وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

المجدلاوي: على القيادة الفلسطينية تحديد خياراتها لما بعد الفيتو

نشر بتاريخ: 26/09/2011 ( آخر تحديث: 26/09/2011 الساعة: 17:03 )
غزة - معا - دعا عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين النائب جميل المجدلاوي القيادة الفلسطينية لتحديد خياراتها لما بعد الفيتو الامريكي على الطلب الفلسطيني لعضوية فلسطين في الأمم المتحدة لأنه قادم.

وقال المجدلاوي خلال لقاء مباشر مع فضائية "النيل" المصرية: "لا يوجد أي تغيير جدي في مواقف الدول التي تؤيدنا قبل الخطاب وبعده، الموقف الأوروبي لازال مترددا ولا زال الموقف الاميركية في مكانه بالتلويح باستخدام حق الفيتو، أي اننا خطونا هذه الخطوة ونحن ندرك الصعوبات، الرئيس أبو مازن يريد اشاعة مناخات من التفاؤل ولكن تقديري أن الموقف السياسي مختلف".

ووصف موقف الرباعية بأنه "موقف سيء"، مشيراً إلى أن أبو مازن تجنب أن يعطي موقفا واضحا وهو في طريقه لرام الله وقال انه سيذهب ليجتمع بالقيادة، أنا استطيع أن اقرر من الآن أن الغالبية ستقرر أن هذا الموقف غير كافي لأنه دعا لاستئناف المفاوضات بدون تحديد مرجعيات والنص على وقف الاستيطان، وبالتالي لا يمكن قبول هذا الموقف الذي صاغه تحالف شيطاني بين توني بلير رئيس وزراء بريطانيا السابق، مبعوث الرباعية الدولية ودنيس روس أحد أسوأ الممثلين الاميركان".

وأكد أنهما يهدفان من وراء هذه الخطة لتحويل الكرة إلى الملعب الفلسطيني وحرف السجال الكوني بين الحق الفلسطيني والانحياز الاميركي الظالم والوقح للعدو الاسرائيلي، واصفاً بلير بـ"السمسار للمواقف الاميركية الاسرائيلية".

وحدد المجدلاوي عوامل الانتصار في الصراع الحالي بصمود ومقاومة شعبنا ورفع كلفة الاحتلال الاسرائيلي وتهديد مصالح الدول التي تدعم الاحتلال عبر المقاومة بكافة أشكالها، وكذلك باستحضار المصالح الاميركية على طاولة البحث العربي الاميركي ليقول العرب للاميركان اننا لن نقبل هذا الانحياز الوقح لاسرائيل واحتلالها لارض العرب، وهو أمر لم يعد بعيداً في ضوء الربيع العربي الحالي.

وأخيراً، بحسب المجدلاوي، فإننا كعرب وفلسطينيين علينا أن نتوجه للعالم لنضعه في اطار الالتزامات الأخلاقية التي اصطفت خلفها غالبية شعوب الدنيا عبر قرارات الشرعية الدولية التي أخذ بعضها مجلس الامن نفسه، وتؤكد على حق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة وفي تقرير المصير، وعودة اللاجئين الفلسطينيين لاراضيهم التي شردوا منها.

ورفض العودة للمراهنة على الدور الاميركي كراعي للسلام، وقال: "اميركا لا عادلة ولا نزيهة، هي قوة الشر والعدوان والامبريالية الكبرى على الصعيد الكوني، وعلى كل شعوب العالم ان تصطف لمواجهة هذا الغول الاميركي الذي يعيث فسادا في أربع أرجاء هذه الارض"، مشيراً إلى أن "الرئيس أبو مازن يتحدث عن ضرورات سياسية، نحن لم نكن نتفق فيها معه لا سابقا ولا الآن ولن نتفق معه عليها اذا ما عاد ليراهن عليها من جديد، اميركا عدو، وخصم ينبغي أن نواجه".

وحول خطاب الرئيس عباس في الأمم المتحدة، قال المجدلاوي أنه لا يوافق على كل ما جاء في الخطاب، الا أنه كان إيجابي في المفاصل الثلاثة التالية: أولاً الحديث الواضح عن دولة الكيان الصهيوني باعتبارها دولة ارهاب الدولة، دولة الابارتهيد، والتمييز العنصري، دولة التوسع العدواني، ثانياً: هذا التوصيف للرئيس الاميركي والقيادة الاميركية بانها لا تملك ذرة من ضمير اذا ما وقفت ضد طلب فلسطيني بالدولة
وأخيراً، تلويح الرئيس أبو مازن بأن الطريق الذي سلكته القيادة الفلسطينية كان عقيما ولن نعود اليه".

واضاف: "هذه المفاصل تفتح امامنا كفلسطينيين وكعرب بوابات اعادة المواجهة مع هذا المشروع الصهيوني ومن يقف وراءه، وليس عبر البحث عن تسويات ضارة وهابطة"، معبراً عن اعتقاده أن "الموقف التاريخي تجلى عندما وقف العالم وصفق لفلسطين في وجه اميركا واسرائيل، وليس الخطوة ذاتها".

نحن كفلسطينيين منذ اعلان الدولة في 88 اشرنا للقرار 181، بصياغة تقول: أنه برغم الظلم التاريخي الذي وقع على شعبنا بقرار التقسيم، الذي قامت بموجبه دولة اسرائيل، فإن دولة فلسطين لم تر النور بعد"، ثم نقدمه من منطق المحاججة القانونية قامت دولة اسرائيل ودولة فلسطين لم تقم بعد.

وحول اذا ما كان الطلب الفلسطيني مقدمة لتسهيل تحقيق يهودية الدولة الاسرائيلية، قال المجدلاوي: "قرار 181 لا يعطي دولة يهودية بالمفهوم الذي يريده نتنياهو الآن، حتى تشكل هذه مقدمة لخطوة قادمة عنوانها طرد جماعي لما يزيد عن مليون ونصف فلسطيني يعيشون الآن في ارض فلسطين المحتلة. دولة اليهود الذي نص عليها القرار كان تقسيم جغرافي 52 من مساحة فلسطين، والباقي تقام عليه دولة فلسطينية، ويعالج موضوع القدس بشكل خاص. في الدولتين اليهودية والفلسطينية هناك وجود لفلسطينيين ويهود، لم يتحدث عن ترانسفير متبادل".

وفي ختام مقابلته عبر المجدلاوي عن قناعته بأن "الحلم والمشروع الصهيوني لا يمكن أن يتحقق في بلادنا لا الآن ولا بعد ألف عام، هذه غزوة مأزومة سيحكم عليها تاريخيا كما حكم على كل الغزوات الاستعمارية الأخرى، هذه فلسطين العرب، هذه بلادنا، هذا شعبنا وامتنا وهذا السرطان الاسرائيلي طارئ وسنستطيع في يوم من الايام اجتثاثه".

ودعا الفلسطينيين للتوحد على استراتيجية فلسطينية جديدة تقوم على مراجعة هذه السياسة التي بدأناها منذ عشرين عاما، والتي أثبتت الحياة انها سياسة عقيمة وضارة اوصلتنا الى سقف اوسلو، كما اوصلت العرب الى سقف كامب ديفيد ووادي عربة والتسويات الاخرى التي تئن كل الجماهير العربية تحت وطأتها"، مؤكدا اننا سنكون "فلسطينيون وعرب، وأولها هذه الرافعة العظيمة في مصر قادرين على التخلص من هذه الأعباء لكي نعيد الأمور إلى نصابها عبر مشروع نهضوي عربي لمواجهة هذا المشروع الصهيوني ودحره من المنطقة".