وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

محطات من دورينا

نشر بتاريخ: 01/10/2011 ( آخر تحديث: 01/10/2011 الساعة: 12:33 )
بقلم: صادق الخضور
بدأ الأسبوع الخامس، ومنسوب عال من الأهداف حضرت الرباعيات والخماسيات ويبدو أن الصراع الثلاثي سيتواصل، ولا زال الحضور الجماهيري لفريقي الشباب الخليلي والغزلان ظاهرة دورينا الحالي بامتياز.

خلل في الثقافة
لا زالت جماهيرنا في معظمها تتعاطى مع النتائج وخاصة الخسارات بثقافة غير مسئولة تغلب عليها محاولات تصدير الأزمة وغياب التقييم الذاتي الموضوعي.

في الغالب يتم تحميل الحكام مسئولية الحسارة وكأنهم من يتحملون وزر إخفاق فريق، ولا رصد للأسباب الحقيقية للهزائم، لا حديث عن غياب روح جماعية، ولا عن تمريرات مقطوعة، ولا عن غياب الإسناد الدفاعي أو الارتداد الهجومي، وأحيانا قليلة يتم تحميل الإدارات والأجهزة الفنية المسئولية.

بصراحة نحن بارعون في تصدير الأزمات، وهناك خلل في ثقافة المتابعة والتقييم، وتواصل هذا النهج لن يعدّل أداء ولن يقوّم نتيجة ولن يعالج خللا، وللأسف حتى التحليل الفني للمباريات غائب وبامتياز إذ يتم نقل تقارير وصفية عن الأداء وستكون محظوظا إذا ما عثرت على خطة اللعب.

نتساءل: ما الذي يفيده وضع علامات للاعبين؟ و لماذا لا تكون هناك وقفات مع أداء المدربين؟
نحن أحوج ما نكون إلى تغيير آليات تعاملنا مع الأمور، والانتصار للتحليل الفني، هذا من الناحية الفنية، وفعليا نحن بحاجة إلى واقعية التقييم.

الغزلان: هل باتوا لغزا محيرا؟
بعد الفوز الكبير على البيرة كاد الغزلان أن يتلقوا الخسارة من ترجي الواد على ملعبهم البيتي في دورا، وحققوا في النهاية تعادلا بطعم الخسارة، وثمة وقفات يجدر أن يقوم بها القائمون على الفريق لتدارك الأمر قبل فوات الأوان.

نقول تعادل بطعم الخسارة ونحن ندرك أن الجماهير الوفية لفريقها تطمح إلى ما هو أفضل، والفريق مطالب بالعودة للواقعية التي ميزته والتي لطالما جعلته يقدم أداء سلسلا وسريعا بعيدا عن الاستعراض المبالغ فيه.

الغزلان قادر على العودة ولكن ثمة عمل دؤوب يجب أن يكون، والفريق الذي قدم أداء ثابتا طوال الموسم الماضي لا زال يبحث عن ذاته، وكل عناصر النجاح متوافرة لكن هناك ضرورة لإيجاد توليفة منها.

الغزلان يمتاز بوجود وفرة في خط المقدمة ومع هذا هناك غياب واضح لبعض رموز هذا الخط وهو ما يؤكد الحاجة إلى تغيير نمطية اختيار الأصيل في التشكيلة والابتعاد عن نمطية البديل، لكيلا تغدو التغييرات التي يقوم بها المدير الفني معروفة سلفا، والغزلان قادرون على العودة للإبداع والإمتاع.

البيرة والنسور... محظوظان
قد يبدو العنوان غريبا لكن هذا هو الوصف الأنسب لفريقين لا زالا يبحثان عن العودة للمسار، نعم البيرة والمكبر محظوظان لا لأنهما يبدعان بل لأن الفريقين الكرميين الثقافي والمركز في أسوأ حالاتهما وهو ما مكن البيرة والمكبر من التواجد في المكانين غير الأخيرين في الدوري حتى الآن، ونتائج الفريقين محيرة رغم امتلاكهما عناصر مؤثرة.

