|
تقرير اخباري :الاستيطان تكريس لسياسة الأمر الواقع والجدار تتويج لخطة النجوم السبع في قلقيلية
نشر بتاريخ: 23/07/2005 ( آخر تحديث: 23/07/2005 الساعة: 12:17 )
قلقيلية-معا- كما هي خطة الانسحاب من قطاع غزة أو كما يقال عنها أحيانا خطة " الانفصال عن القطاع ", التي أطلقها شارون رئيس الحكومة الاسرائيلية لتكون بديلا عن خطة " خريطة الطريق " , والتي على ما يبدو بدأت ساعة الصفر بالاقتراب , أي أنها أصبحت قاب قوسين أو أدنى اذا جاز التعبير , فان هناك خطة قديمة كان شارون قد اطلقها في العام 1995 حين كان آنذاك وزيرا للبنى التحتية في حكومة شامير , يبدو أن العالم والسياسيين قد نسوها أو أنهم تناسوها , وأصبحت الفرصة مواتية والأرض خصبة لتطبيقها هي الأخرى الآن وبدون أي ضجة على هذه الحكومة التي " قدمت تنازلات مؤلمة ومؤلمة جدا " عندما قررت الانسحاب من القطاع .
شارون الذي يقتنص الفرص " الذهبية " دائما في تنفيذ مخططاته ويفرضها على الأرض كأمر واقع كما فعل في الجدار العازل , وقبل ذالك في بناء المستوطنات , بدأ هذه المرة وعلى عجلة من أمره في تنفيذ وتطبيق خطته القديمة التي أطلقها قبل عشرة أعوام بالضبط بلا زيادة او نقصان , قبل أن يبدأ بتنفيذ خطة الانسحاب من القطاع , لكن هذه أو على الأصح تلك الخطة تقتصر على محافظتي قلقيلية وسلفيت , من خلال تكريس الاستيطان والمستوطنات وضمّها الى الخط الأخضر , وتتويج ذالك بالجدار العازل الذي بني على ثلثي مساحة المحافظتين . الخطة القديمة أصبحت جديدة ولكن هذه المرة بدون الاعلان عنها بشكل رسمي " أي كخطة ينوي تنفيذها , انها خطة " النجوم السبع " , التي تعني ضم المستوطنات المقامة على الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ العام 1967 الى داخل الخط الخضر بمجلس موحد للمستوطنات يرأسه شخص واحد فقط مقره مستوطنة أرئيل , وهذا ما يعمل شارون على تنفيذه الآن , ما يعني ضم الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 الى اسرائيل , أو بمعنى آخر محو معالم الخط الأخضر , من خلال بناء الجدار العازل الذي انتهى منه على أراضي محافظة قلقيلية , فيما أصدر رئيس الحكومة الاسرائيلية أرئيل شارون أوامره للبدء ببناء أحياء استيطانية جديدة فوق الأراضي المعزولة خلف الجدار خاصة المحاذية للخط الأخضر في محافظة قلقيلية , تتصل بالمستوطنات المقامة على الخط الأخضر , كما هو جار الآن قرب بلدة جيوس شمال قلقيلية , اضافة الى توسيع المستوطنات القائمة مثلما يجري في مستوطنة ألفيه منشيه جنوب شرق قلقيلية . فقلقيلية كما هو معروف محاطة ب 22 مستوطنة من جهاتها الثلاث وأما الجهة الرابعة فيحيطها الخط الأخضر , لكن اللافت هنا أن كل مستوطنة تضم كتلا استيطانية تحت اسمها يضاف على الاسم أ و ب و ج الى أخره من الأبجديات . أي بمعنى من الممكن أن يصل عدد المستوطنات الملتفة حول مدينة قلقيلية الى 32 مستوطنة وكذا الحال بالنسبة لمحافظة سلفيت . وتعتبر محافظتي قلقيلية وسلفيت من أغنى المحافظات الفلسطينية بالمياه الجوفية , لوقوعها على الحوض المائي الغربي , وعندما بدأ الاستيطان بالتنامي فوق أراضي المحافظتين كان وفق مخطط للسيطرة على المياه الجوفية , وكذا الحال بالنسبة للجدار العازل , عندما وضعت مخططاته وعرضها شارون في عام 1977 على رئيس مجلس مستوطنة أرئيل عندما زارها حين كان وزيرا للدفاع , فما أن دخل مجلس المستوطنة حتى أخرج مخططات الجدار من تحت ابطه , ايضا أخذ بعين الاعتبار السيطرة على ما تبقى من المياه الجوفية , فالجدار العازل امتد شرق الخط الخضر في كلا المحافظتين مسافة تصل الى اثني عشر كيلومترا في الأراضي الفلسطينية التي أحتلت عام 1967 ,ما يعني السيطرة على ما يقرب من 33 بالمئة مما تبقى من المياه الجوفية في محافظة قلقيلية , من خلال عزل 22 بئرا للمياه الجوفية في المحافظة خلف الجدار , واقامة مضخة لسحب المياه الجوفية