وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

"الاشغال":طريق الباذان-الأغوار منطقة منكوبة تنتعش مجدداً بطرق جديدة

نشر بتاريخ: 18/09/2011 ( آخر تحديث: 18/09/2011 الساعة: 09:40 )
رام الله- معا- اصدرت وزارة الاشغال العامة والاسكان تقريرا حول انجازها مشاريع تهدف لتحسين ظروف المواطنين المعيشية والارتقاء بمستوى حياتهم.

واستعرضت الوزارة في تقريرها مشروع "طريق الباذان - الاغوار"، والانجازات التي نفذتها لانعاش المنطقة بطرق جديدة وامنة، لا سيما ان الطريق إقليمي يربط مدينة نابلس بأريحا والأغوار وكذلك جنين وطوباس.

"حلّ الشتاء وحلّت حالة الطوارئ، السيول تغمر طريق (الباذان-الأغوار) والفيضانات تتلف المحاصيل الزراعية وتقتل المواشي وتدخل إلى البيوت وتدمر مقتنياتها وتشل حركة 15 ألف مواطن من سكان قرية فروش بيت دجن، عين شيبلة، النواجي، بيت حسن، العقربانية والنصارية".

"كلهم قلقون من هذا الفصل رغم إنتظارهم الطويل له -فهم مزارعون بطيبعة الحال- ولكن الشتاء وما يتبعه من سيول فيضانات وخسائر مادية كان ينغص عليهم فرحتهم به ويجعل وضع المنطقة أشبه بالمأساة"، هكذا يصف رئيس مجلس الخدمات المشتركة خالد حمدان حالة طريق الباذان الاغوار قبل اصلاخه واعادة تأهليه.

وعند حديثه عن الطريق بعد إنجازه يتنفس الصعداء قائلا: "وين كنّا وين صرنا" ويضيف:" كان وضع الطريق مأساوياً بمعنى الكلمة، لقد خسر سكان هذه المنطقة الكثير جراء السيول والفيضانات التى كانت لا تفارقهم طوال فصل الشتاء"، يتنهد قليلاَ ويبدو وكأن ذكريات مزعجة عاودته ويقول: "تخيلوا أن مدير المدرسة كان بمجرد أن يرى الغيوم بدأت بالتلبد في السماء، يقرع جرس المدرسة ويصرف الطلاب خوفاً عليهم وحفاظاً على سلامتهم" وقد يتبادر إلى الأذهان "أيعقل أن يكون الوضع مأساوياً لهذا الحد الذي يجبر مدير المدرسة على تعطيل الدراسة في مدرسته بشكل كامل!!"، فيجيب حمدان "لقد حصلت حالات غرق لدى طلاب المدارس ولا سيما صغار السن وقد تم إنقاذهم من السيول عدة مرات، مما أجبر المدير على هذه الخطوة الاحترازية في أيام الشتاء".

حياة جديدة لـ15 ألف مواطن:
ويعتبر طريق (الباذان-الأغوار) طريق إقليمي يربط مدينة نابلس بأريحا والأغوار وكذلك جنين وطوباس وبالتالي فهو طريق حيوي يشهد حركة تنقلات نشطة، بالإضافة إلى أنه يخدم ما يزيد عن 15 ألف مواطن من سكان القرى المحيطة، ومن هنا أدركت وزارة الأشغال العامة والإسكان ممثلة بمديريتها في نابلس هذه الأهمية،

وفي هذا السياق أكد المهندس وليد دياب المسؤول المشرف عن الطرق في مدينة نابلس، قائلا: " كانت المديرية مدركة تماماً لخطورة هذا الطريق خاصة في فصل الشتاء، فقبل أن يتم تنفيذ هذا الطريق كانت آليات المديرية تعمل وبشكل مستمر على فتح الطرق المغلقة وإزالة الانجرافات الترابية أولاً بأول لضمان سير الحياة بشكلها الطبيعي وعدم تعطيل مصالح الناس ومن أجل تفادي الخسائر الجسيمة التي تصيب المنطقة"، ويقول حمدان في ذات السياق:"لقد كانت التكاليف والخسائر مرتفعة جداً، والمديرية لم تتوانى أبداً عن التعاون معنا حتى خارج أوقات الدوام وكنا نضطر أحياناً إلى استئجار آليات ومعدات خاصة للسيطرة على الوضع وفتح الطرق وضمان عدم تعطيل مصالح المواطنين

طريق الباذان -الاغوار قبل وبعد إعادة التأهيل:
أما المواطن الزائر للمنطقة الآن فربما لن يصدق أن ما ورد أنفاً حقيقي أو انه يمر في ذات الطريق! فهو الآن طريق واسعٌ وآمن، حيث تم تخطيطه ووضع الإشارات الإرشادية والتحذيرية والسياجات الحديدية وعيون القطط، ناهيك عن العبارات التي تحول دون تجمع المياه وتشكل الفيضانات والسيول، ويبدو أن سكان المنطقة سعيدون بهذا الإنجاز، فحسب تعبيرهم فأنهم وبعد إنجاز الطريق وإعادة تأهيله باتوا يكسبون الوقت خلال تنقلهم بالإضافة إلى أن مخاوفهم من السيول والانجرافات التي كانت تكبدهم الخسائر الفادحة أصبحت الآن جزءاً من الماضي، والطريق الآمن والحديث يضمن لهم تحميل منتوجاتهم و نقلها دون تكسيرها والإضرار بها.

