راعي المفاوضات.

|144828|د.محمد اشتية كشف للجمهور ان الرئيس اكد اليوم على اننا ذاهبون إلى الأمم المتحدة ولا رجعة إطلاقاً عن هذه الخطوة، موضحاً أن منظمة التحرير بإعتبارها ممثل الشعب الفلسطيني تمثل سيادةً معنويةً على الشعب اما الدولة فتعني سيادة على الجغرافيا وإن المصلحة الفلسطينية تقتضي أن يكون من اهم اولوياتنا ترسيم منظور استراتيجي جديد فنحن ذاهبون لسحب اعترافٍ دولي وبعد سبتمبر أي في الأول من اكتوبر سنبدأ في الدعوة والإعداد لمؤتمر دولي لمعالجة قضايا الحل النهائي.

أما بسام الصالحي فقال: إن حزب الشعب طالما دعا القيادة للذهاب إلى الأمم المتحدة للخروج من دائرة المفاوضات المتعثرة وكسر الإحتكار الأمريكي للمفاوضات والتي كان واضحاً انها لن تنجح وقال الصالحي إن الربيع الفلسطيني قادم وما حدث ضد السفارة الإسرائيلية في القاهرة يؤكد ان اسرائيل سوف يتم عزلها في العالم لتعرف انها ليست فوق القانون الدولي.
|144827|
وتحدث لاحقاً عبد الرحيم ملوح، فقال: إنني اعلن من هنا من بيت جالا أن الجبهة الشعبية مع الذهاب إلى الأمم المتحدة وسنكون في هذه المعركة من بدايتها إلى نهايتها ونحن نعتقد الآن أن خطوة التوجه إلى الأمم المتحدة ونقل ملف المفاوضات اليها إنما هو تصويبٌ لمسارٍ سياسي وخطأ قديم عمره 20 عاماً من المفاوضات المنفردة مع اسرائيل.

ثم أكد ملوح ( أبو شريف): غير مسموحٍ لنا إذا كنا اوفياء أن نخذل المواطن المصري أو التونسي او السوري او الليبي او الإماراتي واقول من هنا من بيت جالا ان مسؤوليتنا ان نرفع سقفنا إلى اعلى حدود.

ورداً على ملاحظة اللحام بأن الشعب موحد والقيادة غير موحدة أوضح ملوح أنه لا غنى عن وحدة القوى السياسية حتى لو كان الشعب موحداً ثم استدرك أنه آن الأوان أن نسأل من هو المسؤول عن تعطيل اتفاق المصالحة الذي ابرم في ابريل الماضي .وهل كان هذا اتفاق مصالحة ام اتفاق على تعطيل الإتفاق ؟

وقال ملوح سنشد السواعد لبناء دولتنا وتحقيق ديمقراطيتنا ونصيح مرة أخرى إن مشكلتنا مع الإحتلال ومع راعي الإحتلال في الإدارة الأمريكية وسنقول بعد ايلول إننا ضد عودة المفاوضات المباشرة مع اسرائيل فإن هذه المفاوضات مرفوضة من الأساس.

د. مصطفى البرغوثي كان اكثر تفصيلاً واشار إلى ان هناك 4 مدارس سياسية فلسطينية تجاه سبتمبر:

اولاً: من يرفض الذهاب إلى الأمم المتحدة وهو خائف على اوسلو ومصالحه في اوسلو وهو رفضٌ غير مشروع من وجهة نظره.
ثانياً: من يرفض الذهاب إلى الأمم المتحدة خشية على مصالح الشعب الفلسطيني مثل : كرمة النابلسي وغيرها وهو رفضٌ مشروع وحريص.
ثالثاً: من يؤيد الذهاب إلى الأمم المتحدة لتحسين شروط التفاوض وانا أقول له إن اسرائيل لا تريد التفاوض على دولة.
رابعاً: من يريد الذهاب إلى الأمم المتحدة كبداية استراتيجية جديدة بدلاً عن اوسلو وانا أرى هذا التيار هو الأكثر صحة.
ودعا مصطفى البرغوثي لإستعادة الوحدة الوطنية واتمام المصالحة وتعزيز المقاومة الشعبية وتكثيف التضامن لفرض عقوبات على اسرائيل واعتماد سياسة اقتصادية تعزز الصمود قائلاً إن أخطر المؤامرات ضد القضية الفلسطينية الآن هو اقتراح دولة مؤقتة على 40% من أراضي الضفة

