وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

بدأ كعامل في مصنع ويُعد اليوم ثاني أكبر مالك لاحتياطي الذهب الابيض

نشر بتاريخ: 15/09/2011 ( آخر تحديث: 18/09/2011 الساعة: 10:52 )
الخليل- معا- "بكل فخر واعتزاز بدأت حياتي كعامل في أحد مناشير الحجر بمدينة الخليل، وبعد عدة سنوات، أصبحت امتلك ثاني أكبر احتياطي للحجر الخام في فلسطين، ونبيع الحجر لتركيا المعروفة بأنها أكبر دولة مصدرة للحجر، وكذلك نصدر للصين الحجر الفلسطيني وللعديد من دول العالم"، هذا ما قاله الحاج عبد الصمد الأطرش رئيس مجلس إدارة شركة العنان للحجر والرخام.

شركة العنان للحجر والرخام والتي تم تأسيسها في العام 1995 تمتلك عدة مقالع للحجر -محاجر- وكذلك مصنع ويعمل في الشركة ما يزيد عن 100 مهندس وإداري وفني وعامل، وتمتلك الشركة العديد من الآليات والمعدات المستخدمة في استخراج وصناعة الحجر، وحصلت الشركة مؤخراً على شهادة الجودة العالمية -الآيزو- في إدارة الجودة ISO 9001-2008.

يقول الأطرش: كنت مجرد عامل بسيط، عمل بجد وإخلاص وحافظت على العمل أكثر من أصحاب العمل، ثم عمل كمندوب للمبيعات، وبدأت بإدارة عدة مصانع لم يكن لأصحابها خبرة في إدارتها وكنت أحصل لقاء ذلك على نسبة معينة من الأرباح، وبفضل من الله وتوفيقه، انتقلت تلك المصانع نقلة نوعية وأزداد ربحها".

1000 دينار أردني أرباح أول صفقة
:
ويعود الحاج عبد الصمد الأطرش عدة سنوات للخلف، حينما قام بعمل أول صفقة بيع حجر لحسابه الخاص، وقال مبتسماً: كان راتبي الشهري في تلك الفترة 250 دينار شهري، فقمت بعمل صفقة للحجارة لحسابي الخاص وربحت فيها 1000 دينار، أي راتب 4 شهور، عندها قررت أن أتوجه للعمل في تجارة الحجارة، وبفضل الله وتوفيقه، وبعزيمة الشباب قمت بشراء قطعة أرض لأقيم عليها الشركة، وكان التقدم سريعاً ومن خلال الدقة والمراقبة في العمل نجحت شركتنا".|145749|

وأضاف: في البداية كنا نسوق الحجر في السوق الإسرائيلي، ومن خلال مشاركتنا في العديد من المعارض الدولية وتكرار المشاركة فيها، اكتشفنا من خلال زبائننا أن التاجر الإسرائيلي كان يأخذ حجارتنا ويسوقها على أنها حجر إسرائيلي، ومن خلال تلك المعرض حصلنا على فرصتنا في تسويق بضاعتنا وفتح أسواق جديدة في العالم، حتى أننا استطعنا أن نصدر الحجر الفلسطيني لأكبر دولة مصدرة للحجر ألا وهي تركيا، وكذلك قمنا بتصدير الحجر للصين وللهند وأمريكيا وللعديد من الدول الأجنبية والعربية وكذلك السوق الخليجي".

ثاني أكبر احتياط للحجر الخام في فلسطين:
يعتبر الأطرش أن الاحتياطي هو أهم عوامل نجاح أي شركة وخاصة الحجر، وسر نجاح مهنة صناعة الحجر هو المحافظة على المواد الخام لسنوات طويلة، خاصة وأن معظم مقالع الحجر -محاجر- تقع في المناطق "C" وممنوع علينا العمل فيها، وكلما كان لديك احتياطي خام كنت الأقوى في السوق، وأبعدت عنك أي تهديد".

|145750|وأضاف: شركة العنان تضاهي الشركات العالمية من حيث عملية استخراج و تصنيع الحجر الفلسطيني و تسويقه في الأسواق العالمية، حيث تعتبر من أكبر الشركات امتلاكا لمخزون المواد الخام في مدينة الخليل، و تمتلك الشركة خطوط إنتاج حديثة جدا تلبي متطلبات الأسواق العالمية من قياسات دقيقة ومعايير تلبي طلبات جميع زبائنها، بالإضافة الى المواكبة في ذلك التطور العالمي في تصنيع الحجر".

