وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

بمشاركة سفيرنا- وكالة انباء روسية تنظم ندوة حول التوجه للامم المتحدة

نشر بتاريخ: 22/09/2011 ( آخر تحديث: 22/09/2011 الساعة: 17:24 )
روسيا - معا - نظمت وكالة أنباء "ريا نوفوستي" في موسكو ندوة حوارية، شارك فيها عدد من ممثلي الأوساط العلمية والاجتماعية الروسية بالتحليل الوضع الذي يحيط بهذا الحدث الهام في تاريخ الشعب الفلسطيني، بمناسبة التصويت في هيئة الأمم المتحدة على مسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة، وبحضور عدد كبير من ممثلي وسائل الاعلام الروسية والعربية والاجنبية.

وشارك في هذه الفعالية كلا من سفير دولة فلسطين لدى روسيا الدكتور فائد مصطفى، ومدير معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية فيتالي نؤومكين، ورئيس المنظمة الاجتماعية الروسية "مركز الثقافة الفلسطيني" وفيق الشاعر، ورئيس الجالية الفلسطينية في روسيا الاتحادية، وعضو مجلس الجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية أوليغ فومين، وعميد الأكاديمية الدبلوماسية لدى وزارة الخارجية الروسية السفير نيكولاي تيخوميروف.

وأدار هذه الفعالية مستشار رئيس التحرير السيد قسطنطين مكسيموف رئيس نادي الشرق حيث قدم سفير فلسطين الدكتور فائد مصطفى لدى روسيا الاتحادية الذي استهلّ كلمته قائلا:

" أن المنطقة تشهد حراكا سياسيا لم تشهده المنطقة منذ عقود تتصدره القضيه الفلسطينيه وهو الامر الذي يؤكد على ان القياده الفلسطينيه نجحت في مسعاها حتى قبل أن يتم التصويت في الأمم المتحدة وبمعزل عن النتائج، إذ استطاعت أن تجذب إنتباه المجتمع الدولي، فأضحت التوجهات الفلسطينية تحتل مراكز الصدارة في الأحداث العالمية".

وتحدث عن الأسباب التي دعت إلى هذا التوجه، وهو إصرار اسرائيل على استمرار الاحتلال والإستيطان وبناء المستوطنات والتنكر للمفاوضات.

ووصف السفير أن توجه القيادة الفلسطينية إلى الأمم المتحدة لايعتبر أحادي الجانب وأن يوم الثالث والعشرين سيتم تسليم طلب العضوية الكاملة الى الامين العام للأمم المتحدة، وأضاف أن منظمة التحرير الفلسطينية تحظى باعتراف 127 دولة وسوف تحظى في الايام القادمة بما يقارب من 140 دولة إلى 145 دولة.

ولم يفت السفير مصطفى أن يتطرق إلى الموقف الروسي وروسيا التي وقفت دوما إلى جانب نضال الشعب الفلسطيني الذي ثمنه وقدره عاليا ووصفه بأنه الموقف الداعم لتطلعات الشعب الفلسطيني ودون تردد وقفت روسيا تاريخيا الى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله من اجل الحرية ونيل حقوقه المشروعة وتحقيق استقلاله ولازالت تقف نفس الموقف.

واعتبر أن الضجة المفتعلة حول توجه القيادة الفلسطينية بطلب الاعتراف إلى الأمم المتحدة ليس لها مبررا على الإطلاق، لأن التوجه هو حق مشروع للشعب الفلسطيني الذي فقد الأمل في جدوى المفاوضات مع الحكومات الإسرائيلية خلال عشرات السنين.

وأضاف أن الدول التي أساءت إلى الشعب الفلسطيني، لديها اليوم فرصة لتعديل موقفها والتصويت إلى جانب الشعب الفلسطيني، وسيقول الشعب الروسي كلمته من خلال تضامنه في الثالث والعشرين من سبتمبر في مهرجان الدعم لتوجه القيادة الفلسطينية الى الامم المتحدة لنيل العضوية الكاملة في وسط مدينة موسكو.

واستبعد د.فائد مصطفى أن ينجر الفلسطينيون إلى العنف لأنه الكمين الذي تعده اسرائيل وتريده بهدف فك العزلة السياسيه والدولية التي تواجهها نتيجة السياسة التي تنتهجها.

وتحدث رئيس الجالية الفلسطينية الدكتور وفيق الشاعر فأكدّ بدوره على العلاقات الروسية الفلسطينية وتعزيزها وحيا الموقف الروسي الرسمي والشعبي، وأشار إلى أن الخطوة التي قامت بها القيادة الفلسطينية جاءت في محلها وفي زمنها، بعد عشرات من السنين من المفاوضات المضنية والتي لم تفض بشيئ سوى انتاج المستوطنات والحصار والظلم وتهويد القدس وغيرها من الاجراءات الاحتلالية القاسية ضد الشعب الفلسطيني.

وتأتي أهمية هذه الخطوة من اجل لجم المستوطنين ليتخلصوا من أحلامهم وكوابيسهم وشدد على أن القدس الشرقىة لا يمكن إلا أن تكون فلسطينية ولا يمكن إلا أن تكون عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة، وبدون ذلك لن يسود السلام في المنطقة الذي هو الطريق لإقامة الأمن والاستقرار.

ومن جانبه ذكر معهد الإستشراق في موسكو البروفسور فيتالي نعومكين إن ما ـ"الربيع العربي" أفقد إسرائيل أقرب حلفائها، في إشارة منه إلى مصر وتركيا.

وحول التوجه الفلسطيني إلى الأمم المتحدة، اعتبر المستشرق الروسي ان الموقف الإسرائيلي غير مفهوم، إذ أن الفلسطينيين يطالبون بـ22 في المائة، في الوقت الذي تبلغ الحصة الفلسطينية 44 في المائة من الأراضي وفق قرار التقسيم لعام 1947. وأعرب عن أمله في أن يتمكن الفلسطينيون من تحقيق "الحد الأدنى" من مطالبهم وهو الحصول على صفة "دولة غير عضو" في الأمم المتحدة في حال استخدمت واشنطن حق النقض (الفيتو) لتعطيل حصولهم على عضوية كاملة، وقال إن أكثر من ثلثي البلدان الأعضاء ستمنح فلسطين أصواتها في المنظمة الأممية.

ويعتقد نعومكين أن الإسرائيليين سيوافقون على التوجه الفلسطيني، إذا كان الطلب بالاعتراف بعضوية الدولة الفلسطينية لا يحتوي على حدود معينة.


وأوضح أن الضغوطات الأميركية على القيادة الفلسطينية نابعة عن مخاوفها من أنه في حال قبول الدولة الفلسطينية عضواً في الأمم المتحدة سيترتب على المنظمة الدولية ومجلس أمنها اتخاذ قرارات تعاقب إسرائيل بسبب احتلالها أراضي دولة عضو في الأمم المتحدة، على غرار ما جرى للكويت من قبل العراق، ما يتطلب فرض عقبوبات على إسرائيل أقلها حظر توريد الأسلحة إليها.