وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

اضراب الاسرى يدخل يومه السادس بمشاركة 3 الاف اسير

نشر بتاريخ: 02/10/2011 ( آخر تحديث: 02/10/2011 الساعة: 16:12 )
بيت لحم - معا - دخل اضراب الاسرى الفلسطينيين عن الطعام يومه السادس على التوالي وسط اصرار على ضرورة تحقيق مطالبهم قابله زيادة في عزل المزيد من الاسرى، وقمع المضربين ومنع الاسرى من الفورة والزيارة .

وقال فهد ابو الحاج، مدير عام مركز ابو جهاد لشؤون الحركة الاسيرة في جامعة القدس ، ان اكثر من 3 آلاف اسير في سجون الاحتلال يشاركون في الاضراب الذي اعلنوا عنه منذ 6 ايام ، مشيرا الى ان الاضراب بدأ يتجه نحو اللا عودة الا بتحقيق كافة المطالب المعلن عنها من قبل الاسرى والمتمثلة بإنهاء ملف العزل الانفرادي لعشرين اسيرا موجودين بظروف قاسية ، ووقف سياسة الموت البطيء بحقهم، علما بان بعض منهم يمضي اكثر من عشر سنوات بالعزل الانفرادي .

وطالب الاسرى باعادة التعليم الجامعي واداء الثانوية العامة، ووقف سياسة العقوبات الجماعية بمنع زياراتهم ، وفرض الغرامات المالية عليهم، وانهاء الاقتحامات والتفتيشات المفاجئة والمهينة بحقهم، وانهاء حالة اجبار الاسرى على تقييد ايديهم وارجلهم خلال الزيارة ولقاء المحامين، ورفع مستوى الرعاية الصحية للمرضى والمصابين وضرورة تقديم العلاج اللازم لهم ومطالب اخرى كلها تهدف الى وقف السياسة الممنهجة من قبل مصلحة السجون .

واوضح ابو الحاج ان الاجراءات المجحفة بحق الاسرى لا تعد جديدة بل هي تراكم لسنوات طويلة ،ولكن زادت وتيرتها في الاونة الاخيرة بشكل ملحوظ ومدروس مسبقا من قبل الحكومة الاسرائيلية اليمينية ، والتي منذ بدأ تشكيلها اخذت بتطبيق اجراءات ثأرية ،تهدف الى الانتقام من الاسرى ومحاولة استغلال ملفهم للضغط على القيادة الفلسطينية لتحقيق مكاسب سياسية ، وقد قطعت هذه الحكومة كل الشكوك في انها تتعامل مع الاسرى على انهم رهائن لديها ليس لهم اي حقوق ويجب التعامل معهم من باب المساومات .

وحول اهمية الاضراب من ناحية توقيته وطبيعة اهدافه ، اوضح ابو الحاج بأن اعلان الاسرى عن الاضراب في مثل هذا التوقيت له اهمية كبيرة ،لا سيما انه يتزامن مع المطلب الفلسطيني من الهيئة الاممية بضرورة الاعتراف بفلسطين كدولة كاملة العضوية ،وما راكمه هذا المطلب من تعاطف ومساندة معظم دول العالم والمؤسسات الدولية ،مما يجعل الاسرى يقينا بنظر هؤلاء اسرى حرب ،وستكون اسرائيل محرجة امام الرأي العام الدولي .اما عن اهمية الاضراب من ناحية اهدافه ،فقال انه في حال نجاح سيعيد زمام المبادرة للحركة الاسيرة ،ويعيد لها دورها الريادي النضالي والذي تراجع في الاونة الاخيرة نتيجة عدة ظروف ومسببات .

وختم ابو الحاج حديثه بتوجيه تحية اجلال لصمود ووحدة الاسرى القائمين على الاضراب ، ودعوة ابناء الشعب الفلسطيني بضرورة مساندة مطالب الاسرى والوقوف الى جانبهم ،بالقيام بحملة توعية محليا وعربيا ودوليا لحقيقة مطالب الاسرى ، وحشد كل الامكانيات المتوفرة ورص الصفوف ،لتشكيل منبر اعلامي داعم ومساند للاسرى ، سعيا الى زيادة عزلة السياسية العنصرية لحكومة الاحتلال .

واضاف ان مشاركة الجميع في تلك الفعاليات يعد واجب وطني مقدس ومطلوب من الكل تقديم الجهود كل من موقعه ومجال تخصصه ،وذلك ضمانا لنجاح الاسرى في معركتهم المصيرية .

بدوره حث الشيخ محمد حسين المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الى دعم صمود الاسرى وعائلاتهم، والمشاركة الرسمية والشعبية في مناصرتهم ودعم مطالبهم المشروعة .

وجاء بيان المفتي تحت عنوان: "أسرانا يستحقون أكثر"
أصدر سماحة الشيخ محمد حسين-المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، خطيب المسجد الأقصى المبارك- بياناً تحت عنوان: "أسرانا يستحقون أكثر"؛ وذلك دعماً لأسرى الحرية الذين يقبعون في سجون الاحتلال، وفيما يأتي نص البيان:

روي عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: "فُكُّوا العَانِيَ -يَعْنِي الأَسِيرَ- وَأَطْعِمُوا الْجَائِعَ، وَعُودُوا الْمَرِيضَ". (صحيح البخاري، كتاب الجهاد والسير، باب فكاك الأسير) ففي هذا الحديث الشريف يدعو الرسول، صلى الله عليه وسلم، إلى تحمل المسؤولية تجاه الأسرى البواسل، والعمل على مناصرتهم ورفع الظلم عنهم، وإيصال صورة معاناتهم إلى كل دول العالم من أجل التدخل الفوري والسريع للإفراج عنهم، ليبصروا نور الحرية.

فما بال العالم الحر يتقاعس عن مناصرة قضية الأسرى؟! وما باله يتجاهلها وكأنه لا علاقة له بالموضوع، مع أن هؤلاء الأسرى هم أنبل ظاهرة حية في هذا العالم وأشرفها؛ لأنهم قدّموا الأغلى في سبيله، فإن نسيهم العالم، فيجب أن لا ننساهم نحن؛ وذلك لأن نسيانهم ليس له عقاب في الآخرة سوى نسيان الله لمن نسيهم. لأنهم قعدوا عن نصرة إخوانهم في ساعة العسرة... إن علينا أن نرفع صوتنا عالياً وعدد الرهائن من أبنائنا في سجون الاحتلال يزيدون عن ثمانية آلاف؟ كلهم رهائن بموجب القانون الشرعي والدولي.

ودعا سماحته إلى دعم صمود الأسرى وعائلاتهم، مبيناً أن ذلك واجب شرعي ووطني، يجب القيام به خاصة في ظل تعنت سلطات الاحتلال وقمعها لهم بمنع أبسط سبل الحياة التي يستحقها الإنسان.

وحث على المشاركة في الفعاليات الرسمية والشعبية لدعم الأسرى، كونها تعمل على رفع روحهم المعنوية، وتظهر للعالم قوتنا ووحدتنا، فقضية الأسرى يجب أن تتقدم كل القضايا، وأن تظل حية في كل الظروف، حتى يخرج آخر أسير من سجون الاحتلال، موضحاً أهمية حث حكومات العالم ومنظماته على مناصرة قضية الأسرى؛ حتى لا يقال عنا أننا أسوأ محامين عن أعدل قضية.

ولينصرنّ الله من ينصره إن الله لقوي عزيز