وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

منظمات المجتمع المدني تطالب بعدم التراجع عن الذهاب للامم المتحدة

نشر بتاريخ: 14/09/2011 ( آخر تحديث: 14/09/2011 الساعة: 18:39 )
غزة - معا - طالب ممثلو منظمات المجتمع المدني وحقوقيين على ضرورة عدم التراجع عن خطوة الذهاب إلى الأمم المتحدة للحصول على الاعتراف بدولة فلسطينية كاملة السيادة للخروج من الوضع الراهن، وعلى ضرورة تحقيق وحدة الشعب الفلسطيني من خلال تطبيق اتفاق المصالحة.

واكد المشاركون على ضرورة تعزيز حملات التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني والعمل على عزل الاحتلال ومقاطعته، بالإضافة إلى ضرورة مصارحة القيادة الفلسطينية للشعب بكل ما يتعلق بالتوجه إلى الأمم المتحدة، كما شددوا على أهمية ترتيب البيت الداخلي، وتصعيد المقاومة الشعبية، والعمل على إعادة بناء منظمة التحرير، وتعزيز المشاركة السياسية فيها حتى تصبح جهة وطنية تعبر عن الكل الفلسطيني.

جاء ذلك خلال الجلسة الحوارية التي نظمتها شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية بعنوان "التوجه الفلسطيني إلى الأمم المتحدة" اليوم براشم عضو الهيئة الادارية لللشبكة كارم نشوان في قاعة الاجتماعات بمقر الشبكة بمدينة غزة، بمشاركة الامين العام للمبادرة الوطنية النائب الدكتور مصطفى البرغوثي عبر الفيديو كونفرنس من رام الله، وأستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر مخيمر أبو سعدة، بحضور عدد كبير من الحقوقيين والإعلاميين والمهتمين.

وفي كلمتة تناول الدكتور مصطفى البرغوثي تناول فيها الجهود المبذولة لتنفيذ اتفاق المصالحة الوطنية لتمتين الصف الفلسطيني والذهاب إلى الأمم المتحدة موحدين، داعياً إلى تصعيد المقاومة الشعبية لإنجاح معركتنا في الأمم المتحدة في أيلول الجاري، على اعتبار أن المقاومة الشعبية التي أخذت بالتعاظم بمساندة المتضامنين الدوليين ستنتصر رغم قمع الاحتلال لها.

وقال إن الذهاب إلى الأمم المتحدة من أهم الأحداث التي يجب بذل الجهد فيها من أجل تعويض فشل عملية السلام مع إسرائيل، سيما وأن إسرائيل أغلقت كل الأبواب في طريق السلام، وبالتالي على الشعب الفلسطيني أن يبحث عن إستراتيجية بديلة، يعد الذهاب إلى الأمم المتحدة ركنا أساسيا منها.

وأعرب البرغوثي عن أسفه تتبع الولايات المتحدة عمليا ما تقرره إسرائيل في المنطقة، لذلك فشلت في أن تقوم بدور الوسيط النزيه في القضية الفلسطينية لانحيازها إلى طرف على حساب طرف آخر، مشددا على ضرورة أن تقوم الولايات المتحدة بتغيير موقفها من القضية الفلسطينية، مشيرا الى انه في حالة قيام الولايات المتحدة باستخدام حق النقض الفيتو ضد قيام الدولة الفلسطينية فإنها بذلك ستواجه عزلة ليست فقط في الشرق الأوسط لكن في كل أوساط العالم الحر التي ترى أن من حق الشعب الفلسطيني أن يقرر مصيره وأن يقيم دولته المستقلة وعاصمتها القدس.

ودعا إلى هبة شعبية في الوطن العربي والعالم أجمع من أجل استنهاض الوعي العالمي بالقضية الفلسطينية وحقوق الشعب في إقامة دولته وإيصال رسالة من الشعب الفلسطيني إلى كل ركن من أركان المعمورة بأن هذا الشعب يريد الحياة بحرية وكرامة في دولته المستقلة.

وطالب البرغوثي بمقاطعة المنتجات الإسرائيلية وليس فقط منتجات المستوطنات لان ذلك شكل من إشكال المقاومة الشعبية، مؤكداً أن تخفيض نسبة الاستيراد من إسرائيل بنسبة 5% مقابل زيادة الإنتاج المحلي بنسبة 5% سيوفر مئة ألف فرصة عمل جديدة لأبناء الشعب الفلسطيني وسيساهم في تعزيز قدرة الفلسطينيين على المقاومة والاستقلال الاقتصاديين.