البيرة استقطبت مهاجمين لم يمارسوا بعد أية فعالية هجومية، لينجح لاعبو خط الوسط في تأدية المهمة مؤقتا، لكن إلى متى؟ وما هو منسوب النجاح؟ وثمة خلل في حراسة المرمى، والحال ذاته ينسحب على النسور الذين حملوا دوما لواء القدس، فالفريق التي تفوق على الجميع في عدد صفقاته لا زال تائها، والفوزان اللذان تحققا للفريق أبقيا على آماله لكن المعطيات الفنية تشير إلى دفاع مرتبك وحراسة متراجعة المستوى أما الهجوم فمحاولات دون فاعلية.

لا يمكن للبيرة والمكبر مواصلة التعويل على تراجع الغير، فالتراجع تراجع، والفريقان مطالبان بالعودة سريعا، فقد كانت التصريحات قبل بدء الدوري عالية جدا جدا، فإذا بالنتائج سيئة جدا جدا، وهو ما يتطلب موقفا جديا جدا جدا!!!!!!!!!

شذرات من الأسبوع الخامس
** بطل الدوري الأمعري لا زال بعيدا عن مستواه، والفوز بهدف وحيد على البيرة مؤشر، وقد كان الفريق معرضا للتعادل، الأمعري يمتلك لاعبين كبارا، وسبب هذا الأداء غير المقنع غير معروف.

** إبراهيم السويركي استعاد مستواه، ومدرب العميد نجح في إعادة توظيف مهارات اللاعب الذي يمارس دور ضابط الإيقاع مع محمد جمال في الوسط الخليلي، وتوج السويركي جهوده بهدف يدرّس في مرمى المكبر، فكل التقدير لهذا اللاعب .

** السباخي سعيد لا زال بعيدا عن مستواه، فاللاعب منذ عودته للدوري لم يقدم أية إضافة لفريقه، ولم ينجح في ترك بصمته، وهناك لاعبون آخرون لا زالوا دون مستوى الطموح فنراهم يضيعون الفرص رغم أنهم لاعبو تعزيز.

** التأكيد على رعاية جوال للدوري سمة حرصت عليها بعض الفرق، وهو ما يتناغم وتوجهات الاتحاد وسياسته الرامية إلى احترام الاتفاقية الموقعة مع الشركة، إلا أن بعض الفرق تحاول تجاوز ذلك متناسية أنها تابعة للاتحاد وأن ليس الاتحاد هو التابع لها ليصدق فيها قول الشاعر:

وكم علمته نظم القوافي فلما قال قافية هجاني
نعم، المطلوب الاحتكام للمرجعية، والاتحاد حسم القضية، وأعلن بوضوح التزامه بالاتفاقية.

** بلاطة الموسم الحالي ليس بلاطة الموسم السابق، فحتى في الخسارة كان بلاطة يخسر بصعوبة، أين الخلل؟ وهل التدارك ممكن؟ وكيف ؟ أسئلة نطرحها ولا نظن أن الجهازين الإداري والفني في بلاطة سيتركانها دون إجابة.

** "ارفعوا رؤوسكم فأنتم فلسطينيون" عبارة توشحت بها قمصان لاعبي عميد الأندية، وبسؤال مدرب الفريق سمير عيسى عن دلالة ذلك عبر أن الشعار ينضوي في إطار المساندة للقيادة، ويؤكد جدلية العلاقة بين الرياضة والسياسة، ويعمق وضع الجماهير واللاعبين أمام مسئولياتها الوطنية في هذه المرحلة من تاريخ قضيتنا، فكل التحية لهذا الحس الوطني الذي يؤكد أن كلمات سمير عيسى يوم خطاب الرئيس كانت نابعة من وجدان فلسطيني نابض بالوفاء.

** مع بدء الأسبوع الخامس يتداول الكثيرون أحاديث عن توقعات عن هوية البطل المنتظر ونحن نقول: لا زال من المبكر الحديث عن ذلك لأسباب منها أن قرعة الدوري وترتيب المباريات لم تعط الفرق التي تتصدر حتى الآن المساحة ذاتها من مستوى المواجهات، فبعض الفرق خاضت منافسات سهلة جدا، وبعضها لعب مع فرق قوية، ثم إن موضوع البطاقات والبدلاء، والتعزيز المنتظر في فترة الانتقالات الشتوية، كلها عوامل مؤثرة، وفي الذهاب عادة يتم الحديث عن البقاء على مقربة من الصدارة ولا يمكن التوقع بزعيم الصدارة، لذا اقتضى التنويه .