وتقوم شركة العنان للحجر والرخام بتصدير الحجر الخام الفلسطيني بما يعادل "1500" حاوية شحن (كنتينر) سنويا الى زبائنها في دول العالم.

حجر القدس الذهبي :
يعتبر حجر القدس الذهبي من أكثر أنواع الحجارة طلباً في الأسواق العالمية وأشهرها، نظراً لما يتمتع به من خصائص تجعله مفضلاً عن غيره من الحجارة، ويتم استخراج هذا النوع من الحجارة من بلدة تفوح الى الجنوب الغربي من مدينة الخليل، ولونه مائل للصفرة، ويستخدم في عملية تزيين البنايات الكبيرة ومنها أشهر فندق في العاصمة الصينية بكين فندق Guomao Grand Hotel والمكون من 90 طابقاً، بالإضافة الى فنادق 7 نجوم في الهند وعدة بنايات كبرى في كوريا وبنايات ايطالية.

|145751|ولفت الأنظار الى أنهم بصدد تصدير كمية كبيرة من الحجارة لدولة الإمارات العربية المتحدة، وستستخدم هذه الحجارة في بناء قصر لشخصية هامة جداً في أبو ظبي، بالإضافة الى توريد قرابة 20 ألف متر مربع الى مشروع المغطس، وهو أكبر مشروع يقام في غور الأردن من الجانب الأردني.

يقول الأطرش: كانت الناس في السابق تفضل الحجارة ذات اللون الأبيض، أما اليوم فأصبح لدينا أكثر من 100 نوع ولون من الحجارة، وأكثر من 20 طريقة فنية لتفنيش الحجر، ومنها الانتيكا، جلي مطفي، محروق، مضروب رمل، مضروب ماء النار، ونقوم بصناعة هذه الأنواع من الحجارة حسب طلب الزبون ومهندسي الديكور والمعماريين".

ويضيف: كما هو معروف هناك عدة طبقات من الأرض، وعندما نقوم باستخراج الحجارة يتكون لدينا عدة أنواع حسب طبقات الأرض وقد نستخرج نحو 30 لون حجر من نفس المحجر، وهذا يجعلنا نلبي احتياجات السوق العالمية".

غواتيمالا وتركيا والصين :
لم يخف الأطرش اعتزازه بشركته وبالموظفين والعاملين فيها وهم كما يقول عنهم "رأس مال شركته" ، حيث استطاعت شركته تصدير الحجر الى أكبر دولة مصدرة للحجر في العالم وهي تركيا، منوهاً الى أن كميات الحجارة المصدرة لتركيا تزداد باستمرار.

وقال: لم يقف تصديرنا للحجارة عند هذا الحد من دول العالم، فقد استطعنا تصدير كميات من الحجارة الى غواتيمالا في أمريكيا الوسطى، وكل من سمع عن هذه الصفقة كان يستغرب نظراً لبعد غواتيمالا عنا، وهو أول تبادل تجاري بين فلسطين وغواتيمالا، حتى أن الشركة المخلصة كانت مندهشة عندما طلبنا منها حجز باخرة لنقل حجارتنا الى غواتيمالا".

ويرجع عبد الصمد الأطرش، الفضل، في عمليات التصدير للعالم وزيادة الإقبال على طلب أنواع الحجارة المتعددة من شركته، الى قسم التصدير الخارجي والذي يديره أبنه محمد والذي لم يبلغ من العمر (24 عاما)، مع مديرة التصدير ميرا الزعتري والذين يعتبرهم الحاج عبد الصمد حجر الأساس في انطلاق الشركة للعالم الخارجي.

شاب وراء صفقات تجارية آخرها بمليون دولار :
|145758|الشاب محمد الأطرش، رئيس قسم التصدير في شركة العنان للحجر والرخام، كبر وترعرع في مصنع الشركة، درس تصميم المواقع الالكترونية في جامعة البوليتكنك، ثم انتقل لدراسة اللغة الانجليزية في بريطانيا، لم يكن طموحه بالعمل في شركة والده، ولكن بعد أن أنهى دراسته في بريطانيا وعاد لمدينة الخليل، وبدأ بكتابة المراسلات التجارية باللغة الانجليزية، قرر الانضمام لفريق عمل والده، والذي افتتح له فرع التصدير الدولي، وكانت آخر اتفاقية أبرمها الشاب محمد بقيمة مليون دولار أمريكي مع شركة صينية.

|145753|حينما كان يسافر محمد، الى أي بلد أجنبي لتوقيع الاتفاقيات الخاصة بالتصدير، كانت الدهشة تنطبع على من يقابلهم من الشركات العالمية التي أبرم معها عدة اتفاقيات، نظراً لصغر سنه، فقد كانوا يعتقدون بأن محمد كبير في السن، نظراً لكون العاملين في قطاع الحجر من كبار السن.

