وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

انطلاق فعالبات الأسبوع الثقافي الفلسطيني في النرويج

نشر بتاريخ: 17/09/2011 ( آخر تحديث: 17/09/2011 الساعة: 12:24 )
أوسلو-معا- انطلقت فعالبات الأسبوع الثقافي الفلسطيني (نظرة على فلسطين) في النرويج يوم أمس، وقد افتتحت الفعاليات بلقاء بين وزيرة الثقافة سهام البرغوثي ووكيل وزارة الخارجية جري لارسن، ثمنت فيه البرغوثي الموقف النرويجي الداعم للحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، ومقدرة تشجيع مملكة النرويج القيادة الفلسطينية التوجه الى الجمعية العامة للأمم المتحدة لطلب عضويتها، كما شكرت النرويج على قرارها رفع درجة التمثيل الدبلوماسي الفلسطيني إلى درجة سفارة.

من جهة أخرى استعرضت البرغوثي مع لارسن التعاون الثقافي بين البلدين، واهمية الثقافة في تأكيد الهوية الوطنية والبعد السياسي للثقافة، حيث تم التاكيد على الاستمرار في التعاون الثقافي، ودفع التقييم الإيجابي لبرامج التعاون المنفذة بدعم من حكومة النرويج المسؤولين النرويجيين الى الاستمرار في هذا النهج، وفقا لوكيل الخارجية النرويجية لارسن.

وفي هذا السياق تمت الإشارة الى الصندوق الثقافي الفلسطيني الخاص بدعم الثقافة والفنون في فلسطين، وإلى صندوق القدس الثقافي اللذين تم تأسيسهما في النرويج.

كما استعرضت البرغوثي الصعوبات التي تواجه العمل الثقافي الفلسطيني بسبب إجراءات الاحتلال.

وحضر الاجتماع من الجانب الفلسطيني السفير الفلسطيني في النرويج ياسر النجار، ومعاوية طهبوب القائم باعمال مدير عام العلاقات الدولية في وزارة الثقافة، ومن الجانب النرويجي سيسلي ولش مسؤولة القطاع الثقافي في وزارة الخارجية النرويجية.

ويأتي تنظيم الأسبوع الثقافي بالشراكة بين مؤسسة صابرين للتطوير الفني ومؤسسة "ترب" النرويجية التي تعنى بنقل الثقافات والفنون بين الدول والشعوب.

ونوه الفنان سعيد مراد مدير عام مؤسسة صابرين أن فكرة "نظرة على فلسطين 2011 المقام حاليا في اوسلو هي من أجل أن يصبح المشهد الثقافي الفلسطيني جزءا من المشهد الثقافي العالمي، إذ تقوم الفعاليات على الاندماج والتعاون وورش العمل المشتركة، كتابا وفنانين فلسطينيين مع نظرائهم من النرويج، بما يحقق الندية والاحترام المتبادل بما له من دلالة مهنية على نضج الإنتاح الفني الفلسطيني.

حلم يتحقق في أوسلو
وكانت الفعاليات قد بدأت في بيت الأدب باوسلو بترحيب حار من إيلي بورجرفنك مديرة مركز "ترب" معبرة عن فرحها لتحول إقامة الأسبوع إلى حقيقة واقعة، حيث جرى الإعداد له على مدار العام. كما أشادت بعمق وغنى الفن والثقافة في فلسطين وضرورة أن يكون لها إسهاماتها في الثقافة العالمية.

منطلقات وأوجه التعاون
من جهته استعرض نور جير سبارتين ممثل المساعدات النرويجية للشعب الفلسطيني منطلقات وأوجه التعاون بين البلدين، مؤكدا على السياسة النرويجية الشاملة في مساعدة الطرفين على اقامة دولتين سياديتين في حدود معترف بها.

اما عن منطلقات التعاون فقد بدأ تفسيرها بسؤال عن علاقة الفن والموسيقى والأدب بالسياسة، مشيرا إلى الاتجاهين المعروفين في الفن: الفن للفن، والفن للمجتمع وقضايا الهوية وغيرها، معتبرا ان الفهم الثاني ينطبق على الفن في فلسطين.

وذكر سبارتين أن النرويج تقدر التعبير الثقافي الفلسطيني الذي يؤكد على الهوية الوطنية من جهة ويدعم بناء دولة فلسطين من جهة ثانية.

واستذكر سبارتين تاريخ النرويج منذ 150 عاما حين لعبت الثقافة والفن دورا قويا في الاستقلال، والتخلص من الاتحاد الإجباري مع السويد. واعتبر أن دور الدولة أعظم من مجرد إيجاد اشكال الدولة من حكومة وبرلمان وخدمات ونظم وقوانين، حيث يتجاوز الدور الى تأكيد الهوية الثقافية، وللشعب الفلسطيني أن يعتز بتراثه العريق.

كما عبر عن سعادته بتفتح البراعم الثقافية في فلسطين كثمرة لهذا التعاون مستعرضا الدعم الثقافي لعدد من المؤسسات الفلسطينية مثل الأكاديمية الدولية للفن المعاصر ومؤسسة تامر ومؤسسة صابرين وبرنامج الموسيقى للجميع المنفذ في المدارس الفلسطينية.

ودعا سبارتين الى التأكيد على الحق في التعبير في السياق السياسي وضرورة الشعور بالثقة في دور الثقافة في الكفاح الوطني الفلسطيني.
أما عن منطلقات دعم الأعمال الفنية التي تتناول مسرحيات واعمالا وفنونا من النرويج يقوم بها فلسطينيون فذكر أن ذلك لا يقوم من باب تصدير الثقافة بل هو لإثراء الثقافتين كي يقوم الفنانون بالإبداع معا، ومثل هذه العروض دليل على التعاون والصداقة وبناء تاريخ مشترك.

