وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الرئيس يتحدث لـ"معا" عن الدولة والراتب واتفاقية باريس وحماس والحكومة

نشر بتاريخ: 24/09/2011 ( آخر تحديث: 25/09/2011 الساعة: 11:52 )
طائرة الرئاسة- موفد معا- بعد أسبوع سبتمبر الاخير، عاد الرئيس محمود عباس والوفد القيادي المرافق له الى الوطن، وخلال رحلة العودة كان السؤال الذي يشغلنا "ما هي الخطوة التالية؟"، ولكن الرئيس الذي قارع 40 عاما في صفوف القيادة، احتفظ لنفسه بهذه الاجابة وامتنع عنها مكتفيا بابتسامة عريضة. وقال: "سنرى ما تحمله الايام القادمة وتفاءلوا خيرا انشاء الله".

وكان الرئيس اعتذر عن كثير من الدعوات لزيارة دول عدة وقال "أنا عائد الى الوطن وعائد الى شعبي باسرع وقت"، حيث توقفنا قليلا في لندن وكان في استقبال الرئيس السفير د. مناويل حساسيان، وبعد وقت قصير طار الرئيس من هناك الى عمان.

وبالفعل سيصل الرئيس يوم الاحد الى رام الله لمتابعة اعماله لا سيما الاجتماع باعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح وقيادة المنظمة، وقد كرّر عدة مرات انه سيعود للقيادة في كل القرارات السياسية، فالقيادة مجتمعة هي التي تقرر بشأن المبادرات والحلول.

وقبل الهبوط طلب الوفد الاعلامي المرافق (نسرين ناصر - عبد الرؤوف ارناؤوط- علي الصالح- ناصر ابو بكر- علي صوافطة- ناصر اللحام ) من الرئيس الاجابة على العديد من الاسئلة، وهنا تنشر "معا" الاسئلة التي طرحها موفد "معا" وصورة عامة عن اسئلة واجابات الزملاء على الطائرة:
|146607|
ابو مازن: لم يفاجئني رد الاخوة في حماس وستشهد الايام القادمة حديث معمّق وشامل حول كل الاوضاع.

وردا على سؤال حول ردة فعل الرئيس من موقف حماس تجاه الخطاب، رد الرئيس بكل هدوء: لا لم اتفاجأ من موقف حماس من الخطاب، ومن طلب العضوية، لانني كنت سمعت عن هذا قبل الخطاب، وان لديهم ملاحظات حول الامر، وبالمقابل فانني لا اخفي انني تلقيت العديدمن الاتصالات من قادة في حماس يهنئونني ويهنئون فلسطين بهذه الخطوة.

واضاف الرئيس: على كل حال ان الفترة القادمة ستشهد بيننا وبين حماس حديثا معمقا ليس فقط حول المصالحة وانما حول الوضع الفلسطيني بشكل عام.

س: اول مرة تهدّد علنا بحل السلطة اذا استمرت اسرائيل بالاستيطان؟ هل هذا ما قصدته خلال الخطاب؟.

الرئيس قال: انه عندما يستمر الاستيطان وتعتبره اسرائيل أمرا واقعا فان هذا لا نقبله وسيشكل خطرا حقيقيا على قيام السلطة، وهذا ما قلته واقوله الان مرة اخرى.

الرئيس: كان البعض يراهن ان اتراجع عن قراري ولذلك صفقوا كثيرا حين دخلت القاعة.

تعقيبا على التصفيق المطوّل الذي صاحب دخوله القاعة قال الرئيس "انا اتصوّر ان البعض لم يكن متحمسا للقضية من حيث المبدأ، ولربما لان الحضور في القاعة قد تأثر بالجو العام وعرفوا ان هناك ضغوطات امريكية لأتراجع، ولذلك وحين دخلت صفقوا بحرارة وبشكل مطوّل دفاعا عن فلسطين وتأييدا لقرار طلب العضوية.