بدوره أكد أبو سعدة في كلمته أن خيار توجه السلطة للأمم المتحدة في أيلول المقبل هو الخيار الوحيد أمام الفلسطينيين في الوقت الحالي، وأن الأسلوب الإسرائيلي بإدارة الظهر لأي عملية تفاوضية، وسعيها لأن تكون المفاوضات بدون أي سقف زمني وبدون مرجعية دولية، وأي مفاوضات من أجل المفاوضات، يجعل التوجه للأمم المتحدة هو الخيار الوحيد.

وأشار إلى أن الحديث عن نجاح التوجه للأمم المتحدة في أيلول أو فشله ما زال مبكراً، خاصةً ونحن أمام جهد دبلوماسي كبير لتسهيل هذا التوجه، موضحاً أن المطالبات الدولية من الفلسطينيين بالرجوع إلى طاولة المفاوضات بمرجعية دولية وبسقف زمني محدد وبتوقف كامل للاستيطان هو مقبول للرئيس عباس.

وأكد أبو سعدة أن إسرائيل هي من تعرقل تلك العروض التفاوضية لأنها لا تلبي مطالبها، موضحاً أن الأمم المتحدة تسارع في استصدار قرار للاعتراف بأي دولة محتلة غير فلسطينية لأن فلسطين لها معايير مزدوجة تمنع الأمم المتحدة من استصدار قرار بالاعتراف بالدولة الفلسطينية وفقاً للمواصفات الصهيونية.

وأضاف أن من مقومات الدولة هو وجود شعب يناضل من أجل التحرير وأرض وأن تكون ذات سيادة، مشيراً إلى أن دولة الاحتلال والولايات المتحدة تريدان دولة فلسطينية مشلولة من خلال الاعتراف بيهودية الدولة أولاً، ثم دولة منزوعة السلاح بالإضافة إلى ضم أجزاء من أراضي السلطة الفلسطينية بالضفة المحتلة، ودولة بدون مقاومات السيادة الأمر الذي يمنع حدوث الدولة الفلسطينية.

وقال: "هناك ثلثي أعضاء الأمم المتحدة يريدون الاعتراف بالدولة الفلسطينية ولكن المشكلة تكمن باستخدام الإدارة الأمريكية لقرار الفيتو وهذا ما تدركه السلطة الفلسطينية.

من جهته قال رئيس الجلسة نشوان، إنه في حالة الحصول على اعتراف الجمعية العامة للأمم المتحدة بعضوية كاملة لدولة فلسطين شيء إيجابي يجب الاستعداد له و كما يجب الاستعداد لعدم الحصول على هذه الخطوة، وما سيترتب عليها من استحقاقات قد لا تكون في صالح الفلسطينيين، خاصة وأن أميركا تهدد باستخدام حق النقد الفيتو، وإسرائيل تهدد بوقف كافة العوائد الضريبية للسلطة.

وشدد على أهمية أخذ البعد القانوني والسياسي في عملية الاعتراف بالدولة الفلسطينية من عدمه.

بدوره أكد رئيس الهيئة الادارية للشبكة محسن أبو رمضان دعم مؤسسات المجتمع المدني لخطوة الذهاب إلى الأمم المتحدة الحصول منها على اعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة، مؤكدا أهمية أن يأتي في سياق خطة وطنية إستراتيجية عنوانها قطع المفاوضات المباشرة التي استغلها الاحتلال لفرض مزيد من الاستيطان والتهويد.

وقال إن التوجه إلى الأمم المتحدة الذي يأتي في سياق الربيع العربي الذي ينتصر لعدالة القضية الفلسطينية، يشكل فرصة لمحاكمة إسرائيل ومحاسبتها على جرائمها، وبالتالي من الضروري استناد هذا التوجه إلى حق الشعب في العودة إلى دياره وعدم مقايضته، مشدداً على أهمية ترتيب البيت الداخلي وتصعيد المقاومة الشعبية والعمل على إعادة بناء منظمة التحرير وتعزيز المشاركة السياسية فيها حتى تصبح جهة وطنية تعبر عن الجميع.