وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

"الغذاء من اجل التعليم" قلل نسبة الغياب والتسرب من المدرسة

نشر بتاريخ: 11/09/2011 ( آخر تحديث: 11/09/2011 الساعة: 11:12 )
الخليل- معا- انضمت مديرية التربية والتعليم الخليل الى برنامج الغذاء العالمي عام 2008 وشمل البرنامج مدارس المرحلة الاساسية الدنيا والعليا من " الاول الى الرابع والعاشر الاساسي"، وشمل جميع مدارس البلدة القديمة من مدينة الخليل الخاضعة للاحتلال الاسرائيلي وكذلك المناطق القريبة من الجدار، وشمل البرنامج في المديرية عام 2010-2011 " 22" مدرسة وشمل 8258 طالب وطالبة.

بدء برنامج الغذاء من اجل التعليم عام 2007في مديريتي نابلس وجنوب الخليل وشمل 32 مدرسة وخدم 23171 طالب وطالبة وتوسع البرنامج لعام 2008 ليشمل 10 مديريات ليخدم 107619 من 116 مدرسة.

وهدفت وزارة التربية والتعليم العالي الى توسعة المشروع من خلال شموله على جميع طلبتها من خلال ميزانيتها بعد التحقق من الاهداف والنتائج المرجوة منه وشمل جميع مديريات الضفة الغربية عام 2010 وضم 276 مدرسة وبلغ عدد المستفيدين 167454 طالبا وطالبة.

جاء البرنامج لتحسين مستوى الطلبة الصحي والتغذوي بتقديم وجبات غذائية متنوعة للطلبة تشمل على (قطعة بسكويت محشو بالتمر مع الحليب المدعم بالحديد والعناصر الغذائية الضرورية والتي تغطي25% من احتياجات الطالب اليومية من الطاقة والعناصر الغذائية اللازمة، وكعك بزعتر، وكعك بعجوة) لطلبة المرحلة الأساسية، وتوزع على 160 يوم دراسي على مدار الفصلين، ويغطي البرنامج فقط 14% من الطلبة في المدارس الحكومية.

وتم اختيار المدارس بناء على المناطق التي تفتقر الى الامن الغذائي من خلال مسح اجرتة المؤسسات الداعمة، وخلال عام 2010-2011 تم اضافة المدارس الواقعة خلف الجدار والمناطق الخاضعة للاحتلال الاسرائيلي مناطق (ج).

ويتم إنتاج الكعك في افران وجمعيات اهلية محلية، لرفع اقتصاديات السوق المحلي، وتشغيل الايدي العاملة، و لنشر التثقيف التغذوي وتحسين الوضع التغذوي والصحي للطلاب في المدارس بدعم من برنامج الغذاء العالمي واشراف الادارة العامة للصحة المدرسية في وزارة التربية والتعليم العالي.

وتحدث د. محمد الريماوي مدير عام الصحة المدرسة عن محاور أساسية للصحة المدرسية أهمها التثقيف والتعزيز الصحي المدرسي، والخدمات الصحية المدرسية، والبيئة الصحية المدرسية، والتغذية والمقاصف، واللجان الصحية، والمجتمع المحلي، والتربية البدنية والرياضة، والصحة النفسية والاجتماعية. وأوضح ان مفهوم (الصحة المدرسية الشمولية) كأساس وإستراتيجية لإحداث التطوير المنشود لإكساب الطلبة السلوكيات والعادات الصحية السليمة، والمهارات الحياتية التي تمكنهم من التعاطي بفعالية وإبداع مع تحديات الحياة اليومية في إطار بيئة معززة للتعليم والتعلم.

واستعرض د. الريماوي من خلال نتائج الرصد التغذوي للعام الدراسي 2009-2010 المشاكل التغذوية بين طلبة المدارس والتي تتضمن: زيادة وزن الطلبة بنسبة 17.6%، السمنة 6%، قصر القامة 6.8%، وفقر الدم بنسبة 29.8%، بالإضافة إلى ارتفاع نسبة الطلبة الذين لا يتناولون وجبة الإفطار والتي وصلت إلى 40%، يعوضونها بتناول الأغذية غير الصحية.