يقول الشاب محمد: كان عامل اللغة يقف حائلاً أمام عمليات التصدير لدول العالم، وبعد أن أتقنت اللغة الانجليزية تغيرت الأمور كثيراً، وأصبح من السهل علينا التصدير لأي دولة في العالم، وكنا سابقاً نعتمد على التاجر الإسرائيلي في عمليات التصدير لغاية ما قبل العام 2010، لكننا اليوم نقوم بالتصدير المباشر دون اللجوء لوسطاء".

وحول التصدير المباشر يضيف محمد: من عادة الشركة أن تشارك في المعارض الدولية لما لها من أهمية في عرض المنتج مباشرة أمام المهتمين، وكان يشارك في المعرض المتخصصة بقطاع الإنشاءات، ومن هذه المعارض، معرض "شامن" الصيني، ومعرض فيرونا الايطالي ثاني أكبر معرض في العالم، ومعرض ألمانيا ومعرض دبي، ومن خلال الاتصال المباشر وضعنا الحجر الفلسطيني على رأس هرم الحجارة في العالم، ونقوم بالتصدير الى الصين، تركيا، الهند، الولايات المتحدة الأمريكية، كوريا الجنوبية، ايطاليا، ونمتلك حصة كبيرة في السوق السعودي والخليجي."

|145754|وزاد في حديثه: نصدر ما حجمه 75% من إنتاجنا للصين، ولم نكتف بذلك بل قمنا مؤخرا بعقد شراكة مع شركة كبيرة في الصين متخصصة في صناعة الحجر، نقوم بإرسال الحجارة خام (بلوك) الى الصين ومن ثم تقوم هذه الشركة بإعادة تصنيعه وتسويقه في الأسواق العالمية لحسابنا".

وقال محمد: دائما يبحث الحاج عن التميز والتطور، ونظراً لارتفاع تكاليف إعادة تصنيع الحجارة لدينا وعدم توفر المواد المستخدمة في عملية التصنيع، قام بالاتفاق مع شركة صينية على إعادة التصنيع، وللعلم حينما نرسل الحجارة الخام الى الصين لإعادة صناعتها ونعيد استيرادها لفلسطين، تكون تكلفة الإنتاج أقل بكثير مما لو أردنا إعادة تصنيع الحجارة لدينا في فلسطين".

-الآيزو- في إدارة الجودة :
ولمواكبة التطور العالمي ولفتح أسواق عالمية جديدة، كان لا بد لشركة العنان للحجر والرخام الحصول على شهادة الجودة العالمية -الآيزو- في إدارة الجودة، حيث حصلت الشركة مؤخراً على هذه الشهادة.|145755|

وعن ذلك قال أكرم دعنا مسؤول قسم الجودة في الشركة: أن شهادة الآيزو في إدارة الجودة، توفر الكثير من المتاعب، وتجعل اي شركة عالمية تفضلنا عن غيرنا، ويجعلها تقبل علينا باطمئنان وأمان نظرا للسمعة الممتازة التي تتمتع بها شركتنا على المستوى العالمي".

|145756|وبالنهاية قدم الحاج عبد الصمد، الشكر الجزيل لجميع من تعب واجتهد وعمل على إنجاح وإيصال الشركة لنجاحات متكررة، وخص بالذكر الشاب أكرم دعنا الذي جد واجتهد وهو في ال23 من عمره وكان نتائج اجتهاده هذا الحصول على شهادة الجودة العالمية خلال فتره لم تتجاوز الـ9 شهور وهذا انجاز كبير وأيضا شكر الأطرش الشابة المخلصة في عملها ميرا الزعتري التي تعتبر كما يقول مع ابنه محمد رأس مال الشركة في الأسواق الخارجية، كما شكر جميع الموظفين والإداريين والعاملين الذين يعملون للارتقاء بشركة العنان للحجر والرخام نحو العالمية.
|145757|