وكشف الرئيس عباس لاول مرة: ان الاجواء العربية كانت ملبدة ولم افهم اسباب هذا "التلّبد" وفي النهاية وضعتنا هذه الاجواء في موقف وكأن هناك من يحاول ان يثنينا عن طلب العضوية، وانا ورغم ارهاقي الشديد ليلة الخطاب شعرت انه لا بد ان نعلن موقفنا بوضوح لاشقائنا العرب، والاهم ان كل هذا لم يؤثر على معنوياتنا للوصول الى الهدف الذي نريد، واوصلنا رسالة فلسطين بشكل رسمي وبشكل انساني، وربما شاهدتم ايضا التصفيق الحار من الزعماء العرب. (ملاحظة- كان امير قطر ووزير الخارجية المصري اول من صفق وعانق الرئيس ابو مازن وصافحه بحرارة امام الكاميرات العالمية في اشارة الى علاقة الاخوة).

اما بشأن المقارنة بين خطابه وخطاب نتانياهو فاجاب بكل دبلوماسية: "ليس موضوع هزيمة او فوز بالخطابات، لكن الخطاب الاسرائيلي كان مجرد ردود فعل ويلعب دورا دفاعيا، فيما الخطاب الفلسطيني كان اكثر وضوحا وتصميما وحمل ردود مقنعة على الموقف الامريكي والاسرائيلي".

س: هل اعطيتم ردا نهائيا حول المبادرة الفرنسية؟

قال الرئيس إن القيادة ستدرس المبادرة الفرنسية، بعد عرضها على القيادة، ومن الخطأ السياسي رفض المبادرات بل يجب دراسة كل واحدة على حدة، وفي النهاية نحن نقرر قبولنا او تطويرنا للمبادرة، وندرك ان الاطراف التي تقدّم مبادرات انما تريد التوصل الى اسرع حل او تفادي أي حل !!!! أما نحن فنبحث عن حل يثبت على الارض ويحل الصراع.

اسرائيل لم تفهم قيمة المبادرة العربية وأن فيها الحل الشافي للصراع

وبشأن مقترحات الرباعية بدا الرئيس عبّاس متحفظا حولها، وقال: لا تعليق الان على الرباعية، ولكن اريد تذكيركم بالمبادرة العربية وهي لا تزال موجودة، وان اسرائيل لم تفهم قيمة المبادرة العربية وانها تحمل الحل الشافي للصراع لكن الاسرائيليين على ما يبدو لم يفهموا مضمونها، ونحن لا يجب ان نغفل عنها او نهملها وان نعطي كل الاهمية لها.

تعقيب الرئيس على رد فعل الجمهور الفلسطيني أثناء الخطاب

كان الرئيس فخورا بردة فعل الجمهور الفلسطيني، وكأنه يباهي بالفلسطينيين بين الامم، وقال: "ان ردة فعل الناس جيدة وعالية وعاطفية صادقة وسياسية واعية، لكن علينا ان نفهم الواقع ولا نريد ان ندفع الناس الى توقعات اعلى مما نملك".

"معا" كانت تسأل عن قضية الرواتب والواقع المالي للسلطة فقال الرئيس:

الازمة المالية قائمة ولم تنته، ولكننا نحاول بكل الوسائل ان نتمكن من تلبية ابواب الميزانية من الاولى فالاولى، أي ان الراتب اهم من تسديد الديون وهكذا.

وكشف الرئيس لـ "معا" ان السلطة تعمل على تغيير آفاق العمل الاقتصادي والصناعي والزراعي في السلطة، لاننا نريد مشاريع انتاجية زراعية واقتصادية وصناعية وسنطالب بسرعة فتح اتفاقية باريس من جديد لتعديلها واعادة دراسة هذه الاتفاقية التي باتت تمنع عنا القدرة على الانتاج واستغلال اراضينا وتطوير صناعاتنا... واود أن اوضح ان فتح اتفاقية باريس سيكون لازالة العقبات وان نفك القيود من اجل ان ينهض اقتصادنا وان نتخلص تدريجيا من المساعدات وان نركز اكثر على الانتاج واستغلال ارضنا واقتصادنا.

وفور عودة الرئيس سوف يترأس اجتماعات للجنة المركزية واللجنة التنفيذية لبحث التطورات والمبادرات، اما حول تشكيل الحكومة فقال: "اننا مستمرون في المصالحة ومستمرون في تنفيذ بنودها ونحن نسعى الى تشكيل حكومة تكنوقراط من المستقلين، وانا اريد ان اوضح ان الحكومة القادمة ليست من السياسيين او حكومة وحدة وطنية بل حكومة تكنوقراط، وهو ما يجب ان نتفاهم عليه وننجزه".