وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

هل بدأ الهجوم الاسرائيلي- الدولة الفلسطينية تغزو الصحف الاسرائيلية

نشر بتاريخ: 16/09/2011 ( آخر تحديث: 16/09/2011 الساعة: 17:35 )
بيت لحم- معا- غزت الدولة الفلسطينية واستحقاق ايلول والتصويت المزمع في الجمعية العمومية الصحف الاسرائيلية بأنواعها وميولها المختلفة التي تجندت فيبما يشبه الحملة الهجومية المنظمة ضد الرئيس الفلسطيني وقرار الذهاب الى الامم المتحدة.

واحتلت النية الفلسطينية التوجه الى الامم المتحدة لطلب الاعتراف الاممي بالدولة الفلسطينية وكذلك جهود اللحظة الاخيرة والعزلة الاقليمية والدولية التي تعيشها اسرائيل ليس فقط عناوين الصحف وانما سيطرت على اقلام كبار المحللين السياسيين والعسكريين لدرجة امكانية وصف الصحف الاسرائيلية الصادرة اليوم الجمعة، صحف استحقاق ايلول والدولة الفلسطينية.

"ابو مازن ليس بن غريون واخر همه الدولة الفلسطينية وانما يسعى لتحقيق نصر دعائي واعلامي فقط"، بدات صحيفة "معاريف" الناطقة بالعبرية هجومها على الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومشككة بصدق نواياه ناسبة الاقوال السابقة لمصادر عليمة في حاشية نتنياهو.

وافردت الصحيفة مساحات واسعة جدا لكبار كتابها ومحلليها لنشر تقاريرهم ومقالاتهم على صفحتها الاولى فبل ان تستكملها في ثنايا ملحقها السياسي.

كبير المحللين السياسيين في الصحيفة "بن كاسبيت" كتب وتحت عنوان "معزولين لكن بكرامة " نصل الى ايلول مفرغين ومستنزفين ومعزولين فاقدين لحلفائنا الإقليمين وقد اخلينا اخر سفاراتنا في المنطقة كمن يخلي البيضة الفاسدة ولكننا حافظنا على كرامتنا وقامتنا المرفوعة.

لم تكن يوما اسرائيل بمثل هذا الوضع جون تضامن اية قوة اقليمية عربية او غير عربية مرة كانت لنا حليفة اسمها ايران وبعدها جاءت تركيا ومصر اما لان فلا شيئ انه الفراغ وفي المقابل يجب ان لا نستهين بقضية الكرامة في منطقتنا في المحيط العنيف المسمى الشرق الاوسط من لا يحافظ على كرامته سيتلقى الضربات.

الكاتب بن درور اختار لمقالته عنوان "مأساة بيبي" قائلا: "اقترب رئيس الوزراء نتنياهو خلال السنتيين الماضيتيين مسافة ذراع تقريبا من مسار كلينتون ووافق على الدولة الفلسطينية ومبادلة الاراضي ووافق على اخلاء جزء من المستوطنات وبقاء اخرى تحت السيادة الفلسطينية وبهذا فانه يقف والرئيس الامريكي والمستشارة الالمانية ميركل والرئيس الفرنسي ساركوزي ووزير خارجية بريطانية في ذات المعسكر لكن ابو مازن وكما فعل عرفات تماما بقي خارج المعسكر وهذه بالضبط التراجيدية الاسرائيلية الكبرى والتي نتجت من صناعة الاكاذيب التي تحول كل خطوة اسرائيلية الى جريمة ضد الانسانية.

ولم يكن الحل الامني بعيدا عن اقلام الكتاب الاسرائيليين وفي هذا السياق كتب " عوفر شيلح " تحت عنوان "سينتهي الامر الى العنف" ها نحن ندخل الاسبوع الاول من ايلول الدولة الفلسطينية والجيش الذي تدرب جيدا يدرك بان جزءا من ردوده ستؤدي الى رفع وتيرة الاحداث وزيادة شدتها وهناك جمهورا من المستوطنين لا يستطيع او لا يريد ان يسيطر على المشاغبين في صفوفه وهناك اجهزة امنية فلسطينية لم تستطع السيطرة على التظاهرات واحداث الشغب وهناك قيادة فلسطينية تسود داخلها اختلاف الرؤى ماذا عليها ان تعمل وقيادة اسرائيلية لم تفعل شيئا لتفكيك وتحييد امكانية الانفجار وتاريخ الشرق الاوسط يعلمنا ان فرص انتهاء تركيبة كهذه دون عنف هي فرص ضئيلة جدا.

صحيفة يديعوت احرنوت اختارت "جهود الفرصة الاخيرة" عنونا رئيسيا لها مستعرضة تحته الجهود الامريكية والدولية الهادفة الى ثني الفلسطينين عن عزمهم مؤكدة ان الولايات المتحدة تسعى لاقناع الفلسطينين بالاكتفاء بوضع الدولة المراقبة فيما تحاول اسرائيل منع اوروبا من تأييد الخطوة الفلسطينية مشيرة الى نية نتنياهو اسماع العالم الحقيقة من خلال خطابه امام الجمعية رغم فرص الاصغاء الضئيلة وانتفاء امكانية ان يطرح اقتراحات جديدة من شانها لجم الخطوة الفلسطينية.

ونشرت الصحيفة تقريرا للكتاب والمحلل " ناحوم برنيع" من واشنطن تحت عنوان "الصورة الكبرى " قال فيه " خطأ خطا خطا ان يحاول نتنياهو تحقيق الانتصار لاسرائيل لان نيويورك ليست الساحة الحقيقية وليست ممرات وقاعات الامم المتحدة الفخمة ولكن ساحة العمل الحقيقية تقع بين القدس ورام الله والقدس وانقرة والقاهرة وعمان وكل ما اضعناه في تلك الساحات خلال الاسابيع الاخيرة لن يتم تصحيحه في اروقة الجمعية العمومية.

حكومة نتنياهو ليست المذنبة الوحيدة في تدهور وضع اسرائيل في منطقة الشرق الاوسط تلك المنطقة التي تمر باحداث تاريخية لم يتسبب بها الاحتلال او بناء المستوطنات او وجود اسرائيل ذاته ولكننا مجبرون على توجيه انظارنا اولا وقبل كل شيئ الى حكومتنا ونسألها هل تتصرف بشكل صحيح اتجاه الاوضاع المتغيرة ؟ هل تؤدي سياساتها الى لجم التدهور او تسرعه وتزيده عمقا ؟ .

يفضل نتنياهو ان يرى الاحداث كأخطاء محلية " في الازمة مع تركيا المذنب هو اوردغان ، في الهجوم على السفارة الاسرائيلية في القاهره الذنب يقع على كاهل الحكم المصري الضعيف ، وفي توجه الفلسطينين للامم المتحدة هناك مذنبا وحيدا هو ابو مازن"، ونتنياهو يرفض ربط النقاط المذكورة فوضعها في صورة واحدة لان مثل هذا الربط سيكشف الجزء المتعلق بسياسة حكومته ومسؤوليتها عن الاحداث.

صحيفة هأرتس فضلت بدورها ابرام قرار نتنياهو القاء خطاب امام الجمعية العمومية على صدر صفحتها الاولى مشيرة الى امكانية موافقة نتنياهو على قرار يحسن وضع فلسطين في الامم المتحدة دون ان يرقى الى مستوى الدولة.

ونشرت الصحيفة تحقيقا مطولا للصحفي افي سخاروف تناول فيه استعدادات رام الله ليوم التصويت واكد فيه رغبة الفلسطينين بالهدوء بعيدا عن انتفاضة اخرى.