محددات الأدب الفلسطيني
ثم افتتح الكاتب حسن خضر جلسة الأدب الفلسطيني وحرية الصحافة والتعبير، معتبرا أن هذا الأسبوع فرصة للقاء مبدعين من النرويج ومبدعين فلسطينيين يصعب جمعهم في فلسطين بسبب إقاماتهم المختلفة في الخارج، وصعوبة دخولهم فلسطين.

وراى خضر ان هناك قيودا قانونية ما زالت تعيق الفلسطينيين كشعب عن الوجود الطبيعي والتنقل بسبب الاحتلال، وأن ذلك أثر على الثقافة الفلسطينية. وقد جاء ذلك في سياق تحديد من هم الفلسطينيون.

واستعرض خضر محطات حياة الشعب الفلسطيني وتجليات ذلك ثقافيا مشيرا إلى المراكز الثقافية الني كانت فاعلة قبل نكبة عام 1948 وكيف تم فقدانها معرجا على فترة اللجوء وما أثرته سلبيا على النمو الثقافي، مبينا كيف تم إعادة بناء الثقافة الفلسطينية في الستينيات بتحويل اللاجئين الى مناضلين من أجل الحرية حيث بدأ الفلسطينون في تقديم الأدب والفنون في بيروت كمركز مؤقت للثقافة الفلسطينية حين اصبحت منظمة التحرير وطنا رمزيا للفلسطينيين، معتبرا محطة بيروت مختبرا ثقافيا للفلسطينيين.

وأشار حسن خضر الى محطة المهجر الذي بدا كأنه صار مهجرا دائما لا مؤقتا حيث صار أبناء الجيل الثاني والثالث يسمعون العالم اصواتهم وقصصهم عبر أشكال فنية وأدبية مختلفة نساء ورجالا بلغات متعددة، فشهدنا كتابات فلسطينية باكثر من لغة صارت جزءا من الثقافتين الفلسطينية والعالمية.

تحولات الثقافة والأدب
بالرغم من القضايا الوطنية للأدب الفلسطيني إلا أن الادب الفلسطيني في العقدين الأخيرين دخلته مواضيع اخرى بالاعتماد على التفاصيل الصغيرة والتجاب الشخصية للكتاب، وهي مواضيع أساسية في الأدب.

وانتقد خضر الكاتب الذي ينظر الى دوره كمكرس للواقع السياسي في حين ان دوره هو الدفاع عن القيم الإنسانية، وقد ضرب بالكاتب محمود شقير مثالا إيجابيا في تطوير الكتابة الادبية من خلال قصصه الساخرة في نقد المجتمع.

السرديات الفلسطينية وسوزان ابو الهوى
في حديثها عن تجربتها الادبية، ذكرت الكاتبة الفلسطينية المغتربة في الولايات المتحدة سوزان ابو الهوى ان فلسطين لم تتعرض للاحتلال وسلب الأراضي والمزارع، بل تعرضنا لسلب الرواية ونفي دورنا في التراث العربي والثقافة العربية. واضافت ان السرديات الإسرائيلية قبل وبعد عام 1948 قامت على نفي حضورنا ووجودنا الحضاري في فلسطين، وفي هذا السياق وبعد عقود من العيش في المهجر بدأ كتاب وكاتبات يخاطبون العالم باللغات العالمية لتوضيح الرؤية الفلسطينية عبر الأدب، وكان التحدي هو التغلب على المعلومات المشوهة التي قدمها الآخرون الذين اعتبروا ان نكبة الشعب الفلسطيني هي عقوبة الهية، وان هذا الفهم للاسف ما زال يؤثر على كثيرين ويزداد في ظل كراهية الأجانب.

ودعت ابو الهوى الى تطوير الكتابة الادبية من اجل جعل صوتنا مقبولا ومسموعا في الغرب.

حنضل:التعبير بأي لغة
في مداخلتها أشارت الشاعرة الفلسطينية المغتربة في الولايات المتحدة نتالي حنضل الى أن الأدب الفلسطيني يمكن ان يكون في لغة أجنبية، وان المنفى وفقا لادوارد سعيد جزء من هويتنا، ونحن جزء من الأدب العالمي والفلسطيني ولدينا ما نرويه.

واضافت ان معرفة الكاتب بأكثر من لغة يشعره بان العالم كبير حوله رافضة ان يعيش الكاتب الفلسطيني على هامش المجتمعات.

واختتمت الجلسة بحديث لريناد قبج مديرة مؤسسة تامر عن ادب الأطفال في فلسطين، وورقة للصحفي محمد عمر حول الحرية الإعلامية ومعاناة الصحفيين تحت الاحتلال أثناء تغطياتهم والانتهكات التي تجري بحقهم.

وقد شهدت الجلسة نقاشات شارك فيها كتاب وفنانون نرويجيون وفلسطينيون، أدارها الكاتب النرويجي تراس لي.

وكان الفنان وسام مراد قد قدم أغنية (أنا لست لي) مستوحاة من جدارية الشاعر محمود درويش، ومن ألحان الفنان سعيد مراد.
أما القراءات التي شهدت حضورا نرويجيا فقد كانت لكل من الكاتبات القاصة حزامة حبايب والشاعرة نتالي حنضل والروائية سوزان ابو الهوى. وقد لاقت إعجاب الحضور حيث أدار الكاتب حسن خضر نقاشا تلا القراءات بينهم وبين الكاتبات.

وقد اختتم اليوم الأول الذي كان حافلا بالثقافة والفنون الفلسطينية بفرقة صابرين حيث تم تقديم بعض الأغاني القديمة والجديدة.