أما أصحاب المحال التجارية، فقد أنعشت حركة المسافرين القادمين من وإلى أريحا، ولا سيما ( الجسر) النقطة الرئيسية للعبور إلى الاردن، أعمالهم التجارية بل وذهب البعض إلى إنشاء الإستراحات التي تقدم الوجبات الخفيفة للمسافرين، ويقول حمدان: "هذا الطريق أنعش الحركة الإقتصادية في المنطقة بشكل كبير.. الحمد الله".

وحول تطلعات سكان المنطقة، تأمل حمدان أن يتم إكمال أعمال الطريق الواصل بين النصارية والباذان، حيث أن هذه هي المنطقة المتبقية التي لم يشملها المشروع، مشيراً إلى أن المنطقة بحاجة إلى أعمال صيانة وإعادة تأهيل بشكل طارئ".

من منّا لم يرز الباذان يوماً:
لهذا المكان ميزة خاصة لكافة الفلسطينين إنه وجهتهم السياحية الأولى وإنه ملاذهم الآمن من أشعة الشمس الحارة، إنه الباذان.
تتزاحم تسعة متنزهات في أجمل مناطق الباذان ويقصدها المواطنون من محافظات الضفة الغربية ومناطق الـ48 بشكل هائل وأعداد كبيرة تصل إلى 300 ألف زائر خلال موسم الصيف والإجازات، فما أن تقف سيارة في الطريق فإن هذا يعني أن هناك أزمة مرورية خانقة تنتظر المنطقة طوال النهار ولساعات متقدمة من الليل.

المكان الجميل كانت تعيبه الشوارع الضيقة وغير المؤهلة المحيطة به والمؤدية إليه، ويقول عبد السلام الفارسي صاحب منتزه شلالات الباذان: "الناس يحبون هذه المنطقة ولكنهم كانوا دوماً يتذمرون من الطريق إليها ومن أزمة السيارات في محيطها".

وزارة الأشغال لم تغفل عن الموضوع، فباشرت وبتمويل من وزارة المالية بمشروع إعادة تأهيل طريق(الباذان- نابلس) عى عدة مراحل وبتكلفة اجمالية فاقت الـ 5 ملايين شيقل، يقول الفارسي: "عندما علمنا عن المشروع أثلجت صدورنا بالخبر" وحول آلية تنفيذ المشروع يضيف الفارسي: "الجميل في الموضوع أن المديرية كانت متفهمة لضرورة إنجاز المشروع في أسرع وقت ممكن حيث عملت الآليات بشكل متواصل لضمان إنهاء أعمال الصيانة قبل حلول الصيف، وفي ذلك حفاظ على مصالحنا حيث أن فصل الصيف يشكل موسم عملنا بشكل رئيسي".

ويضيف مبتسما" لقد تم التعامل معنا كشريك مهم في هذا المشروع وتم الاستماع لمشاكلنا وحلها على الفور".

طريق نابلس- الباذان بعد إعادة تأهيلها:
يشار إل أن طريق ( الباذان-نابلس) كانت طريق لا تتوفر فيها شروط السلامة المرورية، فعدا عن كونها ضيقة، فقد كانت تفتقد إلى كافة وسائل الآمان والسلامة المرورية من السياج الحديدي، عيون القطط، الاشارات الارشادية والتحذيرية وتخطيط الطريق.

وهنا يتذمر أحمد دبابسة صاحب منتزه البتراء من الوضع السابق ويقول: "كانت السيارات تهوي في الوادي والحوادث باتت أمراً مألوفاً..للأسف لقد ذهبت أرواح عديدة جراء الحوادث في هذه المنطقة" ويكمل: "الحمد الله الوضع الآن أفضل مليون مرة".

مدخل جميل لمدينة نابلس:
وشمل مشروع (نابلس- الباذان) جزءاً مهماً نفذ على حدود بلدية نابلس حيث أنه يعتبر مدخل أساسي الآن لمدينة نابلس، وحول أهمية هذا المدخل يتحدث م.عدلي يعيش رئيس بلدية نابلس قائلاً: "يعتبر هذا المدخل مدخل حيوي ومهم لمدينة نابلس وهذا المشروع أعطاه نقلة نوعية وحضارية، ناهيك عن أهمية المشروع ككل فهو طريق اقليمي يربط نابلس بالأغوار وأريحا".