|
أهالي الاسرى يطلقون رسائل لأوباما وأردوغان وبان كي مون والعربي
نشر بتاريخ: 03/10/2011 ( آخر تحديث: 03/10/2011 الساعة: 21:23 )
طوباس- معا- لم يجد أهالي أسرى محافظة طوباس وسيلة لمساندة أحبتهم في سجون الاحتلال في حرب "الأمعاء الخاوية"، غير كتابة رسائل إلى الرئيس محمود عباس ونظيره الأمريكي باراك أوباما، ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان والأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، ونظيرة في جامعة الدول العربية نبيل العربي.
وسردت أمهات وآباء وأطفال وزهرات خلال ورشة نظمتها وزارة الإعلام ونادي الأسير في طوباس اليوم الاثنين، كلمات بدموعهن وألمهن وخاطبن ساسة العالم، للإسراع في إطلاق الابن والأب والأخ والزوج والابنة. وأطلق العجوز إبراهيم أبو محسن نداء أخيرا، للرئيس الأمريكي وسكرتير عام الأمم المتحدة بان كي مون، ليتمكن من مشاهدة ابنه خالد، قبل أن يفتك به مرض السرطان الذي يسكن جسده، ويقضي خالد أبو محسن حكماً بالسجن المؤبد، وأمضى 16 سنة في سجون الاحتلال. وتابع أبو محسن بنبرة يسكنها الحزن: "ليسمع الرئيس الأمريكي أن أبني أفنى زهرة شبابه في سجون الدولة التي يساندها، وأنني سأموت دون أن مشاهدته بجانبي، بعدما كان يحلم بالدراسة في الهند!". وشقت كلمات رياض دراغمة طريقها إلى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، ليضع إطلاق سراح ابنته ريما ورفيقاتها الأسيرات، كشرط لإعادة العلاقة مع إسرائيل، إلى سابق عهدها". وقال دراغمة: "أظن أن الأشقاء الأتراك يعرفون جيداً معنى أن يختطف الاحتلال النساء، فهو جيش بلا أخلاق، ويقتل ويذبح ويعذب ويظلم". فيما انهمرت الدموع من عيني الحاجة طرب نمر الشاويش، التي حكمت سجون الاحتلال على ابنائها خالد عشرة مؤبدات، وناصر خمسة مؤبدات متراكمة، ومحمد 11 سنة، فيما فقدت ابنها موسى شهيدا. تقول: "لم يبق لي غير ولدين بجنبي، وأدعو الله أن يفرج كرب أسرانا، وما يكسر ظهري أبني خالد المريض في زنازين "جلبوع"، وكل ما أتمناه أن يسمح السجانون لأولادي بمساعدة خالد المريض، وأن يخرجوه من عزله الانفرادي، وناشدت الرئيس محمود عباس أن يبذل كل جهوده في سبيل إطلاق سراحهم، مثلما يسعى لنزع اعتراف العالم بدولتنا". ووجهت هدى بني عودة، والدة الأسير عبد السلام بني عودة الذي يقضى حكماً بالسجن 30 عاماً، ويعاني الأمراض، كلماتها إلى الرئيس الأمريكي:" أخاطبك أن تستخدم حق الفيتو لوقف قتل أولادنا في السجون، فنحن لا نريد أن نستقبلهم جثثاً، ونريد أن نحضنهم ونلمسهم ونعانقهم، فهم ليسوا لصوصا أو تجار مخدرات، بل قاتلوا دفاعاً عن بيوتهم وأرضهم وأطفالهم". واختارت بني عودة توجيه خطابها إلى أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي، وأصحاب "الضمائر" في العالم أن يوقفوا إسرائيل على قتل الأسرى في سجونها، فهي تقدم لابنها حبة مسكن(أكامول)، وهو يعاني نزيفا