|
اختتام يوم دراسي حول آليات النهوض بالعمل الشبابي بالقدس
نشر بتاريخ: 01/10/2011 ( آخر تحديث: 01/10/2011 الساعة: 16:02 )
القدس- معا- اختُتِمَ يوم أمس في جمعيّة الشبان المسيحيّة – القدس، أعمال يوم دراسي خاص حول آليّات النهوض بالعمل الشبابي في القدس، وذلك للبحث في التحديّات التي تواجه الشباب الفلسطيني في المدينة المحتلة. حيث أشرف على هذا اليوم كل من مركز القدس للمساعدة القانونيّة وبرلمان شباب القدس، جمعيّة شباب البلد – بلدنا (من حيفا)، وهيئة الصداقة – الكويكرز.
وشارك في هذا اليوم ما يزيد عن خمسين مشاركاً مثّلوا مؤسسات وفعاليّات فلسطينيّة تهتم بالقطاع الشبابي، منهم الرسمي (وزارة الشباب الفلسطينيّة) وغير الرسمي. وافتتح اليوم الدراسي بكلمة ترحيبيّة من السيّدة باتريشيا سيلك، المديرة الإقليميّة لهيئة الصداقة – الكويكرز، والتي رحّبت بالحضور وأكّدت استقلاليّة الهيئة، وأنّهم لا يأخذوا أي مساعدات من الحكومة الأمريكيّة، كما أنهم يرفضوا التمويل المشروط. ومن ثمّ قام السيّد رامي صالح، مدير فرع القدس لمركز القدس للمساعدة القانونيّة وحقوق الإنسان، بتوضيح فكرة وأهداف المؤتمر، والتي تستند إلى حالة الاغتراب التي يعيشها الشباب الفلسطيني في المجينة المحتلة، وانسلاخ قطاع واسع من الشباب المقدسي عن المجتمع والثقافة الفلسطينيّة. كما أشار إلى أن أهم المخرجات التي يسعى المؤتمر لها هو تحديد آليّات النهوض بالعمل الشبابي في القدس. وفي سياق اليوم الدراسي، كشف الدكتور والباحث التربوي يحيى حجازي، في تلخيصه لمخرجات دراسة خاصة أنهاها حديثاً بعنوان "الاستهلاك الثقافي عند الشباب في القدس"، إلى مجموعة من العوامل الهامة التي تؤثر على واقع الشباب الثقافي في المدينة. حيث أشار في دراسته إلى أنّ مُعظم المؤسسات الشبابيّة ترتكز في منطقة الوسط البلدة القديمة ومحيطها بالتحديد، بينما تفتقر مناطق الشمال والجنوب إلى هذه المؤسسات. كما أضاف إلى أن ما ترصده بلديّة الاحتلال للمراكز الشبابيّة والتي تُخصص لبرامج الشباب لا تزيد عن 3 مليون شيكل بالسنة، والتي توزّع على المراكز الجماهيريّة التابعة لها، كما أنّها لا تعمل أي برامج للشباب فوق 17 عاماً. وقد أشار إلى أن هذا الأمر يصب في مصلحة الفلسطينيين في المدينة بشكل عام، وبالأطراف التي تُعنى في الثقافة الشبابيّة الفلسطينيّة على وجه الخصوص. كما ذكرت الدراسة إلى أن هناك نسبة تسرّب من المدارس تصل إلى 10%، بالمقابل فإن هذه النسبة ترتفع إلى 35% في الشباب الذي يتوجّه إلى الدراسات في المعاهد والجامعات وكليّات المجتمع. ومن الأمور الجديرة بالذكر، إلى أنّ نسبة الشباب الذين يقرؤون بشكل يومي لا تزيد عن 8%. بالمقابل، فإن نسبة الشبان الذين نادراً ما يقرؤوا أو لا يقرؤون بتاتاً وصلت إلى 73% من عيّنة الدراسة. أما فيمتا يتعلّق بالثقافة، فقد أشار إلى أنّ 60% من الشباب في عيّنة الدراسة، والذين أنهوا دراستهم الجامعيّة ويعملون ويملكون سيّارة لا يزوروا المسرح، وانّ 64 % (بنفس المواصفات) لا يزورا دور السينما. وقد اختتم عرض نتائج الدراسة في قضيّة سلّم الأمور التي تُبلور الثقافة لدي الشباب المقدسي هي العائلة 4,62% من معدّل الأهميّة، بينما يقابلها في الأقل أهميّة هو الحزب السياسي بمعجّل أهميّة لم يتجاوز الـ 2,77%. وقد أوصت الدراسة مجموعة من التوصيّات أبرزها الاهتمام في بلورة الهويّة الثقافيّة للشباب في سياق فلسطيني، وذلك عن طريق إيجاد بيئة ثقافيّة سليمة بعيدة عن "الثقافات التي يريد الاحتلال فرضها". وفي ورقة قدّمها الباحث نبيل عبد الله من مركز القدس، أكّد أهميّة