|
من ينتشلهم من الماساة؟..أسرة غزيه تعيش ظروفا معيشية غاية في القسوة
نشر بتاريخ: 12/09/2011 ( آخر تحديث: 12/09/2011 الساعة: 20:43 )
غزة- معا- تقرير إسراء حسن أبو عودة- نهش الفقر لحمه ولحم أطفاله, وهتك جدران منازله, ومزق فراش بيته, فكل ركن من أركان بيته يئن ويصرخ من الفقر والقهر.
المواطن (ي,ع) "37 عاما" من مخيم الشاطئ في مدينة غزة, متزوج ولديه سبعة أطفال, ثلاثة صبيان, وأربع فتيات, بجانب والدته المسنة التي بلغ عمرها ثمانون عاما ً وتعاني من الأمراض ما تعاني وتحتاج إلي علاج باستمرار. وقال: "إنا لا أستطيع أن أتحمل العمل الشاق بسبب وضعي الصحي, ولكن تحملت ذلك التعب من أجل أولادي, ولم أترك مكان إلا وذهبت إليه لأوفر لهم قوتهم اليومي, وأستطيع أن ألبي لهم متطلباتهم, ولكن الأبواب أوصدت في وجهي, وبدأ الفقر يلاحقني كالشبح في يقظتي ومنامي, فلا أستطيع أن أوفر لأولادي حتى قرطاسيه المدرسة, مما أجبرني علي السماح لأطفالي الثلاثة بالتخلي عن دراستهم والذهاب إلي العمل, ليعينوني ويساعدوني في هذه الحياة الجبارة التي حالت بنا, وحكمت عليهم بالإعدام وهم علي قيد الحياة, إعدام العيش بكرامة, إعدام الطفولة فطفولتهم ذهبت بعيدا ً عنهم, إعدام استمرارهم بالمدرسة كباقي الأطفال, إعدام حصولهم علي مستقبل باهر. |145335|هذا الرجل يعاني من أمراض في جسده, فولد بكلية واحدة فقط لكنها ضعيفة, وقبل شهرين تقريبا ً ظهر له شيئ في لوزته, "لم يتمكن الأطباء من معرفته" وكان في حاله خطيرة. بعيدا ًعن الأمراض التي تلازمهم فالفقر زاد من همهم ومحنتهم وحالتهم المؤثر, هذا الفقر الذي حول حياتهم لمأساة حقيقية مؤلمة فهم لا يملكون مقومات العيش, ولا مقومات الحياة المنزل قديم جدا ً جدا فراش ممزق جدران لن تصمد كثيرا ً مهتكة أبواب الغرف مخلوعة لم تستر من بداخلها فمنزلهم خاوي العفش, وإن وجد القليل فهو قديم ولا يستطيع أحد الجلوس عليه ولا العيش في هذا المنزل, فعندما رأيت منزلهم أصابتني غصة في قلبي والأشد من ذلك عندما شاهدت حمام هذا المنزل لم أمتلك مشاعري ولا دموعي فهذا ليس بالحمام أشبه بغرفة فئران مظلمة. فوالدته المسنة التي لا تقوى على الوقوف والجلوس ولا الحركة, عندما تريد الذهاب إليه تصرخ من شدة ظلمة هذا المكان لأنها لا تستطيع أن تصمد فيه كثيرا , أما الأطفال الذين يأتون عليهم ويريدون الذهاب إلى الحمام عندما يشاهدوه يفرون من هذا المكان ويصرخون بشدة, ولا يعودون إليه مرة ثانية حتى المضطر لا يذهب إليه, فما بالكم بأهل هذا البيت, وبوالدته المسنة. يعيش هذا الرجل هو وأسرته على الكوبونة التي تصرفها لهم وكالة الغوث في كل شهر, وهي بالطبع لا تكفي القليل القليل من متطلبات الحياة, فلم يترك مكان يعتب عليه إلا وذهب إليه لعل وعسي أن يجد وظيفة بأقل المال لكي تساعد مع الكوبونة في سد رمق أطفاله وأسرته, مع أنها لا تسد شيء في هذا الوقت الصعب. يقول ابنه البالغ من العمر "13 عاما"، "لقد انهار مستقبلي أنا وإخوتي كما انهار مستقبل والدنا من قبل فحياتنا دمرت ومستقبلنا أصبح واضح وضوح الشمس". وتابع قوله: "مستقبل مشؤوم, مُر كالعلقم, ولكننا لم نيأس سنحاول العمل لنساعد والدي الذي أوصدت جميع الأبواب في وجهه, ونستطيع أن نكمل تعليم شقيقاتنا البنات ونوفر لهم عيشة كريمة, ولا يحسسن بفرق بينهن وبين زميلاتهن بالمدرسة". قال تلك الكلمات المؤلمة وهو يغالب دموعه التي ذرفت منه رغما ً عنه, وعندما نظرت إليه حاول إخفاءها لكي لا أراها , وابتسم. إن عمل الأطفال آخذ في الارتفاع في غزة, مع أن القانون الفلسطيني الذي أقر عام 2004 " يقضي بحظر عمل الأطفال الذين لم يتموا الخامسة عشرة من العمر". إلا أن الجوع والفقر يجبران الأسر الغزيه بإخراج أطفالهم من المدارس للعمل , لكي يستطيعوا العيش في هذا القفص المظلم. ملاحظة : تطلب "معا" من معدة التقرير الاتصال على مقر الوكالة لمدنا بالمعلومات حول الاسرة الفقيرة التي تحتاج المساعدة |