حاداً يهدد حياته، لكن إدارة السجن تصر على تفتيشه عارياً، وتهين كرامته". وبثت بهية محمد مسلماني كلماتها إلى بان كي مون، داعية إياه إلى التدخل لإطلاق سراح ابنها الذي اعتقلته إسرائيل 18 سنة، ثم أفرجت عنه أربعة أشهر، وكررت اعتقاله إدارياً رغم المرض الذي يعانيه. وحثت مسلماني بان كي مون أن لا يكون ابنها محمود الرقم 205، في إشارة إلى عدد اسري الحرية الذي سقطوا وراء القضبان، وقالت ‘ن ولدها يموت في اليوم مئة مرة. وأبرقت هدى بني عودة رسالة أمل لإطلاق سراح ابنها عبد السلام، الذي تختطفه سجون الاحتلال لثلاثين سنة. ووجهت صرخة إلى الأمم المتحدة وأميتها العام أن يسمح لها فقط بأن تلمس يد ابنها، وأن تحضنه، قبل أن يدركها الموت. وخطت انتصار الشاويش رسالة إلى ميشيل أوباما زوجة الرئيس الأمريكي، قائلة أنها تفقد ثلاثة من أخوتها خالد وناصر ومحمد، في سجون الدولة التي ترعاها إدارة زوجها، ولا يسمح لأحد من أقربائهم في الوصول إليهم ومعانقتهم، كما يتعرضون لأقسى أنواع التعذيب والعزل والحرمان، رغم جراح خالد البالغة. وقال الطفل خالد فراس، 5 أعوام، إنه يتمنى أن يشاهد والده في البيت ليحضنه، وأن يحضر له" لاب توب" ليلعب به. وكتبت ساجدة صالح رسالة مزدوجة لوالدها في سجن النقب، وأخرى للرئيس أبو مازن، متمنية الحرية لأبيها، والانتصار للدولة التي لا تنسى أسراها، الذين خاضوا نضالا لأجلها بأجسادهم. ونثرت دلال حسن حزنها على غياب ابنها محمد رفيق تاج في عتمة الزنازين، وضمت صوتها للأمهات في رسالة أخرى لبان كي مون. مضيفة عبارة:" مات والده، وأخوه مريض، وان كبيرة في السن، والله يعلم متى نشوف محمد". ومثلها فعلت إخلاص محمد أبو عرة، التي تنتظر عزيزها رامي، قائلة:" حتى الأكل والنوم والدواء من الممنوعات على الأسرى يا سيد بان، وتربطهم إسرائيل بالقيود في أرجلهم". وناشد عاطف مصطفى دراغمة أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي، الضغط على الولايات المتحدة لإجبار الاحتلال على إطلاق سراح والده. ومثله فعلت سجود جهاد صوافطة، وميسون سليمان سياجات، ويحيى حافظ شريدة، لكن يافا مصطفى مسلماني، التي تفتقد والدها سألت بان كي مون :" سيدي، يوم اعتقال والدي كان عمري 3 سنوات، وأنا اليوم ابنة 13، وعلى حسابات إسرائيل، لن أرى والدي مدى الحياة، لكن ماذا عن رأيكم، ومتى ستشرق شمس حريتنا؟". وذكر منسق وزارة الإعلام في طوباس عبد الباسط خلف، أن رسائل التضامن جاءت للتأكيد على أن الأسرى ليسوا أرقاماً مجردة، ومحاولة لإظهار مساحة القهر التي تطوق أهلهم وأحبتهم، وتُجرعهم العلقم بفعل إعادة سجن الأسرى في سجون عديدة داخل معتقلاتهم، وتهديد كرامتهم. وقال مدير نادي الأسير في طوباس محمود صوافطة إن الهدف من كتابة الرسائل التعبير عن التضامن مع أسرى الحرية في حربهم مع السجان، الذي يسعى لتحطيم إنسانيتهم، ولتصل إلى العالم صرخة ألم ومعاناة تنتظر التصويب. |