وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الإعلان عن مدرسة لتدريب الفتيات كرة القدم في قطاع غزة !!!

نشر بتاريخ: 03/10/2011 ( آخر تحديث: 03/10/2011 الساعة: 17:46 )
بنات غزة يلعبن كرة القدم !!!

بقلم : سفيان صيام
فركت عيناي مرة تلو الأخرى علني أكون قد أخطأت القراءة ، لا لم أخطئ ، هي مدرسة لتدريب البنات كرة القدم ، ليست في القاهرة ولا في عمان، ليست في تونس ولا في الجزائر ، ليست أيضاً في المغرب ، هي في غزة ، نعم في غزة .

لولا أنني قرأت الخبر على الموقع الرسمي للنادي صاحب الفكرة لما كنت مصدقاً هذا الخبر حتى هذه اللحظة ، فما معنى أن تقام مدرسة كرة قدم لتدريب الفتيات ؟ وبأي منطق ؟ وما هي الحجج التي ساقها أصحاب الفكرة ؟ وبأي وجه سيروجوها لهذا المجتمع المغلوب على أمره ؟ الذي يطحن نفسه كحب القمح ليوفر لأبنائه لقمة عيش مغمسة بالهم والحزن،والذي ليس له إلا النحت في الصخر لتوفير الحد الأدنى من مستلزمات الحياة ، والترديد بعفوية (مش ناقص علينا إلا نعلم بناتنا كرة القدم خلصنا كل شيء والحمد لله ).

وعلى أي أساس استندوا كي تقر عيونهم وتنام ليلها الطويل دون الشعور بأنين الضمير ؟ وبماذا سأجيب ابنتي إن طلبت مني أن تلتحق بهذه المدرسة لأنها تحلم أن تكون أبو تريكة البنات ؟ ربما تكون أم تريكة في هذه الحالة !! كيف أقنعها أن ذلك لا يجوز لبنت ؟ كيف أقول لها أن هذه الرياضة تقتل أنوثتها ؟ فللأنثى رياضتها التي تناسب دينها وتكوينها الجسماني،وكيف أقول لها أن ذلك مخالف لعاداتنا وتقاليدنا إن قالت لي هاهم قد غيروا العادات والتقاليد ؟ بل ربما يغيرون ما هو أقدس من ذلك . ( لا أنكر أن هناك الكثير الكثير من عاداتنا أرفضها بكل قوة ).

ربما قالوا أن ممارسة هذه الرياضة ستكون في مكان مغلق ، ربما قالوا أن ذلك سيتم أيضاً للبنات من سن 6 سنوات حتى سن 12 سنة ، أي أنها لفترة الطفولة فقط _ رغم أن بنت 12 سنة قد تكون أنثى تقارب الاكتمال في بعض الأحيان _ ، ربما قالوا أننا نريد أن نغير نظرة العالم لغزة الرجعية المتخلفة ، نريد أن نصور غزة الحديثة التي تسمح للبنات بلعب كرة القدم ،ربما قالوا أن ذلك يأتي ضمن توجهاتنا في القرن الحادي والعشرين لتوسيع رقعة ممارسة هذه الرياضة لتشمل الجنسين ، ربما قالوا وقالوا وقالوا ...

ولكني أقول هل فكر أرباب هذه الفكرة ماذا ستفعل البنات بعد سن 12 عام ؟ هل ستُمنع البنات من ممارسة هذه اللعبة ، وبالتالي فما جدوى أن تلعب البنت حتى هذه السن ؟ طالما لن تستمر بعده ، بل كيف نجيب وقتها على السؤال الذي سيطرح نفسه ألا وهو لماذا نُحرَم من مواصلة لعب كرة القدم ؟ فلو كان من الخطأ لعبها فلماذا تعلموننا الخطأ في صغرنا ؟ بل أين ستذهب البنت بالطقم الرياضي الجميل ، والحذاء الرائع من طراز أديداس ؟

أو تستمر البنات في ممارسة اللعبة بعد سن 12عام حيث ستكون البنت في بداية مرحلة المراهقة ، وتتحول لتصبح أنثى بالمفهوم الذي نعرفه جميعاً ، وهنا الطامة أن تلعب فتياتنا كرة القدم ثم تبدأ المطالبة بعقد دوري كرة قدم أنثوي ، ثم تحاول الجزيرة شراء حق بث دوري غزة النسائي حصرياً ، وهنا نصل إلى واحد من أمرين إما أن نقبل بهذا الأمر، أو نرفضه لمخالفته ديننا الإسلامي وعاداتنا وتقاليدنا فنعود حيث بدأنا لذات السؤال لماذا نُعَلِّم بناتنا كرة القدم من الأساس ؟

وأرد على من يقول أن ذلك لن يحدث ، وأنه حتى لو مارست الفتيات والنساء كرة القدم فإن ذلك سيتم في صالات مغلقة، وأماكن منعزلة عن الرجال ، أقول له إن هذا الباب لو فتح فلن يُقفل ولن يرضى أدعياء الحداثة ومالكو المال المسموم إلا بفتحه على مصراعيه وما إخواننا عنا ببعيد . و صدق المثل حين قال الباب اللي بيجيك منو الريح سدوا واستريح.

و أقول من قال أنهم سيتركوننا وشأننا إن مارست بناتنا كرة القدم في هذه السن ؟ ألن يقولوا إن المرأة محرومة من ممارسة كرة القدم ؟ وأن ما يسمح به فقط للبنات الصغيرات وفي أماكن مغلقة ؟ ألن يقولوا إن المرأة لازالت محرومة من ممارسة الرياضة على الملاعب المعشبة ؟ ألن يقولوا أن المرأة محرومة من تنظيم بطولات دوري وكأس أسوة بالرجال ؟ بلى سيقولوا ويقولوا ولن يتوقفوا حتى يجعلونا مثلهم إن استطاعوا .

وأقول إني لست ضد ممارسة المرأة للرياضة أبداً ، بل أحث على ذلك وأشجعه وأدعو إليه ، ولكن أليس من الحكمة والمنطق أن تختار المرأة الرياضة التي لا تتنافى مع دينها، ولا تتنافى مع مجتمعها وعاداته وتقاليده ، فإذا كان الرجال يختارون من الرياضات ما يناسبهم ، أفلا يكون للمرأة أن تمارس من الرياضة ما يتناسب مع أنوثتها وتكوينها الجسماني بما يحفظ لها خصائصها الأنثوية التي حباها الله ؟

وأهمس في أذان إعلاميينا الرياضيين هل أنتم مع هذه الخطوة ؟ أين مواقفكم منها ؟ أين آراؤكم ؟ هل السكوت علامة الرضا ؟ فهل رضيتم بهذا ؟ أم تقولون لا ينسب لساكت قول ؟ فتكلموا إذن ، أرجوكم تكلموا ..

ولماذا تصمت منابرنا الدينية والإعلامية والفكرية ؟ هل مجتمعنا مع هذه الفكرة ؟ هل نخبتنا المثقفة مع ذلك ؟ هل رجال ديننا مع ذلك ؟ فإن لم يكونوا كذلك فأين هم ؟ أين أنتم تكلموا بالرفض أو الإيجاب ، أرجوكم تكلموا ..