وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

كيف توصل نتنياهو لخطابه في الامم المتحدة "الدوغري" ؟

نشر بتاريخ: 25/09/2011 ( آخر تحديث: 26/09/2011 الساعة: 13:19 )
بيت لحم – معا - اختلفت التحليلات الاسرائيلية حول خطاب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ، ففي الوقت الذي هاجمته وسائل الاعلام الاسرائيلية من خلال كبار المحللين السياسيين وكذلك مواقف احزاب المعارضة ، فان المحيطين بنتنياهو ابدوا ارتياحا عاليا لما حققه خطاب "الدوغري" .

هذا العنوان "الدوغري" تناولته صحيفة "معاريف" اليوم الاحد لتكشف خفايا هذا الخطاب ولمن وجهه نتنياهو وكيف توصل الى هذا الخطاب خلال 5 ايام عندما قرر التوجه الى نيويورك لتقديمه امام الجمعية العمومية للامم المتحدة.

حسب المقربين من نتنياهو فان هذا الخطاب اعد للجمهور الاسرائيلي اولا، ومن ثم للرد على ابو مازن وثالثا موجها للعالم ، والاسباب التي دفعت نتنياهو لكي يقدم هذا الخطاب للجمهور الاسرائيلي للتخوفات من امكانية حدوث انتخابات مبكرة في اسرائيل ، وسعى من خلال هذا الخطاب توسيع دائرة الدعم لحزب الليكود الذي يقف على رأسه ، وهذا ما تحقق حسب هؤلاء المقربين من الاتصالات الواسعة التي تلقاها نتنياهو من اسرائيل عقب الانتهاء من الخطاب .

واضافت الصحيفة ان نتنياهو قام باعداد هذا الخطاب وفق هذه الصيغة على عكس الخطابات التي القاها في جامعة "بار ايلان" في مدينة تل ابيب ، ولا الخطاب الذي قدمه امام الكونغرس الامريكي ، واللذان كانا موجهان بالدرجة الاولى للمجتمع الدولي ، حيث سعى نتنياهو لتقديم خطاب للجمهور الاسرائيلي في ظل متغيرات داخلية واستعدادا لامكانية حدوث انتخابات مبكرة في اسرائيل .

وتشير تقديرات حزب الليكود الى تصاعد قوة شاؤول موفاز على حساب تسيفي ليفني في حزب كاديما ، كذلك انتخاب اشلي يحموفيتش لرئاسة حزب العمل كان له تأثير على خطاب نتنياهو .

في الكواليس اثناء اجتماع الجمعية العمومية واثناء خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، كان الوفد الاسرائيلي يتابع هذا الخطاب من خارج القاعة بعد مغادرة ليبرمان واعضاء الوفد القاعة ، وكان نتنياهو ايضا يتابع هذا الخطاب من خلال مجموعة من المستشارين حوله ، ومع ذلك تدعي الصحيفة بأن نتنياهو لم يقدم على تغيير العناصر الاساسية في الخطاب ، والتي كانت تتمحور على الوضع الامني لاسرائيل ، ورفضها المطلق لاقامة دولة فلسطينية مستقلة دون ترتيبات امنية نتيجة لاتفاق فلسطيني اسرائيلي ، ومع ذلك فقد اخذ بعض النقاط من خطاب ابو مازن ليرد عليها في خطابه الذي بقي على العناصر الاساسية فيه .

وتقوم الصحيفة في وصف قاعة الامم المتحدة التي امتلأت اثناء خطاب الرئيس الفلسطيني ابو مازن ، في ظل انسحاب الوفد الاسرائيلي قبل دخول ابو مازن القاعة ، وعندما دخل نتنياهو ليلقي خطابه وجد القاعة تقريبا شبه خالية ، وذلك لانسحاب العديد من الوفود قبل دخوله القاعة ليخطب لقاعة شبه فارغة ، ولم يسلم عضو الكنيست العربي احمد الطيبي من الصحيفة ، عندما ذكرت انه ايضا انسحب من القاعة قبل دخول نتنياهو في الوقت الذي تابع خطاب ابو مازن وهو يجلس بالقرب من الوفود العربية .

قد يكون المقربين لنتياهو ابتدعوا هذا الادعاء بأن نتنياهو اعد الخطاب للجمهور الاسرائيلي ، لتبرير الضعف الذي كان واضحا على هذا الخطاب والذي كان تجميع غير منسق للعديد من الافكار التي بدى عليها وكأنها ردود فعل على خطاب ابو مازن ، وهذا ما دفع محلل القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي للقول ، بأن سفيرا فاشلا في الامم المتحدة يستطيع تقديم خطابا افضل من نتنياهو ، وتساءل هل يوجد لدينا رئيس وزراء اسرائيلي هذه الايام ؟ واين هو هذا الرئيس ؟ .