وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

كيف يعلنون عن دولة في الامم المتحدة؟ وما هي الخيارات الفلسطينية؟

نشر بتاريخ: 15/09/2011 ( آخر تحديث: 16/09/2011 الساعة: 08:16 )
القدس - معا - في حال قررت القيادة الفلسطينية التوجه الى مجلس الامن للطلب منه الاعتراف بالدولة، فإنها تواجه خطر الفيتو الامريكي، واذا نفذت الولايات المتحدة تهديدها واستخدمت الفيتو ضد الطلب الفلسطيني، فما هي خيارات السلطة الفلسطينية في هذه الحالة ؟ وكيف يتم الاعلان عن اقامة دولة في الامم المتحدة بشكل عام؟ اسئلة كبيرة ومهمة طرحت نفسها بقوة مع اقتراب استحقاق ايلول الفلسطيني حاولت صحيفة "يديعوت احرونوت" الناطقة بالعبرية وعبر خبراء قانونيين الاجابة عليها على شكل سؤال وجواب.

س: ما هي معايير توصيف الدولة والاعلان عنها ؟
حدد ميثاق مونتيفيديو "عاصمة أوروغواي" الموقع عام 1933 اربع مواصفات ومقاييس يمكن الاستناد اليها وفقا للقانون الدولي لترسيخ مكانة الدولة: هي مجموعة سكانية ثابتة، جغرافية محددة عبر حدود واضحة، سلطة فاعلة، القدرة على ادارة الامور والاوضاع الداخلية والخارجية، ورغم الخلافات حول حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية يصر الفلسطينيون على التمسك بالمتطلبات التي حددها الميثاق الدولي خصوصا في ضوء اتفاق المصالحة الفلسطيني الذي عزز بند السلطة الفاعلة.

س: ما هي اجراءات قبول الامم المتحدة دولة جديدة؟
في المرحلة الاولى هناك حاجة لتوصية من مجلس الامن التابع للامم المتحدة للحصول على مثل هذه التوصية، يجب تصويت 9 اعضاء من بين 15 عضوا فيما يحق لكل دولة من الدول الخمس دائمة العضوية "روسيا، امريكا، فرنسا، بريطانيا، الصين" استخدام الفيتو لاحباط أي قرار، وفي هذه الحالة أي توصية حتى وان حازت على اغلبية الاصوات 9 اصوات واذا نجح القرار دون ان تستخدم دولة ما حق الفيتو يتم تمريره للجمعية العمومية للتصويت عليه بأغلبية الثلثين تلك الاغلبية الضرورية لحصول دولة ما على العضوية الكاملة في الهيئة الدولية.

س: ما هي الدول التي لم يتم قبولها بسبب فيتو مجلس الامن؟
هناك اقليم كوسوف الذي اعلن استقلالها عام 2008 ولكنه لم يطلب الانضمام للامم المتحدة لوجود تهديد روسي واضح باستخدام الفيتو رغم ان اعلان استقلال كوسوفو نال دعم الولايات المتحدة ودول الاتحاد الاوروبي ويوجد 75 دولة تعترف بالإقليم كدولة مستقلة.

س : ما هو الوضع الحالي للفلسطينين في الامم المتحدة ؟
ان الجهة التي تمثل الفلسطينيين في الامم المتحدة هي منظمة التحرير الفلسطينية وليست السلطة الفلسطينية، والمنظمة تمثل الفلسطينيين في الداخل والخارج وتتمتع بوضع مراقب "محسن" ويمثلها السفير "رياض منصور" الذي يشارك في الاجتماعات ويجلس في مختلف المنظمات تحت اسم "فلسطين" لكنه لا يتمتع بحق التصويت او تقديم مشاريع القرارات او اقتراحها لكن الفلسطينيين نجحوا مرارا من خلال الدول العربية بطرح المشاريع التي يريدونها.

