وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

البرغوثي يدعو الى جعل خسائر الاحتلال اكبر من مكاسبه

نشر بتاريخ: 20/09/2011 ( آخر تحديث: 20/09/2011 الساعة: 19:39 )
رام الله- معا- اكد النائب الدكتور مصطفى البرغوثي الامين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية ان التوجه الى الامم المتحدة لطلب عضوية فلسطين والاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود عام 67 وعاصمتها القدس بعد عشرين عاما من المفاوضات العقيمة هدفه التأكيد على انه ان الاوان لوضع قضية فلسطين في اطارها الصحيح باعتبارها قضية حرية وعودة واستقلال وليست مجرد خلاف بين طرفين عليهما التفاوض للتوصل الى حل كما حاولت اسرائيل ومن يدعمها طوال الايام الماضية.

واضاف البرغوثي خلال مؤتمر صحفي عقده في مركز وطن للاعلام في رام الله ان الصراع يدور الان على ان تكون لنا دولة حقيقية ذات سيادة او ان يكون الحل دولة ذات حدود مؤقتة على كانتونات ومعازل كما تحاول اسرائيل ان تكرس عبر الاستيطان وان الصراع يدور على ان نبقى في مفاوضات عقيمة او ان نتمرد على هذا وننهي الوضع الذي اصبحت فيه المفاوضات غطاء للتوسع الاستيطاني ونظام التمييز العنصري.

واشار النائب مصطفى البرغوثي الى ان الصراع يدور على القبول بتصفية حق اللاجئين في العودة والقدس عاصمة للدولة الفلسطينية من خلال الضغط الاسرائيلي وبعض صيغ توني بلير مبعوث الرباعية التي قدمت الى اللجنة الرباعية او ان نحمي حقوق اللاجئين الفلسطينيين في العودة الى ديارهم التي هجروا منها و نحقق حريتنا واستقلال حقيقي وعودة اللاجئين بما يقود الى تحقيق تطور اقتصادي وحياة كريمة وكرامة وليس القبول بفتات الحل الاقتصادي الاسرائيلي والتبعية للمساعدات الاجنبية واستمرار السيطرة الاسرائيلية على اموال ضرائبنا بسبب اتفاق باريس اقتصادي والعيش في كانتونات ومعازل وليس في دولة ذات سيادة.

وقال البرغوثي انه يجب النظر الى التوجه الى الامم المتحدة من خلال حجمه الحقيقي دون مبالغة ودون استخفاف داعيا الى التصدي للضغوط التي تمارس لثني شعبنا عن حقه في مطالبته بحريته واستقلاله الكامل والا تكون خطوة الامم المتحدة خطوة تكتيكية للعودة الى نفس المفاوضات التي انشات ما نعيشه اليوم من ظلم واحتلال بل تكون خطوة من توجه استراتيجي وطني جديد وشامل وموحد لتغيير ميزان القوى على الارض باعتبار ان نتائج المفاوضات نفسها يقررها ميزان القوى وليس اي شيئ اخر.

واعرب البرغوثي عن امله في ان تكون هذه الخطوة بداية لتوجه استراتيجي جديد لتغيير ميزان القوى وجعل تكاليف الاحتلال اكبر من مكاسبه .

واكد النائب مصطفى البرغوثي انه سواء صوت مجلس الامن ام لم يصوت لصالح الدولة الفلسطينية فان الدولة ستصنع هنا على الارض مثلما ستصنع حرية شعبنا من خلال نضالنا الشعبي التوجه للامم المتحدة يجب ان يكون بداية لاستراتيجية وطنية موحدة جديدة.

واضاف البرغوثي ان التوجه الى الامم المتحدة يجب ان يترافق مع بلورة استراتيجية وطنية موحدة تشمل اولا: المقاومة الشعبية الواسعة التي يجب استنهاضها واشراك كل الناس شيوخا ونساء واطفالا فيها عبر مقاطعة البضائع الاسرائيلية وتوجيه ضربة لاسرائيل التي تبيع في اراضينا ما يزيد عن ثلاثة مليارات دولار وتجني ارباحا تستخدمها لبسط احتلالها.

وثانيا:استعادة الوحدة الوطنية عبر التوجه الجاد لتطبيق اتفاق المصالحة حتى تكون لنا قيادة موحدة واستراتيجية وطنية موحدة ومشاركة وطنية موحدة لتغيير ميزان القوى لصالح الشعب الفلسطيني.

وثالثا:استنهاض اوسع حركة تضامن دولية لفرض عقوبات ومقاطعة على اسرائيل مثلما جرى مع نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا.

ورابعا:تغيير كل السياسات الاقتصادية لتركز على دعم الناس وثباتهم في وجه الاحتلال والاستيطان والجدار خاصة في القدس والخليل والمناطق المهددة بالاستيطان .

