|
الدراسات العليا في النجاح تمنح باحثة درجة الماجستير في التاريخ
نشر بتاريخ: 28/09/2011 ( آخر تحديث: 28/09/2011 الساعة: 13:41 )
نابلس -معا- منحت كلية الدراسات العليا في جامعة النجاح الباحثة هلا إدريس مصطفى إبراهيم درجة الماجستير في تخصص التاريخ عن رسالتها بعنوان "الحياة الاقتصادية والاجتماعية في قضاء جنين في الفترة (1214-1247/هـ1799م-1831) ".
وجاء في ملخص الرسالة ان لواء جنين تمتع في أوائل القرن التاسع عشر بأهمية كبرى نظرا ً للدور الفاعل الذي لعبه سكان اللواء في التصدي للقوات الفرنسية الزاحفة إلى عكا. و التي توجهت لاحتلال بلاد الشام بعد سقوط مصر في يد نابليون بونابرت. وقد أبدى السكان تماسكا ً كبيرا ً في وجه هذا الخطر الداهم، منطلقين من اعتبار الغزاة كفاراً وأجانب يجب التصدي لهم ويجب إيقاف تقدمهم. وقد عزز لديهم هذه الروح سلسلة الفتاوى والفرمانات الداعية للجهاد، والتي صدرت عن شيخ الإسلام والي عكا أحمد باشا الجزار موجهة إلى متسلمي ألوية القدس ونابلس وجنين، وامتد لواء جنين خلال فترة الدراسة شرقا ً بين غور بيسان جنوب بحيرة طبريا حتى وادي الفارعة جنوباً. من جهة الشمال تمر حدوده على طول الخط الممتد من جنوب بحيرة مرورا ً بمرج عامر جنوب مدينة الناصرة لتصل في الشمال الغربي إلى حيفا على ساحل البحر المتوسط. ومن حيفا تتجه حدوده الغربية جنوبا ً مع خط الساحل حتى مصب نهر اسكندرون. أما الحدود الجنوبية فتمتد من مجرى وادي الفارعة شرقا ً مرورا ً بقرى: طمون، وطوباس، وعصيرة الشمالية، وياصيد، وطلوزة، وسيلة الظهر، ودير الغصون، لترجع من جديد لتسير مع مجرى نهر اسكندرون . سمي اللواء نسبة إلى مركزه الإداري مدينة جنين التي قامت على أنقاض المدينة العربية الكنعانية عين جانيم بمعنى عين الجنائن. ذكرتها المصادر الأشورية والبابلية باسم عين جنيم. أما البيزنطيون فذكروها باسم جينا، وفي القرن السابع الميلادي خضعت المدينة للحكم الإسلامي، وعرفت باسم جنينين، ثم حرف الاسم فيما بعد و أصبح جنين. تبع اللواء إداريا ً لولاية دمشق في معظم فترة الدراسة. إلا أنه كان يخرج أحيانا ً والي دمشق ليتبع إداريا ً لولاية عكا، وخاصة في فترات حكم أحمد بشا الجزار، وسليمان باشا العادل، و عبد الله باشا الخزندار، حيث استطاعوا بنفوذهم وقوتهم أن يخرجوا اللواء من إطار سيطرة ولاة دمشق. أما من الناحية القضائية فقد تبع اللواء لنائب الشرع في مدينة نابلس الذي كان بدوره يعين نائبا ً عنه في مدينة جنين . مفوضا ً إياه الصلاحية في حل بعض المسائل الشرعية، والفصل بين الناس في الخصومات. إلا أن الناس كانوا يرجعون بالدرجة الأولى إلى مشايخهم للفصل في الخصومات التي قد تنشأ بينهم. متحرجين من الذهاب إلى المحكمة في أكثر الأحيان . تكون اللواء اجتماعيا ً من عدد كبير من العائلات. وكان للعشائرية دور كبير في الحياة الاجتماعية خلال الفترة المعنية بالبحث نظرا ًلغياب السلطة المركزية. وتعتبر الزراعة المصدر الاقتصادي الرئيس في اللواء نظرا ً لاحتوائه مساحات سهلية واسعة تمثلت في مرج ابن عامر أهم السهول الداخلية في فلسطين. و سهل عرابة و سهل صانور. و قد اهتم السكان في اللواء بإنتاج عدد من المحاصيل