بلورة هويّة ثقافيّة فلسطينيّة للشباب، وذلك بوسائط مختلفة أهمها، إحياء الذاكرة الجماعيّة الفلسطينيّة (كيوم النكبة ويوم النكسة ويوم الأرض...) وتعزيز أو خلق رموز ثقافيّة فلسطينيّة مثل "الحطّة" أو "حنظلة". ومن جانبه عرض السيّد خالد عبيدات من مركز الإرشاد الفلسطينيّ تجارب ناجحة للمركز في برامج الشباب، وتحديداً في مدينة القدس، أما السيّد مازن الجعبري، مدير دائرة تنمية الشباب، فقد أشار إلى أهميّة وجود نوعين من الرقابة على عمل المؤسسات الشبابيّة هما رقابة ذاتيّة وأخرى من قِبل وزارة الشباب الفلسطينيّة. كما أشار إلى أهميّة الانتباه إلى موضوع التمويل المشروط التي تقدّمه مؤسسات دوليّة وأجنبيّة. والمؤسسات الشبابيّة التطبيعيّة. ومن جهّته، فقد قدّم السيّد مُصعب عبّاس، من برلمان شباب القدس، ورقة نقديّة حول واقع العمل مع الطلبة في المدارس المقدسيّة، حيث أشار إلى الصعوبات التي تواجههم في تطبيق برامج ذات طابع توعوي فلسطيني في المدارس المُختلفة، بالمقابل تقوم هذه المدارس بفتح أبوابها لبرامج ذات توجّهات تطبيعيّة مع الاحتلال، وخاصة التي تكون ممولّة من البلديّة. (وقد خصّ بالذكر الصعوبات التي واجهتهم من قِبل إدارات المدارس، عندما توجّهوا لهم كي يوضّحوا للطلبة خطورة تطبيق المناهج الفلسطينيّة، وذلك من خلال الحملة الأهليّة للحفاظ على المناهج الفلسطينيّة في القدس). وفي الجلسة الثانيّة، تحدّث الأستاذ محمود جدّة، حول تجربة لجان العمل الصحي في مدينة القدس، وذلك من خلال البرامج التثقيفية والتوعويّة التي كان ينفّذها مركز نضال في البلدة القديمة. ومن جهته أكّد السيّد مثقال جابر، من مركز إسفافورد في البلدة القديمة، إلى تجربة المؤسسة في العمل التشبيكي والتنسيقي بين المؤسسات المختلفة في المدينة. أما الشاب خالد عنبتواي، من جمعيّة الشباب العرب – بلدنا، في حيفا، فقد أكّد أهميّة وجود تنسيق بين الشباب الفلسطيني في كل المناطق، وخاصة بين الداخل (48)، وبين بقيّة مناطق الوطن. ومن جانبه فقد أشار السيّد حسن أبو خضير، من جمعيّة الشبان المسيحية – القدس، إلى أهميّة إيجاد برامج تشغيليّة للشباب. أما مؤسسة إيليا للشباب، ممثلة بالأستاذ أحمد الصفدي، فقد أشارت إلى أهميّة تفعيل الدور الإعلام الحديث بين الفئة الشابة من المجتمع المقدسي، وذلك بهدف التصدي لحالة الاختراق التي يتعرض لها الشباب الفلسطيني بالقدس. وقد أختتم الناقد والفنان يعقوب أبو عرفة المداخلات، بتقديم ورقة بعنوان "رؤية نقديّة حول واقع العمل مع الشبا في القدس ودور المؤسسات" حيث أشار إلى أن العديد من المؤسسات الشبابيّة تفتقر إلى "الإصغاء" للفئة الشابة، والفئات الضعيفة الأخرى في المجتمع، كالأطفال والمرأة. وقد أشار في ورقته إلى أن التعليم التقليدي الحالي سوف لا يساعد على بناء الذات. وقد اختتم اليوم الدراسي السيّد عمر دعنا، وذلك بتدوين التوصيات مخرجات اليوم الدراسي، والتي تمحورت حول أهميّة تأطير المناصرة وإيجاد الأدوات المناسبة للتعاون والتشبيك. كما أشار الحضور إلى أهميّة العمل على عمل ميثاق شرف للمؤسسات الشبابيّة، وخاصة فينا يتعلّق بالتمويل المشروط ونبذ التطبيع. واستند الحضور إلى أهميّة تشكيل لجنة لمتابعة توصيّات اليوم الدراسي، على أن تشمل الفئات الشابة. وبالفعل تمّ بلورة لجنة مُركّزة لمتابعة مُخرجات اليوم الدراسي والتي تتكوّن من دائرة تنمية الشباب، والتي تُعتبر بوصلة العمل الشبابي في القدس، وبرلمان شباب القدس، ومركز القدس للمساعدة القانونيّة، ومؤسسة إيليا للشباب، والحراك الشبابي، إضافة إلى مشاركة الكويكرز وجمعيّة بلدنا. |