وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

محطات من دورينا

نشر بتاريخ: 21/09/2011 ( آخر تحديث: 21/09/2011 الساعة: 20:19 )
بقلم : صادق الخضور

وتتواصل المسيرة، والجولات الثلاث الأولى من عمر دورينا أبانت عن وجود تنافس ستشهده الجولات القادمة بين الفرق التي استعدت جيدا للدوري، ويبرز ثلاثي القمة: الأمعري العنيد، والهلال المثابر والعميد المتجدد.

اللاعبون العائدون من تجارب احترافية ....تألق واضح
والحديث يدور عن نجمين كبيرين الأول فهد عتال الذي يقدم مستويات لافتة ويتميز بتحركات مدروسة ويمارس دور صانع الألعاب باقتدار مما أكسبه محبة جماهير العميد.
العتال يوظف خبراته لصالح بناء جمل مدروسة ويبدي توجيهات ميدانية تمكن رفاقه من تناقل الكرات بسلاسة، وقد بدا واضحا التجانس الكبير بينه وبين زميله في خط مقدمة العميد هداف الدوري السابق إياد أبو غرقود.

أما النجم الثاني العائد من تجارب احترافية فهو فادي لافي الذي يعتبر صمام أمان الهلال المقدسي، وثبات مستواه أفاد كثيرا الفريق الهلالي، فادي يتحرك في أرجاء الملعب ويترك بصمته على معظم الهجمات الهلالية، ووجوده بمعية دادو شكل إضافة نوعية لمقدمة الفريق الهلالي .
العتال وفادي ..يصنعان ويسجلان..يصولان في أرجاء الميدان..وكم كنا نتمنى أن يتواجد البهداري في دورينا،
وبانتظار إبداعات نجم محترف عائد هو كشكش الذي استهل مشواره فعليا الأسبوع الماضي وعليه يعول الجهاز الفني للأمعري كثيرا.

بطولة الكأس..وموجبات موضوعية لإطلاقها
بطولة الكأس بمشاكة فرق كل الدرجات مطلب هام واستحقاق يجدر الاهتمام به وإطلاقه في هذا التوقيت لأسباب واعتبارات موضوعية كثيرة، إذ ليس من المعقول أن يقتصر النشاط على عشرة فرق هي قوام دوري المحترفين، فهناك فرق من درجات مختلفة في حالة بيات، ثم إن الاقتصار على الدوري يرهق فرق المحترفين ولا يتيح تجريب عناصر جديدة من اللاعبين، ولا يترك مجالا لاكتشاف مواهب كروية قد تستعين بها فرق المحترفين في الإياب.

بطولة الكأس تتطلب وقتا، والبدء فيها منذ الآن يتيح استثمار الملاعب قبيل حلول الشتاء، ويعطي فرصة للفرق المتواجدة في غير دوري المحترفين لإثبات ذاتها، وقد يكشف عن كفاءات تدريبية ولاعبين ناشئين وشباب لم تتسع مساحة المحترفين بمحدوديتها لضمها بين جنباتها.
إطلاق بطولة الكأس سيعزز النجاحات ويوفر فرصة للفرق المجتهدة لإثبات ذاتها، وإطلاقها سيوفر آليات لفرق المحترفين لالتقاط أنفاسها، وفي كل دوريات العالم تسير بطولة الكأس بموازاة الدوري.

إطلاق الكأس مطلب إيجابياته تفوق سلبياته بكثير، والمطلوب دراسة الفكرة لا سيما وأن تنظيم بطولة الكأس بات أسهل من أي وقت مضى في ظل توافر ملاعب مهيأة لاحتضان المباريات.

الفوار..أبو ديس..والبقية تأتي
فرق تعاني من عجز مالي واضح، فقد أرهقها الدوري الماضي ومتطلباته وباتت على شفا الانهيار، كثيرة هي الفرق لكن ومن باب المثال لا الحصر نستعرض حالتي أبو ديس والفوار حيث الديون المتراكمة والالتزامات المتلاحقة وتبعات الدوري المنقضي تركت الفريقين اسما بلا فاعلية، وهو ما تسبب في فقدانهما الكثير من اللاعبين.

