وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

قراقع: سلامة الرشايدة دخل السجن بصيرا وخرج كفيفا

نشر بتاريخ: 21/09/2011 ( آخر تحديث: 21/09/2011 الساعة: 11:24 )
بيت لحم- معا- قام وزير شؤون الأسرى والمحررين بزيارة الى عائلة الأسير المحرر سلامة محمد حسن الرشايدة، والذي اعتقل عام 2005 لمدة ثلاث سنوات ونصف، وأصيب بالعمى نتيجة تعرضه للضرب والتعذيب على يد المحققين خلال استجوابه، وهو متزوج ويعيل 5 أبناء.

وقد رافق قراقع خلال زيارته الأسير المحرر أحمد أبو السكر، وفريد الأطرش مدير الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في بيت لحم، والدكتور رمزي عودة المدير التنفيذي لملتقى الطلبة، ووفد من الوزارة على رأسهم فؤاد الهودلي وحسن عبد ربه ، وبحضور رئيس المجلس القروي فواز الرشايدة والأسيرة المحررة شيخة الرشايدة.

وخلال لقاء قراقع والوفد مع الأسير سلامة وأسرته في منزله، حمل المسؤولية التامة لحكومة اسرائيل عن هذه الجريمة التي ارتكبت بحق الأسير سلامة من خلال تعرضه للتعذيب القاسي في سجن عسقلان وضربه على رأسه على يد المحققين، وأشار أن سلامة الرشايدة شاهد على جرائم كثيرة ترتكب في أقبية التحقيق وتواصل سياسة التعذيب مع الأسرى والتي تنتهك المواثيق والقوانين الدولية.

وشرح سلامة عمّا جرى منذ لحظة اعتقاله وتواصل التعذيب معه في زنازين انفرادية لمدة أكثر من ستين يوما، وأنه اكتشف فقدان بصره عندما رفع عن عينيه النظارة السوداء التي وضعها المحققون على عينيه خلال فترة التحقيق.

وقال أصبت بصدمة عندما دخلت الزنزانة حيث اعتقدت أن الكهرباء في الزنزانة مقطوعة، ولكن أحد الأسرى الموجودين قال لي أن الزنزانة مضيئة، فعرفت أنني فقدت بصري.

وقال أن أكثر ما يوجعني إنني لا أرى أولادي وبناتي وأهل قريتي، و رغم ذلك فإني استمد منهم نور البصيرة والقوة على التحمل من خلال وقوفهم الى جانبي ومساعدتي.

ابنته الصغيرة أسيل قالت لا أتمنى سوى أن يشفى أبي ليراني، و يرى شهادتي المدرسية، وأن يعود كالسابق يدربني على دروسي وينتقي لي فستان المدرسة.

سلامة الرشايدة يعيش في بيت صغير وفقير يسير على عكازته في فناء البيت، ويبقى جالسا حتى يعود أولاده من المدرسة ليقودوه الى شوارع القرية.

المحامي فريد الأطرش مدير الهيئة المستقلة قال أن التعذيب في اسرائيل أصبح قانونا يجيز لرجال المخابرات استخدام العنف الجسدي ضد الأسرى خلال استجوابهم، وهم بذلك يرتكبون جريمة ضد الإنسانية.

لا زال سلامة الرشايدة يحمل في داخله الأمل بالعلاج بعد أن طرق كل أبواب المستشفيات والأطباء، يتحمل بمعنويات عالية، وإرادة صلبة، ويصف ما جرى معه بالفاشية، وأنه لن ينسى أن هناك احتلال حرمه من رؤية الشمس وأولاده ورؤية النهار.

ظلت صورة المحققين عالقة في بؤبؤ عينيه كما يقول، يراهم يتناوبون عليه في غرفة تحقيق باردة تسمى الثلاجة، شبحوه لساعات طويلة، هزوا جسده بعنف، ضربوه على كل أنحاء جسده حتى امتلأت عيناه بالدم والوجع.

عاد أخيرا الى قريته البدوية، محاولا أن يجحظ عينيه الى أوسع ما يمكن حتى يرى الناس سلسلة طويلة من مركز التحقيق والمسالخ والأجساد المنهكة والمعذبة في أقبية الظلام.

سلامة الرشايدة يقول مازحا: القلب يبصر قبل العين أحيانا، وفي قلبه رواية الآلاف من الأسرى الفلسطينيين الحاملين في أجسادهم أمراضا زرعتها الحياة البائسة في السجون والمعسكرات والزنازين.

هو البدوي، ابن هذه القرية الجبلية ذات الطابع الصحراوي، الواقعة في أقسى الشرق من محافظة بيت لحم، وتمتد حتى حدود البحر الميت، يبلغ عدد سكانها 1500 نسمة يعتمدون في عيشهم على الثروة الحيوانية، وقد تعرضوا للملاحقة والمداهمات، وتحولت أراضيهم لمعسكرات تدريب للجيش الاسرائيلي، وهدمت قوات الاحتلال بركسات الأغنام أكثر من مرة لإجبارهم على الرحيل.

اعتقل من قرية الرشايدة العديد من الشبان والنساء ولا زال 6 معتقلين يقبعون في السجن ، وهي موطن رأس الشهيد الأسير خليل الرشايدة الذي سقط في سجن نابلس بتاريخ 4/3/1970.