وأضاف: نتيجة لما ذكر تم تعيين 63 موظف ميداني بهذا الخصوص لتطبيق سياسة التغذية المدرسية بالشراكة مع المجتمع المحلي، وإلزام ضامني المقاصف بتطبيق المعايير التغذوية الخاصة بنوعية الأغذية المباعة في المقاصف المدرسية، ولتنفيذ التدخلات البناءة للحد من المشاكل التغذوية قبل تفاقمها، وعليه فإن الوزارة توفر وجبات غذائية مدعمة مع كوب حليب لـ 150,000 طالب في الضفة الغربية وقطاع غزة بنسبة تغطية لا تزيد عن 13% من عدد الطلبة الكلي".

وتمنى الريماوي أن يمتد المشروع ليشمل480,000 طالب في عام 2013 وتتخطى الوزارة العوائق التي تقف في سبيل ذلك ومنها التمويل، إذ إن التكلفة التقديرية لتنفيذ هذا المشروع بشمولية تبلغ 44 مليون دولار. واعرب الريماوي عن استعداد الوزارة لتنفيذ مشروع كوب الحليب الوطني، الذي تم تطويره بهدف تزويد جميع طلبة المرحلة الأساسية (1—6) أي ما يقارب 600000 طالب (50% من مجموع الطلبة) بكوب حليب وطني مدعم ومصنع محلياً، يوميا (160—170) يوم دراسي لمدة 5 سنوات والذي يحتاج ليطبق على أرض الواقع الى تمويل بقيمة 60 مليون دولار ويهدف المشروع بالاضافة الى تحسين الوضع التغذوي الى دعم الاقتصاد الفلسطيني في المجالين الزراعي والاقتصادي حيث يوفر المشروع 2400 فرصة عمل في قطاع الزراعة و480 فرصة عمل في قطاع الصناعة، آملاً أن يتحقق مبدأ الشراكة بين الوزارة والمؤسسات الشريكة والداعمة المحلية والعالمية.

البرنامج لة تأثير كبير في تحصيل الطلبة الأكاديمي وقابليتهم للتعلم
بدورها أشادت مديرة التربية والتعليم أ. نسرين عمرو بمشاريع التغذية المدرسية لتحسين الوضع الصحي والتعليمي، حيث الصحة الجيدة للطلبة لها تأثير كبير في تحصيلهم الأكاديمي، وقابليتهم للتعلم، وحضورهم المبكر وقدرتهم على التركيز والمشاركة الصفيّة وتقليل نسبة العنف بين طلبة المدرسة، وزيادة انتباه الطلبة داخل الحصة الصفية بالاضافة الى زيادة معرفة الطالب بما هو مفيد وغير مفيد في مقصف المدرسة.

كما ونوهت الى انخفاض نسبة التأخير الصباحي، وانخفاض نسبة الغياب، وزيادة حجم المشاركة والانشطة اللاصفية، وقلة العنف بين الطلبة في بعض المدارس المشاركة.

وشكلت عمرو لجنة إسناد لقسم الصحة المدرسية لمتابعة تطبيق سياسة التغذية في المقاصف المدرسية بالتعاون مع الاجهزة الأمنية والمدنية المختلفة. وحثت إلى أهمية الأنشطة الصحية من خلال منسقي اللجان الصحية في المدارس وفعاليات التغذية اليومية ضمن المشروع وغيرها من المدارس لتطوير المقاصف من خلال نشر الوعي بأهمية بيع الأغذية الصحية الجيدة ليستفيد الطالب منها من العصائر الطبيعية واللالبان والفواكة الطازجة وأهمية احتواء المقاصف المدرسية عليها.

وحثت على دور الاهالي بان لهم النسبة الاكبر في ايجاد الوعي لدى ابنائهم وارشادهم لتناول وجبة الافطار الصباحية وتحديد نوعية الغذاء المقدم لهم للمحافظة على سلامة صحتهم.

من جانبها عرضت رئيس قسم التغذية والمقاصف بالوزارة سوزان طوطح إمكانية تطبيق اعطاء الطالب الحرية في اختيار الغذاء الصحي السليم ويضمن التزام ضامني المقاصف بالمعايير المسموحة والممنوعة في المقاصف المدرسية، من خلال استخدام كوبونات خاصة واستبدالها بوجبة صحية من مقصف المدرسة بدلاً من توزيع الوجبات مباشرة على الطلبة وسيتم تنفيذها مع بداية الفصل الدراسي الثاني من العام الدراسي 2011-2012 وتسليم ضامني المقاصف قوائم تحتوي على أنواع أغذية صحية، يتم تصنيعها في الجمعيات المحلية المجاورة وسيتم توزيع قسائم شرائية (كوبونات) على الطلبة بشكل يومي، ويقوم باستبدال الكوبون بوجبة صحية من المقصف، ويقوم ضامن المقصف بتسليم جميع الكوبونات التي حصل عليها من الطلبة الى برنامج الأغذية العالمي الذي بدوره يقوم بدفع ثمن الوجبات الموزعة على الطلبة.