وبعد أن تحدث القادة الأربعة عرض الدكتور نبيل كوكلي نتائج استطلاع رأي مكون من 11 سؤال - سننشر نتائجه الكاملة - ورد من خلاله أن 59% من الجمهور الفلسطينية يؤيد العودة إلى المفاوضات فيما 35% يؤيد الذهاب إلى الأمم المتحدة وبحسب كوكلي فإن 48% يعارض تظاهرات سلمية مقابل 41% يؤيدونها وفي ذات الأرقام إن 49% من الفلسطينيين يطلبون من الرئيس ان يبذل جهداً اكبر ويرى 27% فقط أنه يعمل بما فيه الكفاية مقابل 17% يرون انه لا يعمل من اجل الدولة , وواصل كوكلي يطرح الأرقام التي اثارت استغراب الجمهور أن 57% يؤيد أن لا يذهب الرئيس إلى الأمم المتحدة إذا طلبت منه امريكا ذلك ورغم ذلك يرى 45% أن فلسطين ستصبح عضوا في الأمم المتحدة مقابل 35% لا يرون اننا سنأخذ عضوية و 13% اجابوا لا اعرف.

وبعد ذلك جرى فتح المجال للجمهور للسؤال وبدا يوسف الشرقاوي غاضباً وهو يدعو إلى عقد جلسةٍ إدارية إلى المجلس التشريعي لمساءلة الحكومة حول الإيرادات والمصروفات واعتبر أن جُل مصائبنا سببها إتفاقية اوسلو التي تضمنت التنسيق الأمني ومنح الجلاد شرعيةً على أرضنا , ثم تحدث المحامي عبد الله ابو عيد مداخلة تخصصية تبعه دكتور لؤي زعول عن حق العودة والدكتور مازن قمصية عن دور الجمهور في هذه المعركة.

ومن بين الذين طرحو اسئلة ومداخلات: احمد صلاح الذي سأل عن ازمة الشرعية والدكتور بسام مدير الجامعة الأهلية الذي سأل عن الصلة بين الربيع العربي وسبتمبر وتساءل متى يكون الربيع الفلسطيني ثم قامت متضامنة من المكسيك بسؤال القادة عما بعد سبتمبر تبعها باسم صبيح من مؤسسة بديل وبلال السويطي وسامي شاهين من مخيم الدهيشة والمحامي سامي الحذوة والباحث سالم ابو هواش.

وقد لفت الإنتباه أن الجمهور قلقٌ ومتشككٌ تجاه المستقبل وهو ما اعتبره بسام الصالحي قلقٌ مشروع ووصفه ملوح بأنه وعي سياسي وقال الصالحي إذا أردتم ان تغيروا الإستراتيجية عليكم ان تغيرو القيادة اولاً فلا يمكن نحن كما نحن وأن يتغير الشعب لوحده.

أما ملوح فرد على اسألة الجمهور بالقول: هنا وطن ونحن نبني دولة هنا وطمئن الجمهور قائلاً (حق لا يستبدل بحق) , داعياً القيادة لمواصلة التحرك السياسي في العالم وداعياً الناس للصمود وأن لا ينسوا اننا لا نزال في مرحلة التحرر التي لم تنجز اهدافها.

أما مصطفى البرغوثي فرد على اسألة الحضور بشكل موجز قائلاً : إن الأمم المتحدة لا تختلف عن غيرها من المؤسسات وتخضع لموازين القوى وإذا اردتم تغيير النتيجة عليكم تغيير موازين القوى.

أما محمد اشتية فرد بعناوين أبرزها: إن ذهابنا إلى سبتمبر من شأنه ان يرفع تكلفة الإحتلال الذي اصبح احتلالاً شبه مجاني لفلسطين.