الحال ذاته ينطبق على فرق من درجات مختلفة ومن الدرجة ذاتها، وغياب إستراتيجية للدعم، ووجود متطلبات للمشاركات، أسباب تسببت في تأزيم الموقف، ودخول الفرق في حالة بيات صيفي مع أن الصيف أنسب الأوقات لتفعيل النشاطات.

حال محزن، لا نظن أندية جنين بمنأى عنه ولا نستثني أنصار القدس ولا جورة الشمعة ولا العبيدية ولا غيرها من الفرق التي التزمت بالمشاركة في المسابقات لكنها وجدت نفسها مجبرة على تجميد نشاطها في ظل كثرة التبعات.

للأسف معظم اللقاءات الصحفية تركز على لاعبي المحترفين وتتحدث عن تسجيل أهداف زانهيار دفاعات لكنها لا تتطرق لانهيار فرق بأكملها، وتتغاضى عن ألم الحاجة والعوز والأنين لفرق بات الاقتراب منها أو العمل ضمن هيئاتها الإدارية ولجانها الرياضية مجلبة للهموم.

في ظل ما سبق، نحن مقبلون على أزمة إدارات إذ سيتهرب الكثيرون من تحمل المسئولية في ظل غياب الأفق المرتبط بالدعم، ومطلوب أن تبادر شركات القطاع الخاص لتحمل مسئولياتها.

ملاحظات فنية من المباريات
تتواصل المباريات، المستوى لا زال دون مستوى الطموح وقد سجلنا جملة ملاحظات فنية:
** معظم الحراس يرسلون الكرة بالقدم طويلة، والمهم التخلص منها لا استثمارها في بناء هجمات، كما أن بعض الحراس يخرجون خارج حدود 18 وهم يحملون الكرة والحكام يكونون في وضع غير مواجه للكرة، فأين دور المساعدين؟؟
** أسلوب الضغط على اللاعب المستحوذ على الكرة يسجل حضوره البارز، ولكن المبالغة فيه تتسبب في التحامات عنيفة قد تتسبب في إصابات، وهو يتطلب لياقة عالية وكثير من الفرق تهمل جانب اللياقة.
** لاعبون يستعيدون بريقهم ومنهم السويركي في العميد وإسماعيل قاسم الغزلان وفادي الهلال، لكن ثمة لاعبون ضلوا طريقهم فلم يقنعوا ومنهم حسام زيادة الذي لا زال بعيدا عن مستواه، والسباخي العائد للترجي، ومأمون رجب الثقافي، والهندي من الأمعري.
** البديل المؤثر والحاسم قلما يتواجد في دورينا وهنا نستثني اللاعب الخبير إحسان صادق الذي برهن أن الخبرة ضرورية، ونجح في حسم مباراتين لصالح بلاطة.

الرياضة المدرسية: تحية ومناشدة
الرياضة المدرسية رافد رئيس للرياضات كلها، وفي العام الماضي واصل القائمون عليها العمل الدؤوب، ونظموا بطولات ظلت بمنأى عن متابعات القائمين على المنتخبات، وإذ نحيي القائمين عليها لنتمنى أن تتواصل الروح النشطة خلال العام الحالي وهي مهيأة لذلك في ظل وجود طاقم إشرافي متميز عليها عبر دائرة النشاط الرياضي في وزارة التربية والتعليم العالي.

أما المناشدة فهي للشركات المفترض فيها تبني الرياضة المدرسية ورعايتها بصورة تعزز الطلبة الحريصين على الإبداع، وما دمنا في غمرة المناشدة فإننا نناشدها بدعم منتخبنا المدرسي الذي يتأهب للمشاركة في بطولة مدرسية عربية في الطائف إذ أن قلة الإمكانيات جعلت الاستعداد مقصورا على معسكر داخلي لأيام معدودة في الخليل.
الرياضة المدرسية نافذة الأمل ويجب أن تبادر اللجنة الأولمبية لتكليف كل اتحاد بإعداد خطة تهدف إلى تحقيق تكامل مع الرياضة المدرسية وبما يضمن تجاوز حالة الخلل في منتخبات الفئات العمرية في كل الرياضات.

قبل طي الصفحة نذكّر بالرياضة الجامعية وهي جزء مكمل للرياضة المدرسية، ونتطلع لأن تولي إدارات الجامعات اهتماما أكبر لها، وأن يكون العام الحالي عام الرياضة المدرسية والجامعية.