س: هل ستصبح فلسطين عضوا كاملا في الامم المتحدة؟
حتى تنال العضوية الكاملة مع حق التصويت يجب تمرير هذا القرار قبل كل شيء في مجلس الامن، ولكن يمكن للفلسطينيين طلب تصويت الجمعية العمومية على دولتهم الكاملة والفوز بدعم واسع ولكن لا يوجد لهذا الامر أي اهمية عملية والفائدة تقتصر على الفوز الاعلامي والدعائي.

س: لماذا لا تكفي الغالبية الداعمة للفلسطينيين في الجمعية العمومية ؟
القانون الدولي يحدد بوضوح بأن قرارات الجمعية العمومية لا تتعدى كونها توصيات غير ملزمة لا ترقى الى مستوى القرارات الملزمة، كما وحدد ميثاق الامم المتحدة بشكل واضح بأن قرارات مجلس الامن تحت البند السابع هي فقط دون غيرها التي تحمل صفة وجوب التنفيذ مثل القرارات التي استند اليها في احتلال العراق والتدخل الدولي في ليبيا لهذا فان قرارا يصدر عن الجمعية العمومية وحدها دون دعم وتغطية مجلس الامن لن يؤدي الى تغيير وضع الفلسطينيين عمليا وواقعيا.

س : هل يوجد لدى الفلسطينيون خيارات اخرى غير الدولة كاملة العضوية ؟
بإمكان الفلسطينيين التقدم لمجلس الامن باقتراح اعلان تأييد للدولة بما يشبه التصريحات السابقة التي ادلى بها الرئيس الامريكي اوباما وهذا الاقتراح سيجبر الولايات المتحدة على دعمه والتصويت الى جانبه رسميا، وبالتالي اصدار اعلان عن مجلس الامن يفوق بقوته الاعلان الرئاسي المعروف، فيما تحافظ الولايات المتحدة على موقفها بعدم الاعتراف بالدولة، ولكنها تحدد مثلا بأن شروط اقامة دولة فلسطينية على حدود 67 عاصمتها القدس الشرقية قد نضجت، ومثل هذا الاقتراح اللين الذي لا يتضمن اعترافا صريحا بالدولة الفلسطينية يمكنه منع الفيتو الامريكي ويمنح الفلسطينيين فرصة الفوز بأغلبية ساحقة في الجمعية العمومية ورغم ان هذا لن يمنح الفلسطينيين مقعدا في الامم المتحدة لكنه بكل تأكيد سيزيد من وزنهم وثقلهم على الساحة الدولية.

وضع الدولة المراقبة خيارا اخر امام الفلسطينيين؟
هناك خيارا آخرا لربما تتخذه القيادة الفلسطينية يتمثل بتصويت الجمعية العمومية على تحسين وضع فلسطين في الوضع الحالي من "عضو مراقب" الى "دولة مراقبة" وهذا الامر يمكّن الجمعية العمومية الموافقة عليه دون الحاجة الى توصية من مجلس الامن، وتغييرا كهذا لم يدخل تغيرات دراماتيكية على الحقوق التي تتمتع بها فلسطين حاليا في الامم المتحدة لكنهم سيتمكنون من الانضمام الى المنظمات الدولية المختلفة اضافة الى التأثير الاعلامي والدعائي لهذه الخطوة عالميا.

وفي ظل غياب اجراء واضح في ميثاق الامم المتحدة يتعلق بموضوع الدولة المراقبة، يمكن للفلسطينيين التصرف استنادا لسوابق قانونية في هذا المجال خاصة الحالة السويسرية حيث بقيت سويسرا دولة مراقبة منذ 1948 حتى عام 2002 تاريخ اجراء الاستفتاء على انضمامها كدولة كاملة العضوية وحالة الفاتيكان رغم اختلاف الحالتيين عن الحالة الفلسطينية حيث كانت سويسرا والفاتيكان دولتان معترف بهما حين طلبتا الانضمام كدولة مراقبة الامر الذي قد يستدعي قرار من الجمعية العمومية لتنظيم وضع الحالة الفلسطينية في حال قرروا طلب الانضمام كدولة مراقبة.