وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

بعد عودة بعثة التواجد الدولي للخليل: رئيس البعثة لـ "معا" يشير ان الاسرائيليين يعرقلون عملهم في المدينة

نشر بتاريخ: 31/10/2006 ( آخر تحديث: 31/10/2006 الساعة: 11:28 )
الخليل - معا - قال آرني هوسا، رئيس بعثة التواجد الدولي المؤقت في الخليل، بأن الطرف الاسرائيلي يعرقل عمل البعثة في المحافظة، معتبرا اياه خرقا واضحا لاتفاقية الخليل الموقعة بين منظمة التحرير الفلسطينية واسرائيل.

جاء ذلك خلال مقابلة صحفية أجراها معه مراسلنا في الخليل، بعد عودة أفراد البعثة للعمل في الخليل على مدار الساعة منذ خروجهم من الخليل في شباط الماضي، اثر تعرض مقرات البعثة للاعتداء من قبل بعض الطلبة .

وأضاف هوسا " ان الطرف الاسرائيلي يعرقل عملنا من خلال العراقيل الجديدة والكثيرة مثل اغلاق العديد من شوارع المدينة، ومنعنا من دخول بعض الاماكن في الخليل، الا بعد تنسيق مسبق، ونحن نرفض هذه الاجراءات التي تحد من تحركاتنا وسنضغط على الطرف الاسرائيلي لازالة هذه العوائق حتى يتسنى لنا تقديم الخدمة الافضل لاهالي الخليل ."

هذا وتمنع سلطات الاحتلال الاسرائيلي مواطني الخليل من التحرك هم وسياراتهم في العديد من شوارع المدينة، وأهمها شارع الشهداء "شريان المدينة" الواصل بين شطريها المقسم بحسب اتفاقية الخليل H1 - H2 ، وتخضع المنطقة H2 للسيطرة الامنية الاسرائيلية ، وتم اعادة تأهيل شارع الشهداء في 1997 ضمن مذكرة تفاهم بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي والجانب الامريكي تمهيداً لاعادة فتحه بعد اغلاقه امام السيارات العربية عقب مجزرة الحرم الابراهيمي عام 1994 التي راح ضحيتها 29 مصلياً .

لم تمضي ايام على اعادة افتتاح الشارع امام سكان الخليل حتى بدأت السلطات الاسرائيلية تضع العراقيل الكثيرة امام المواطنين ليغلق نهائياً ومنع سكان الخليل من العبور او التواجد فيه لغاية الآن .

وأستطرد هوسا قائلاً " خدمت كرئيس للبعثة في الخليل قبل عدة سنوات، وكان الوضع جيداً ، اما الآن فإن الامور تسير باتجاه واحد فقط " نحو الاسوء " وخاصة لدى سكان منطقة H2 - البلدة القديمة من الخليل - ونحن سنضغط على الطرف الاسرائيلي من اجل اعادة تحسين الوضع هناك في الاجتماعات المقبلة معهم ."

وحول الاجتماعات الثلاثية الدورية المتوقفة التي يتم عقدها بين ممثلين عن الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي وبعثة التواجد الدولي، لمناقشة الاوضاع في الخليل، قال رئيس البعثة: " توقفت هذه الاجتماعات قبل خمس سنوات ونصف بسبب الانتفاضة، والآن هي متوقفة بسبب حكومة حماس، وعلى الرغم من توقف الاجتماعات ورفض الطرف الاسرائيلي لعقدها رغم مطالبتنا المستمرة بذلك ، الا اننا ما زلنا نقوم بعملنا وهو كتابة التقارير اليومية والدورية كل اربعة عشر يوماً، والفصلية كل ثلاثة شهور، نتحدث فيها عن الانتهاكات والخروقات التي تحدث في الخليل، ونقوم بارسالها الى الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، وكذلك للدول الست الاعضاء في البعثة، ولم نتسلم لغاية الآن تعقيبات ورود الفعل على آخر تقرير فصلي من الجانب الفلسطيني الذي نأمل بالحصول عليه لمعرفة مدى فاعيلة عملنا في الخليل، وفي نفس الوقت ابدى الطرف الاسرائيلي امتعاضه من ذلك التقرير ."

وحول المساعدات التي تقدمها بعثة التواجد الدولي المؤقت لسكان الخليل من اجل تحسين الاوضاع في المدينة ، قال هوسا " قمنا خلال شهر رمضان بدعم المخابز ومحلات صنع الحلويات في البلدة القديمة، ونحن سعداء بالنتائج التي حققها مشروعنا في اعادة الحياة الطبيعية للخليل القديمة خلال شهر رمضان، ونأمل بأن يداوم مواطني الخليل على الذهاب إلى البلدة القديمة، للحفاظ على تراثها، اضافة الى مشروع البلدة القديمة خلال شهر رمضان هو مشروع صغير ضمن المشاريع الكثيرة ، فلدينا قائمة طويلة من المشاريع قيد التنفيذ وتحت الدراسة ."

وبعد عودة المراقبين البالغ عددهم 40 مراقباً للعمل في الخليل اربع وعشرين ساعة، بعد ان توقفوا عن العمل منذ شباط الماضي، يأمل آرني هوسا بزيادة عدد الافراد ليصل الى خمسين في الايام المقبلة، حيث قال " نحن سعداء بعودتنا للعمل على مدار الساعة في الخليل، ونشعر بان سكان الخليل يشاركونا تلك السعادة، لا نقوم بتسيير الدوريات على مدار الساعة بسبب الاوضاع الامنية، ولكننا نعمل على مدار الساعة بتلقي الاتصالات من المواطنين على الضابط المناوب الذي يعمل على مدار الساعة، وهو يتقن التحدث باللغة العربية، ونأمل بأن تتحسن الاوضاع للقيام بعملنا على أكمل وجه وتسيير دورياتنا ."