وقال البرغوثي انه يجب الا يكون التوجه الى الامم المتحدة سببا لمزيد من الانقسام بل يجب ان نكون متفقين على ضرورة توحيد طاقاتنا ما دمنا متفقين على هدف اقامة الدولة وعودة اللاجئين والكفاح من اجل حريتنا وتحرير القدس.

واضاف النائب مصطفى البرغوثي انه يجب ان نكون متفقين على انه لا عودة للمفاوضات العقيمة كما تريد اسرائيل دون وقف شامل للاستيطان بما في ذلك القدس والاقرار بانهاء الاحتلال عن جميع الاراضي المحتلة وصد محاولات بلير وبعض الاطراف الدولية خاصة اميركا لمنعنا من التوجه للامم المتحدة .

وقال البرغوثي ان الضغوط يجب ان توجه ضد اسرائيل لوقف الاستيطان الذي وعد الرئيس الاميركي باراك اوباما بوقفه قبل عام ونصف في القاهرة مثلما وعد بان تكون فلسطين عضوا في الامم المتحدة بحلول سبتمبر 2011 ثم تراجع عن كل وعوده وادخل نفسه وبلده في تناقض شامل مع كل ما يتحدثون عنه من قيم الحرية والاستقلال وحق تقرير المصير والديمقراطية للشعوب والربيع العربي.

واشار البرغوثي الى مخاطر عدة تقف امام شعبنا من بينها المحاولات لتاجيل عرض عضوية فلسطين في مجلس الامن الى جانب محاولات المماطلة عبر الضغط على الامم المتحدة والدول الاعضاء مما يستوجب عدم الاذعان بل التوجه الى الجمعية العامة لطلب العضوية ليس لاستبدال العضوية الدائمة بعضوية منقوصة ولكن ليكون هناك قرار يطالب مجلس الامن باحترام الشرعية الدولية والقانون الدولي والموافقة على انضمام فلسطين للعضوية الكاملة مؤكدا ان هذا هو جزء من المعركة وليس المعركة كلها.

تهديدات نتنياهو والمستوطنين لن تخيفنا
وبشان تهديدات نتنياهو وحكومته وحديثه عن ان الخطوة الفلسطينية في نيويورك ستبوء بالفشل قال النائب مصطفى البرغوثي ان الذي فشل هو نتنياهو وحكومته داعيا اياه الى النظر الى الصورة الحقيقية وخسارة اسرائيل لتحالفاتها في المنطقة والى قراءة ما كتبه المعلق في صحيفة نيويورك تايمز توماس فريدمان المعروف بمساندته لاسرائيل حيث قال:"لم تعرف اسرائيل حتى اليوم حكومة اكثر بلادة وتفاهة اكثر من حكومة نتنياهو وان اسرائيل تغرق في العزلة الدولية وستسحب معها حتى الولايات المتحدة لهذه العزلة".

واضاف البرغوثي ان 85% من سكان الكرة الارضية يعيشون في بلدان اعترفت بفلسطين وحق شعبنا في الاستقلال معربا عن شكره للسويد على اعترافها بفلسطين ورفع التمثيل الفلسطيني الى سفارة وكذلك النرويج التي اعلنت انها ستدعم حق شعبنا في الحرية والاستقلال مشيرا الى استطلاع الراي الذي نشرته هيئة الاذاعة البريطانية والذي اظهر ان غالبية الشعوب بما فيها الشعب الاميركي تدعم عضوية فلسطين وهذا تحول تاريخي مهم.

واكد ان على شعبنا النهوض عبر تصعيد المقاومة الشعبية في وجه المستوطنين الذين يهددون وتستخدمهم حكومة نتنياهو ضدنا لاظهار ان صراعنا الدائر الان يقوم بين طرفين على اراض متنازع عليها وان الرد يجب ان يكون على غرار ما قامت به قرية قصرة الباسلة التي شكلت لجان حماية شعبية ونجحت في حماية القرية وسكانها وردع المستوطنين حيث ادان في هذا الاطار اعتداءات المستوطنين اليوم في سلفيت والتي ادت الى اقتلاع 500 شجرة زيتون.

واوضح النائب مصطفى البرغوثي اننا شعب نخوض معركة تحرر وطني ونسعى الى الحرية ولسنا مجرد متنازعين على سلطة تحت الاحتلال داعيا الى الايمان بعدالة ونبل معركتنا من اجل الحرية مدللا على ما قالته احدى الفتيات خلال تظاهرة عند قلنديا في وجه جنود الاحتلال :"نحن نريد ان نعيش بحرية وكرامة ولن نسمح لهذا الاحتلال بان يستمر".