وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مركز شباب مخيم جنين ........... إلى أين ؟؟؟؟

نشر بتاريخ: 16/09/2011 ( آخر تحديث: 16/09/2011 الساعة: 10:41 )
بقلم :عصري فياض

جدلية الإدارة والإمكانيات المادية في أي مؤسسة رياضية هي جدلية عامة في كل مناحي الحياة، وهي ليست حكرا على الرياضة فقط، فكل ناد يقوده هيئة أو فرد أو مجموعة تملك من القدرة الإدارية الكثير، وتبدع في تطوير النادي ومجالاته ومصادر دخله ، هي بالمحصلة مؤسسة ناجحة، وأي مؤسسة يقودها جمع من الناس قدرتهم الإدارية متواضعة ويشكون قلة المال، فالنتيجة ستكون تراجع وتقهقر أمام الحالة الجديدة للرياضة الفلسطينية.

في مركز شباب مخيم جنين، وفريقه الأول الذي يُسلح بتاريخ عريق على مدى خمسة عقود، كان له حضور مهم في الملاعب الكروية في كل الساحات الرسمية والودية، منذ رابطة الأندية الأولى حتى تكوين اتحاد كرة القدم، ومما عزز اسمه ووجوده النتائج التي كان يحققها والاحترام الذي كان يلقاه من باقي الفرق، وكذلك أضفت معركة مخيم جنين إبان اجتياح العام 2002 ظلها على المركز كون المركز قد قدم من أعضاءه في الانتفاضتين 23 شهيدا منهم المدربون واللاعبون في كرة القدم والملاكمة وكمال الأجسام....،فكانت المبادرة الخلّاقة في إطلاق البطولة التي حملت اسم الشهداء وحظيت بالتبني من قبل الاتحاد وشارفت على عشريتها الأولى بعد مضي ثماني نسخ متواصلة بنجاح،.

هذا المركز يقف اليوم على أعتاب مرحلة خطرة، بدأت ملامحها منذ سنتين، وهي تتمثل في الإخفاق في علاج حالة الفريق الأول، الذي ورغم حضوره وشموله على لاعبين مميزين على مستوى الوطن اخفق لثلاث مرات من الرحيل من قائمته الممتازة إلى الاحتراف الثاني ب، إما بسلسة تعادلات، أو معاكسة النتائج لأمنياته رغم انه تبوأ صدراه الفرق أو نافس عليها، ولم تفلح الهيئات الإدارية التي تعاقبت على إدارته طيلة السنوات الثلاث الأخيرة على التشخيص الحقيقي للحالة وتقديم العلاج الشافي.

وقد زاد هذا الوضع في حالة الفريق تدهورا تمثل في آخر ما تمثل نتائجه في النسخة الثامنة من بطولته ،وخسارنه في استغلال فرصة الإعادة في دوري الممتازة، فكان لابد من الهيئة الإدارية حينها أن تقف دون تأجيل وتقييم وضعها وتقول كلمتها.

ومع تأخر ذلك، وقبل نحو عشرة أيام تداعت الهيئة الإدارية لاجتماع استثنائي،بحضور مراقب المركز عضو المجلس الثوري والنائب السابق جمال ألشاتي، وبعد مداولات، قدم اربعه من أعضاء الهيئة الإدارية استقالتهم رسميا لمراقب المركز وهم حسن العموري رئيس الهيئة الإدارية وعلام ابو زينة الناطق الإعلامي وقدري جمال أمين السر ومحمد الشلبي، ليضافوا إلى العضو الذي استقال سابقا إبراهيم الدمج المشرف الثقافي، في حين آثر كل من الأعضاء محمد السعدي أمين الصندوق واحمد العابورة مشرف الفتيان والطلائع وسمير ابو علي مشرف اللياقة البدنية وزيد الأسمر مسؤول العلاقات العامة الاستمرار في تحمل المسؤولية .

وإذا كان دوري الدرجة الممتازة قد ينطلق على ابعد تقدير في منتصف او نهاية شهر تشرين ثان القادم، أي بعد نحو شهرين ،وحالة الهيئة الإدارية لم تحسم بعد،والأيام تستنزف يوما بعد يوم ، مع عدم وجود تدريب للفريق، أو حتى حسم مسألة من سيبقى في الفريق، ومن رحل ومن سيرحل، في الوقت الذي قد يقرر مراقب المركز ومديرية الشباب والرياضة أمام حالة الاستقالات الخمسة في المركز حل الهيئة الإدارية وإعلان عن ترتيب جديد لانتخابات مبكرة، وهذا أيضا سيأخذ وقتا قد يأتي على الشهرين القادمين وبالتالي تبقى قضية الفريق معلقة ، وغير مسوية بالشكل المطلوب........

من هنا أتوجه بندائي الحار لمراقب المركز الأخ جمال ألشاتي من أجل التعجيل في حسم مسألة الهيئة الإدارية، حتى يتسنى أما تشكيل هيئة إدارية جديدة مع من تبقى من الهيئة الحالية إن أمكن ذلك قانونيا، أو الخروج لانتخابات عاجلة تفرز هيئة جديدة تقوم بمتابعة المسؤوليات وعلى رأسها حل مسألة الفريق الأول في مركز شباب مخيم جنين الذي يحتاج لعمل الكثير الذي قد نتكلم عنه لاحقا.

إن الوقت العامل الأهم في هذه المرحلة، فالوقت لا ينتظر، وهو كالسيف إن لم نقطعه، قطعنا ومزق جسمنا واسمنا، وأعادنا إلى الوراء سنوات وسنوات، قد نتحاج لعقود لنعود إلى الماضي التليد، فعجلة الهدم أسرع من عجلة البناء.

نقول هذا من منطلق غيرتنا على المركز الذي عمدته الشواهد، وأثبته السنوات والأيام، ومحبتنا لأعضائه وأهله والحاضنة المكرمة التي يعيش فيها وهو مخيم جنين الذي أضحى اسمه نورا على امتدا الوطن والأمة .