وأضافت طوطح الى تطبيق الدراسة على عينة تجريبية للآلية الجديدة في بعض المدارس لفحص مدى فعاليتها والوقوف على أهم التحديات والاستفادة من الدروس والعبر قبل تطبيقها على الطلبة المستهدفين.

من جانب آخر عبرت أخصائية التغذية إيناس دوفش إلى أهمية الغذاء الصحي المتوازن ومدى تأثيره على التحصيل العلمي لما له من اهمية بتعزيز النشاط الفيزيائي والذهني للطالب ويتم ذلك من خلال دور الاهالي بتهيئة الاجواء الايجابية للطالب بما فيها الغذاء الصحي.

اما أخصائية التغذية زهية شاور فتطرقت إلى "الغذاء غير المتوازن" وما له من ردود فعل سلبية على الطلبة وخاصة في سن المراهقة لما يحتاجونه من أغذية صحية كماً ونوعاً، واشارت الى السلوك نحو الافضل في اختيار الغذاء الصحي المناسب لهم، وتعريف الطلبة بالبرامج التغذوية الصحية المقدمة لمرضى السكري وغيرها من الحالات.

يقدم للطالب وجبة مدعمة بالفيتامينات والحديد ويشجعهم على القدوم للمدرسة

وحث مديرو المدارس المستفيدة من البرنامج وخاصة بالبلدة القديمة على وجبة الافطار المقدمة في الصباح خلال الحصة الاولى لما لها من اثر كبيير على الطلبة من تطور في ادائهم ومستواهم وزيادة في تركيزهم اثناء الحصة وتغيير في سلوكهم وكذلك التعبيير عن وجهة نظرهم للوجبة المقدمة لهم واهميتها على صحتهم.

وحث مديرو المدارس على الاستمرار بالبرنامج لما لة من اهمية صحية على الطلبة وتقديم كوب حليب كل صباح مما يعزز المساواة بين الطلبة، كما يقدم للطالب الفقير وجبة افطار مدعمة بالفيتامينات والحديد، ويشجعهم على القدوم للمدرسة في وقت مبكر للمدرسة.

وطالبت الامهات مديرية تربية الخليل والقائمين على البرنامج بالاستمرار وزيادة عدد المدارس المستفيدة خلال الاعوام القادمة وتقديم ورشات عمل ولقاءات توعية وتثقيف الامهات للمحافظة على صحة ابنائهن.

وأعرب الطلاب عن سعادتهم لتناول الوجبة الصباحية لما تحتوية من مردود عليهم وشعورهم بالحيوية والتفاعل مع المعلم داخل الحصة الصفية، وزيادة التركيز، وبالتالي زيادة تحصيلهم الدراسي، شاكرين القائمين على المشروع وقسم الصحة المدرسية في مديرية التربية والقائمين على البرنامج لعملهم الرؤوف وحرصهم على مستقبلهم البنياني والغذائي.

ومن الجدير ذكره من أهداف المشروع، تحسين الوضع الصحي والتغذوي لدى الطلبة وتعزيز السلوكيات الصحية السليمة في ظل وجود بيئة آمنة معززة لهذا السلوك، تقليل فترة الجوع لدى الطلبة في المدارس، تعود الطلبة على تناول وجبة الافطار الصباحية بشكل يومي، وجذب الطلبة للمدرسة والاستمرار بالتعليم، وتقليل نسبة الغياب والتسرب من المدرسة، والحد من التأخير الصباحي، وزيادة التحصيل العلمي للطلبة والاداء بصورة افضل من اجل قضاء فترة تعليم اطول، وتعزيز مبدأ المساواة الغذائية بين الطلبة، وتقليل ساعات الجوع لديهم، وتوفير وجبة للطالب الفقير الذي لا يستطيع شراءها من المقصف المدرسي، دعم الإقتصاد الفلسطيني من خلال انتاج وتصنيع الوجبات الغذائية والحليب المدعم وتوزيعه على الطلبة والمساهمة في خلق فرص عمل وتقليل نسبة البطالة في المجتمع الفلسطيني.