الزراعية. أهمها شجرة الزيتون عماد الاقتصاد الزراعي في المنطقة بالإضافة إلى الحبوب و الخضار المتنوعة . لم يعرف لواء جنين صناعات متطورة خلال فترة الدراسة. وكل ما كان منتشرا ً فيه عبارة عن حرف و مهن بسيطة هدفها سد حاجات الناس الأولية من كساء وأدوات منزلية و غيرها. و من أبرز هذه المهن الحدادة والنجارة وصناعة الفخار وغيرها. أما من الناحية التجارية فتمتع اللواء بموقع متميز; حيث كانت تمر من أراضيه إحدى الطرق الرئيسة التي تربط الشام بمصر مرورا ً بمدن نابلس والقدس وغزة .مما جعل السكان يستفيدون من هذه الطريق في تصريف منتجاتهم خارج اللواء إلى المدن القريبة وخاصة مدينة نابلس. وتألف اللواء اجتماعياً من طبقتين رئيستين هما: طبقة الملاك، وتكونت من عدد قليل من الأفراد استطاعوا السيطرة على مساحات واسعة من الأرض على هيئة اقطاعات . استغلوها في الزراعة عن طريق توزيعها على الفلاحين لفلاحتها مقابل حصة يتفق عليها، ودفع الضرائب المترتبة للدولة, أما الطبقة الثانية فعمادها الفلاحون الذين عملوا في الأرض ، وشكلوا النسبة الكبرى من السكان. تميز السكان في اللواء بالترابط على مستوى العائلة والعشيرة والقرية، والتعصب لأفراد العشيرة . غير أنهم انخرطوا في صراعات دائمة مع الأسر المتنافسة على المساحات الزراعية المتوفرة في اللواء، ومصادر الماء ، والمناصب الإدارية الهامة فيه. إلا أن هذه العائلات رغم تنافسها والصراعات القائمة بينها كانت تتحد في وجه الأخطار الخارجية . كما حدث في أثناء غزو نابليون بونابرت متناسية الصراعات التي كانت تحدث بينها. انتشرت في منطقة الدراسة بعض العادات و التقاليد الحسنة كإكرام الضيف، وإغاثة الملهوف، والتضامن في وجه المصائب، والتعاون في انجاز الأعمال وخاصة الزراعية منها. وكان الواحد منهم يهب لمساعدة جيرانه وأقاربه لإتمام أعمالهم دون انتظار أي مقابل. افتقرت منطقة الدراسة إلى الخدمات الصحية والتعليمية نتيجة إهمال الدولة العثمانية لها، واعتبار نفسها دولة عسكرية بالدرجة الأولى. وخروج هذه الخدمات عن واجباتها. وكان التعليم في اللواء تعليما ًدينيا ً. حيث توجه طلاب العلم إلى الكتاتيب التي أقيمت في المساجد أو في أماكن منفصلة بالقرب منها. وتركزت مناهج الدراسة فيها على مبادئ القراءة والكتابة والحساب. وعني شيوخها بتحفيظ الطلاب القرآن الكريم، وكان الطالب يتخرج منها عند ختمه القرآن الكريم في حفل يقيمه ذووه، يتناسب مع مكانتهم الاجتماعية ومستواهم الاقتصادي. أما من الناحية الصحية فكان السكان عرضة لانتشار الأمراض وخاصة الملاريا من حين لآخر. ولجأ المرضى للحصول على وصفات طبية يظنونها شافية من العطارين، والأطباء الشعبيين، وأحيانا ً من المشعوذين. وكانت هذه الوصفات ترتكز على أعشاب استخدمت في علاج الأمراض كالبابونج والزعتر والميرمية. كما استخدمت الحجامة في علاج بعض الأمراض، والتمائم والخرز، وخاصة الأزرق منه . وتكونت لجنة المناقشة من أ. د. نظام العباسي، مشرفاً ورئيساً، ود. حماد حسين، ممتحناً خارجيا من الجامعة العربية الأمريكية، ود.أمين أبو بكر، ممتحناً داخلياً. وفي ختام المناقشة أوصت اللجنة بنجاح الطالبة ومنحها درجة الماجستير بعد إجراء التعديلات. |