على بعد كيلومتر واحد فقط عن مدينة قلقيلية من الغرب , أي داخل الخط الأخضر , وكذا الحال في محافظة سلفيت التي لم يكتمل بناء الجدار العازل فيها بعد . محافظ قلقيلية مصطفى المالكي تحدّث لوكالة معا حول ما يجري في محافظة قلقيلية قائلا : أن ما يجري الآن في المحافظة هو عبارة عن تنفيذ لخظة شارون التي أطلقها في عام 1995 المعروفة باسم النجوم السبع , لربط المستوطنات داخل الخط الأخضر بالمستوطنات شرق الخط الأخضر وهذا مخالف للقانون الدولي والشرعية الدولية . ويضيف المحافظ المالكي قائلا : أن الهدف من ذالك هو الغاء المشروع الوطني الفلسطيني المتمثل في اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات تواصل جغرافي , موضحا أن ما جرى من اصدار أوامر عسكرية لوضع اليد على أراض جديدة في قرى المحافظة الجنوبية , هو تكريس لمخططات شارون الرامية الى الغاء معالم الخط الأخضر , متسائلا : والآ لماذا الاعلان عن مصادرة أراض لشق الطرق كما يدّعون , علما بأن هناك الكثير من الطرق التي تم شقها في السابق تصل داخل الخط الأخضر بالضفة الغربية . ويقول رئيس بلدية كفرثلث حسين الصيقي , أن ما يحدث على الأرض الآن في محافظة قلقيلية هو تنفيذ لمخططات في الأجندة الاسرائيلية , تهدف الى ابتلاع أراض جديدة في اطار خطة قديمة أصبحت جديدة " خطة النجوم السبع " , وبدا واضحا أن هذا المشروع أعاد شارون احياؤه وتنفيذه مجددا بحكم الوضع السياسي الحالي وانشغال العالم بالانسحاب من القطاع , الذي جعل المناخ خصبا على ما يبدو لتنفيذ هذه الخطة , التي ستعمل على تقطيع أوصال المحافظة وعزل القرى بعضها عن بعض والمنطقة بأكملها وتحويلها الى معازل , وبالتالي منع اقامة دولة فلسطينية مستقلة . وقال رفيق مراعبه رئيس اللجنة الوطنية لمقاومة الاستيطان والجدار في محافظة قلقيلية لمعا : أن شارون توّج مخططاته ومشاريعه الاستيطانية ببناء الجدار العازل فوق الأراضي الفلسطينية , لتحقيق أهدافه التوسعية وقضم أكبر مساحة ممكنة من هذه الأراضي وابعاد سكانها الأصليين عنها واحلال المستوطنين اليهود مكانهم , وأن مسألة الانسحاب من القطاع هو غطاء لتنفيذ مخطط شاروني لتوسيع الاستيطان في الضفة الغربية , بهدف ضمّها الى اسرائيل وافشال أي محاولات لاقامة دولة فلسطينية . ويضيف رفيق مراعبه , ما يجري الآن في المحافظة هو البدء بتنفيذ الخطة الشارونية المعروفة باسم " النجوم السبع " , ذالك لأن المرحلة السياسية أصبحت خصبة وتشكل مناخا ملائما لتنفيذ المخططات والمشاريع الاستيطانية ومنها , خطة " النجوم السبع " , الهادفة الى محو معالم الخط الأخضر للاستيلاء على أكبر مساحة ممكنة من الأراضي الفلسطينية وضمّها الى اسرائيل , وتجميع المستوطنات المقامة داخل الخط الأخضر مع تلك المقامة فوق الأراضي الفلسطينية في مجلس مستوطنات موحد يكون مقره مستوطنة أرئيل , وهو بطبيعة الحال ما يمنع اقامة دولة فلسطينية , الذي يسعى شارون بكل قوة الى عدم تحقيق هذا الحلم الفلسطيني وتحويله الى حقيقة . أما خطة النجوم السبع التي تستهدف محافظتي قلقيلية وسلفيت , فقد بدأت الحكومة الاسرائيلية بتنفيذها فعليا , عندما أصدر القائد العسكري الاسرائيلي في الضفة الغربية ثلاثة أوامر عسكرية منفصلة , بوضع اليد على مساحات جديدة من قرى المحافظة الجنوبية , لشق طرق استيطانية تربط المستوطنات المقامة داخل الأخضر أو تللك المقامة على حدوده , بالمستوطنات المقامة شرق الخط الأخضر أي على الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ العام 1967 , وهو ما يعرف بشارع رقم 55 , ما يعني أن العمل في تنفيذ المرحلة الأولى من خطة النجوم السبع التي أطلقها شارون حين كان وزيرا للبنى التحتية في العام 1995 قد بدأ بالفعل , بانتظار تنفيذ المرحلة الثانية منه والتي ستكون بالتأكيد , بعد الانتهاء من بناء الجدار العازل في محافظة سلفيت مع نهاية العام الحالي . |