وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

التعصب الرياضي ...لايختلف عن الانتماء والولاء الرياضي !!!

نشر بتاريخ: 12/09/2011 ( آخر تحديث: 12/09/2011 الساعة: 11:35 )
بقلم: شادي صافي

عندما نقرأ ونسمع ونشاهد ومايكتب في الصحف والمنتديات الرياضيه ومايحدث في الملاعب والقاعات الرياضيه من احداث في الوطن وفي كل العالم نفهم بأن التعصب الرياضي ظاهره عالميه لاتقتصر على بلد اوجنس دون الاخر , ولاتتوقف عند لعبة كرة القدم وهواتها , بل يوجد التعصب السياسي والثقافي والفكري والفني والديني, ويوجد العنف في الافراح والاحزان , وداخل الاسره والشارع والمدرسه والمؤسسه ووسط الجماهير , ومن خلالها يعبر المواطن والجمهور عن مشاعرهم ووجودهم وعدم رضاهم على احوالهم وظروفهم المعيشيه في كل بلدان العالم , وهكذا هي سنة الحياه المليئه بالتناقضات .

نسمع ونقرأ احيانا عن هذا الجمهور الرياضي او ذاك بأنه متعصب ومتهور وعدواني وعنيف وكأنه من طينة غير طينة بني البشر , او كأنه جاء من كوكب اخر ويعيش في عالم غير عالمنا , والتعصب والتهور صفتان من صفاته دون غيره من جماهير النوادي او البلدان الاخرى .

النغمه تتكرر في كل مره عن قصد او دون قصد وعن وعي اوجهل بأن الظاهره عالميه تتفاوت حدتها حسب الظروف والمواقف , وتختلف تبريراتها من مجتمع لأخر لكن الكثير منا يخلط بين التعصب والعنف ولايفرق بينهما , ويلصق التهمه بغيره وكأنها قدره ومتأصله فيه .

التعصب للدين والوطن والعرض والشرف والمنتخب والنادي ليس عيبا عند الكثير منا بل العيب ان تكون متخاذلا ومتهاونا ومتساهلا مع كل مايتعلق بالسياده والكرامه والشرف والانتماء , وعندما اتحدث عن التعصب في الرياضه لا اقصد العنف اللفظي او الجسدي الذي لايخلو منه أي مجتمع , ولكنني اقصد الحماس والانتماء الزائد عن اللزوم للنادي او المنتخب في الشارع و المدرجات والمنتديات ووسائل الاعلام , ولكن هذا التعصب يتحول إلى عنف عندما لاتقوم الاسره والمدرسه والمؤسسات والمسجد بواجباتها التربويه والتوعويه تجاه ابنائها وعندما يطغي الظلم على حياتنا اليوميه وتتعمق الفوارق الاجتماعيه , وهي ظواهر نجدها في كل مجتمعاتنا دون استثناء ولو بدرجات متفاوته , وتجدنا نحمد الله على وجود الملاعب والصالات الرياضيه التي تستوعب الغضب الذي يعانيه ابنائنا والا كانت العواقب اكثر خطوره لو لم تكن كرة القدم هي المتنفس لشبابنا .

الحماس والانتماء الزائد عن اللزوم عندما تبقى في حدودها ولاتصل إلى درجة العنف لايمكن اعتبارها عيبا في ابنائنا لأن العيب ان نقتل فيهم نزعة الحماس والانتماء واللولاء للوطن ونحرمهم التعبير عن ذاتهم , والعيب عندما نعتبر تعصبهم لدينهم ووطنهم خطيئه , والعيب عندما لانقدر على التقليل من حجم الفوارق الموجوده في تركيبة مجتمعاتنا لتجنب التذمر الحاصل اليوم , والعيب ايضا عندما لانتحمل مسؤلياتنا تجاه مايحدث وسط شبابنا , ومايفعله برياضتنا بعض ( اكرر بعض ) من اوكلت لهم مهمة الاشراف على رياضه لم تعد رياضه في عصرنا الحالي بقدر ما اصبحت مشروع اجتماعي لايقل اهميه عن كل المشاريع الأخرى في حياة مجتمعاتنا...واخيرا العيب عندما نحرم وننزع من شبابنا وجماهيرنا الفلسطينيه ثقافة الانتماء والولاء لمنتخباتنا الوطنيه وانديتنا الفلسطينيه بطرق واساليب لاتعبر عن تضحيات وصمود شعب تعرض ومازال يتعرض من ويل وبطش وظلم الاحتلال ودمتم دائما.